الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية وصراع الأديان ومصر نموذجا

لؤي ثابت

2015 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلمانية مشتقة كمصطلح من العلم ؛ وهي تعني تقديم العلم على ما سواه من صور الجهل والتخلف دينية كانت أم أيديولوجيات سياسية ترسخ لفساد وطغيان واستبداد فئة قليلة على مجتمع بأكمله ؛ وأيا كانت هذه الفئة ؛ أسرة حاكمة تعاقبت الحكم ؛ أو حزبا متخلفا ورجعيا ؛ أو جنرالات جيش وعسكر ؛
العلمانية تقدس شيئان لا ثالث لهما ؛ الإنسان والعلم ؛ العلمانية كانت ولازالت عنوان قيمة الإنسان ووسيلة علمه ومعرفته وتعلمه وتحضره وتقدمه وخلاصه من براثن الجهل والعبودية والاستعباد باسم الأديان أو حتى بشعارات كاذبة وطنية في حقيقة أمرها انتقلت من تقديس الأديان إلى تقديس الأشخاص من حكام أو رجال دين ؛
والعلمانية وإن كان قدس أقداسها وثالوثها المقدس الحرية للفرد والمجتمع ؛ إلا أن عماد توحيدها وركنها الأعظم العدل فالمساواة ؛
العلمانية قيمتها في مبادئها ؛ وللأسف في الشرق شوهت العلمانية أو استغلت بطرق شتى ؛
فأخذ كثير من الناس عنها صورة غير صحيحة عن حقيقة واقع وجوهر العلمانية ؛
ولأن مجتمعاتنا الشرقية توارثت أديانا متعاقبة عبر تأريخ الشرق فقد سادت ثقافة تكاد تكون من القواسم المشتركة عند شعوب المنطقة وبمختلف قومياتهم وأديانهم ؛
النفاق الديني واستغلال الدين ؛ وكنتيجة لهذا تغلغلت في النفوس وتوارثت الأجيال جيلا عقب جيل الأنانية وحب الذات ونزعة بشعة بصورة أبشع نحو الاستغلال والتفنن في وسائله وطرقه وبمختلف الشعارات وتحت عناوين شتى ؛
وهنا مكمن مشكلتنا نحن الشرقيين الحقيقية ؛
فليست الأديان بواقع الحال هي مكمن وأساس المشكلة كما يتوهم الكثيرون !! ؛
بل مشكلتنا مع عقلية واحدة مشتركة التخلف وتوارثت ثقافة الاستغلال ؛ وبالتالي المتاجرة بأي شئ من أجل تحقيق المنافع والأهداف والمصالح ؛ فرادى وجماعات ؛ بل ومجتمعات وحتى سلطات حاكمة أو دينية !! إسلامية أم مسيحية ؛ الكل سواء ؛
ومن يقرأ ويدرس ويطالع واقع الحال يجد مصداقا لقولنا السابق ظاهرا للعيان بأمثلة لا حصر لها في مجتمعاتنا وبشكل واضح وسافر ؛ فالجميع يدندن ويغني على ليلاه ؛ ومن منظوره هو تبعا لمصلحته وتفننه في الاستغلال ودون إيمان أو إقتناع بالمثل والقيم الإنسانية التي يرفعها ويتاجر بها واستغلال الشعارات إياها !!
دينية أم سياسية أم علمانية ؛
ولهذا لم يكن مستغربا استغلال المثل والقيم الإنسانية السامية التي هي من صميم ركائز العلمانية في مجتمعاتنا أسوة بالأديان !! فاستغلت تماما كالأديان وعلى نطاق واسع من أنظمة ونظم مجرمة حاكمة ؛ ومن أحزاب وضيعة ؛ ومن أشخاص وضعاء هم في قرارة أنفسهم وسلوكهم واستغلالهم ومشاعرهم !! رجال دين كهنة أو شيوخ مسلمين !! لكن بواجهة تقدمية وشعارات علمانية !!! فأخذت أجيال شابة كثيرة في مجتمعاتنا انطباعا سيئا عن العلمانية وبصورة أبشع مما توارثته في الأذهان عن رجال الدين مسلمين أومسيحيين على حد سواء ؛ فآثرت أجيالنا تطبيق المثل الشعبي " أرض بقردك ليجيك أقرد منه " ؛ ولهذا عوضا عن معرفة حقيقة العلمانية نصبوا لها العداء بناءا على ما رأيناه من ممارسات بشعة مارسها أشخاص وضعاء استغلالا لها أسوة باستغلال رجال الدين للجامع أو الكنيسة ؛
وليت الأمر اقتصر على ذلك ؛ بل امتد لجهات وتوسع أكثر وباسم العلمانية والمدنية !! فمثلا بمصر الكنيسة الأرثوذكسية تدعو للعلمانية في المجتمع المصري وهي دعوة نؤيدها لو لم تكن بمثابة قميص عثمان !! فصراعها مع الإسلاميين والمتأسلمين جعلها ترفع شعار العلمانية وهي في الواقع أسوأ من يمارس الاستغلال والاستعباد والتسلط على شعبها الكنسي ورعاياها !! ففي الوقت الذي تدعو فيه للحريات تقمع شعبها بسلطان الكهنوت والكاهن وبقية أسرار الكنيسة !! خاصة بما هو متعلق بالزواج والطلاق !! ؛ بل إن موضوع الحرية الدينية عندها يظهر بأبشع صورة تجاه رعاياها الأرثوذكس !! والعجيب أنها تستغل العلمانية للتنصير !! ورعاياها ابتداءا مقموعون !
كحال شيوخ الإسلام مع السذج من المسلمين تماما !!
والمضحك أن الطرفين يحاولان استغلال العلمانية للتنصير أو الأسلمة !!
وليت الأمر اقتصر على رجال الدين فحسب ! بل بعض المنحلين أخلاقيا والمعدومي الضمير والأخلاق يحاولون استغلال العلمانية بمطالبتهم تقنين الدعارة والمخدرات !!
وكأن العلمانية تدعو للجنس والرذيلة وكبائر الموبقات وصغائرها !! والمضحك بالفعل مع الاستغلال والتوظيف والمتاجرة بها لم يكتفوا بتشويه العلمانية عبر سلوكياتهم وممارساتهم وأفعالهم !
بل يهاجمون العلمانية تارة !!
وتارة يهاجمون الغرب لعلمانيته !!
فعلا نحن شعوب توارثت مخزيات لا مبدل لها !!!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقدس شيئين !! تصحيح نحوي
لؤي ثابت ( 2015 / 5 / 4 - 13:18 )
ورد سهوا خطأ نحوي
العلمانية تقدس شيئان
والصحيح تقدس شيئين
لذا وجب التنويه.

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah