الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-اصنع من نفسك شيئا جميلا-

شجاع عدي الحمادي

2015 / 5 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان الثقة بنفس كقلعة من الرمال صعب جدآ بنائها ولكن من السهل هدمها فلذلك علينا جميعآ ان نكون على ثقة من نفسنا قبل ان نثق بمن حولنا ويجب علينا القيام بتطوير ذاتنا ايضآ .
إننا كائنات متحوله , ألسنا مخلوقين من الطين ؟ نحن نتحول ونتغير طوال حياتنا , نتحول بشخصياتنا من طور الى طور لنكون ما نحن عليه الآن وتغيرنا يكون من تلك الأفكار التي تداهمنا فجأة وتلك التي التي نصنعها و مواقف الحياة المستمرة , فبنيتنا النفسية طيعة وقابله للتشكل ونحن وحدنا من يستطيع القيام بهذه المهمة , مهمة تشكيل انفسنا بالطريقة التي نرغبها .
نحن نملك القدرة على تطوير ذواتنا و بل وتغييرها إن أردنا لأي اتجاه كان ولا يستطيع أي شخص في العالم ان يغير فيك الا أنت أو بإذنك أنت .. يقول جاليليو عالم الفيزياء " لا أحد يستطيع تعليمك أي شيء , أنت تستطيع تعليم نفسك ".وتغيرنا يكون باستخدام وسائل عديدة مثل استهلاكنا للأفكار , يقول د. عبدالكريم بكار إننا كبشر كائنات استهلاكية , لا نستهلك الطعام والشراب واللباس وانما الأفكار أيضا .. "
و يقول الدكتور ايضا إن البنيه النفسية للإنسان هشة جدا , وليست صلبه كما يعتقد الكثيرون, فكلمة الثناء قد تصعد به وكلمة استخفاف اخرى قد تهبط به فتكسره!
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة المعارج : {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً , إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً }
إن الحديث عن الذات أمر صعب , لأن الذات كمفهوم عبارة عن شيء ليس مفهوما بشكل كامل حتى بالنسبة لعلماء النفس وعلم الاجتماع , إنها شيء معنوي , معقد وكامن في اعماق النفس و كما قال د. عبد الكريم بكار عن الذات في كتابه : ( اكتشاف الذات - دليل التطوير الشخصي ) أنها عبارة عن طبقات عديدة, ولسبر اغوار الذات ربما نحتاج العمر بأكمله .
ربما يزداد وعينا بذاتنا عند إحساسنا بالمشاعر المتطرفة كالفرح الشديد والحزن الشديد فنشعر حينها بحال ذواتنا لأننا ( وليس بالضرورة) نشعر ان شيئا فينا قد تغير , شيئا في ذواتنا قد بُني أو شيئا قد هُدم... ما أريد قوله هنا أن وعينا بذواتنا يكون في اقصاه عندما يغيرنا أمر ما , أو يغير طريقة تفكيرنا أو نظرتنا للأمور ..
من شأن الكتب ان تغيرنا , للروايات هذه الخاصية ومن قرأ البؤساء لهيوجو سيفهم ما أقوله, قوة الكتب عظيمة لمن يعرف كيف يقرأها , للكتب قوة تعيد صياغتنا وحرث افكارنا وزوبعتها مختبرة بذلك صلابة آرائنا ومواقفنا فتتركنا بعدها في ذهول من هول ما قرأنا , أحب مقوله كافكا ( على الكتب ان تكسر البحر المتجمد فينا ) ..
فنجد المكتبات تعج بكتب تطوير الذات - لراغبي "تطوير الشخصية بشكل سريع" - تلك التي تباع تحت مسميات جذابه , كيف تكسب الاصدقاء في 30 ثانيه كيف تجعل الناس تحبك في 5 دقائق وغيرها , تلك الكتب التي تقدم نصائح سطحية ومباشرة و يراها الكثيرون على انها غير قابلة للتطبيق بل ومضيعة للوقت والمال ..! كتب خيالية من طراز افعل كذا وسيحصل كذا ولا تفعل كذا .. كن كذا وكذا !!
كنت (ولا زلت بالمناسبة ) اعتقد و بقوة ان تلك الكتب لا تزيد في ثقافة المرء قطرة ولا حتى في وعيه تجاه ذاته , وهي كتب تجارية وشرائها وقراءتها سذاجة و استغرب ممن يقرؤونها ويوصون بقراءتها , يراها البعض كتب تحفيزية لفعل ما هو ايجابي لكن التحفيز ليس كل ما أطلبه من الكتاب , إنني اتوقع من الكتاب الجيد أن يغيرني , أن يعيد صياغة افكاري وليس فقط ان يحفزني لفعل امر ما ايجابي.
وكتب تطوير الذات تختلف في مضمونها بالطبع , فليست كلها سواء , وكتب د. فيل ماكجرو خير مثال , إن كتبه مزيج ملهم من علم النفس وعلم الاجتماع , فعند قراءتها لا يسعك الا ان تفهم ذاتك بشكل افضل وعبر هذا الفهم يمكنك ان تطور نفسك ولا يغيب عني رائد تطوير الذات ستيفن كوفي مؤلف العادات السبع للناس الأكثر فعالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال