الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبضات علمانية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2015 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


• العلمانيون المصريون حملة مشاعل نور، يتوسلون للغارقين في الجهل والتخلف والبؤس، أن يسمحوا لهم بإنارة كهوفهم الأبدية المظلمة. العلمانيون يشيرون للشعب المصري، إلى طريق الحداثة والحضارة والتقدم. فيما المصريون يفضلون من يقودهم كالعميان، إلى طريق الجهالة، ومسيرة التسول من الأرض والسماء!!
• جريدة الوطن| فقهاء دستوريون عن تأسيس "حزب علماني مصري": عبث وتهريج. . هذا صحيح دستورياً، فالدستور السيساوي لا مجال فيه لتأسيس حزب علماني، فيما يتسع ويحتضن الأحزاب الدينية، ويمَكِّن الأزهر والكنيسة من التحكم في رقاب ومصائر العباد. . مصر السيساوية تتجه باستقامة إلى الهاوية!!
• يمكن تأسيس حزب علماني مصري، عندما يتواجد لدينا علمانيون، بحجم مشاهدي مباراة كرة قدم، بين فريق مركز شباب سمنود، وفريق نادي شلشلمون الرياضي. ما يحدث الآن إرهاصات بالصحوة الآتية حتماً، رغم عواء الذئاب ونعيق الغربان.
• تعربف العلمانية بأنها "فصل الدين عن الدولة" هو تعريف سلبي ضئيل القيمة. التعريف الوحيد الذي أعرفه للعلمانية هو: "اتخاذ العلم مرجعية وحيدة لعلاقات حياتنا، سعياً لتحقيق مصالحنا المشتركة.
• يوماً ما سوف يحكي الآباء للأبناء والأحفاد، عن رجال دين كانوا يهيمنون على مصائر المصريين، كما نحكي الآن لأولادنا وأحفادنا، عن لبس أفندية زمان للطرابيش!!
• العلمانية أن تثق في نفسك وتعتز بها، وأن تأبى أن تقاد كما الدواب. الناس في بلادي يصرخون ويئنون تحت وطأة التخلف، ويتمسكون في نفس الوقت حتى الموت، بالجذور والأشجار التي تطرح ثماره.
• العلمانية لا تعتبر العقل عورة. العلمانية هي طوق الإنقاذ، للغرقى في بحر التخلف والاقتتال والكراهية. العلمانية صرخة، لينهض "المنطرح على وجهه" و"النايم على صرصور ودنه". رفض أغلب الناس لمعظم الأفكار الجديدة، لا يأتي من عدم قناعتهم بها، وإنما من رفضهم أساساً التفكير فيها وفحصها. هو رفض النائم الاستيقاظ، ورفض الجالس القيام. رفض الحركة في المكان والزمان. المزعج في العلمانية، أنها تقتضي أن نفكر لأنفسنا بأنفسنا، بدلاً من الاسترخاء معتمدين على أصحاب العمائم واللحى المقدسة.
• ربما ستتلاشى مقاومة العلمانية إلى حد بعيد، إذا تعهد العلمانيون بصرف "بدل سبوبة" مجز ومغر، لكل من يرتزقون الآن من التجارة بالأديان.
• كان عبد الناصر يتغنى بالديموقراطية و"الشعب المعلم"، وهو يحتفظ بصفوته ونخبه الثقافية في السحن الحربي والمعتقلات. ويتفاخر بالنصر وهو ينقل قدميه بصعوبة في أوحال الهزائم. وما أشبه اليوم بالبارحة، ونحن نتحدث عن التنمية والدولة المدنية.
• هل هناك من مازال لديه شك، بأن السيسي حول ثورة الشعب على الإخوان في 30 يونيو 2013، إلى مجرد صراع معهم على السلطة، مع استمرار كل ما كانوا يضمرونه لمصر من مصير ظلامي؟!!
• يظل ذلك السؤال الأبدي ملحاً "البيضة الأول ولا الفرخة؟"، ولكن في صيغة "ما المسؤول أو السبب الأول، الأيديولوجيا أم معتنقها؟". لقد حسم العلم الصيغة الأولى للسؤال، بأن الأسبقية للبيضة على الفرخة. وأظن أنا بالنسبة للصيغة الثانية، أن الإنسان منتج الأيديولوجيا ومعتنقها والمروج لها هو السبب الأول، وأن إليه يرجع سمو أو انحطاط ما يروج من أيديولوجيات.
• لا أحب الصراعات التي تدور حول وهم كبير. نحتاج لآلاف الصراعات، حول أشياء صغيرة وحقيقية في حياتنا الراكده.
• فقط الأحرار هم من يحطمون أغلالهم، ليحلقوا في فضاء الحرية، بينما إن حطم العبد أغلاله، فإنما ليستبدلها بأغلال قد تكون أشد وطأة.
• فقط عندما ننتهي من مناقشة قضية "الإيمان والكفر"، سنجد متسعاً لمناقشة مشاكل حياتنا الكارثية!!
• ليس من قبيل التقية، أن نقرر بحزم ووضوح، أن العلمانية غير معنية بإيمان وإلحاد. هي فقط تسعى لفهم العالم، وتأسيس سائر علاقات حياتنا، على أساس العلم، لتحقيق المصلحة المشتركة للإنسان والإنسانية. لا تحاكموا العلمانيين على إيمانهم، فالإيمان مكانه القلب، الذي لا يستطيع أحد منكم أن يطلع على ما يكنه. فقط حاكموهم على رؤيتهم لمستقبل هذا الوطن، الغارق منذ قرون طويلة، في التخلف والفقر والجهل والمرض. الإيمان بخالق أو عدمه قضية شخصية، لا شأن للمجتمع أو الدولة بها. والعلماني الحق لا يثير هذه القضية، ولا يقبل أن يحاكمه أحد فيها، ولا يدفع عن نفسه تهمة الإلحاد أو الإيمان. العلمانية قادمة لمصر ولا ريب، لكن التساؤل هو عن الثمن، الذي سنضطر لدفعه حتى نصل إليها.
• المصري اليوم| قالت الفنانة منى هلا، إنها «تعتبر أي علاقة مُعلنة بين رجل وامرأة أمام الناس شرعية». . بوجه عام "كل ما أُظْهِر فهو نور"، والتوثيق المدني للعلاقات يحفظ الحقوق والواجبات التي تترتب عليها، وإن كانت القوانين في البلاد الحرة، تراعي ولو جزئياً التوثيق الشفاهي بالإعلان. أما التوثيق الديني، فهو أمر يجب أن يرجع فقط وحصرياً لقناعات الإنسان الفرد. . تحية لهذه السيدة الشجاعة!!
• المشكلة ليست فقط في كوادر الإخوان المنبثة في كل مكان. إنها أيضاً في الميول والثقافة الشعبية، بل والنخبوية، التي تتبني جذور الفكر الإخواني، وتجعل من القاعدة الشعبية، مزرعة إخوانية تحت الطلب.
• العلمانية أن تقف منتصباً على قدميك، بعد أن تحل الحبل المربوط في رقبتك، والسلاسل التي تقيد قدميك، وتفك العصابة على عينيك. من يخافون ويرفضون "الحرية"، عليهم القبول صاغرين بوبال "العبودية". العلمانية ليست مجرد نظام حكم. هي بداية منهج حياة، ورؤية للعالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran