الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد موجة العودة للدين لنجرب الابتعاد عنه .

صالح حمّاية

2015 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



بعد نكسة 67 وما لحق بها من خزي وعار للعرب ، كان الرأي السائد حينها من رجال الدين أنه لنعيد للأمة هيبتها ولنعيد لها مجدها فالأصل أن نعود للدين ، حيث زعم هؤلاء أن العودة للدين والتمسك به ستعيد للأمة الإسلامية عزها الأول بعد الهوان الذي لحق بها ، وأنها بهذا ستحقق النصر؛ لكن طبعا وكما يرى الجميع الآن، وبعد مرور 40 سنة من هذه الصحوة الإسلامية المأجورة فها نحن في الحضيض لم نغادره ، فلا المجد عاد ، ولا النهضة تحققت ، بل وحتى على مستوى قضية فلسطين التي كانت السبب ، ففلسطين نفسها ازدادت ضياعا بحيث أقصى أحلام العرب اليوم هو العودة لحدود 67 التي زعموا يوما ما أن ضياعها نكسة ، و الإقتراح هنا هو : لماذا إذا كانت العودة للدين لم تقدم لنا أي شيء لا نجرب الابتعاد عن هذا الدين ونرى ؟ فعلى الأقل إذا كنا متأكدين أن العودة للدين لم تجلب لنا سوى الخراب و الدمار على غرار "الجيا" في الجزائر ، و"داعش" في العراق ، و "النصرة" في سوريا ، فلنجرب الابتعاد عن هذا الدين ونحاول اكتشاف ما سيجري ؟،ـ فمثلا لما لا يستبدل ذلك المسلم الذي يقوم للصلاة كل يوم بزعم أنها رياضة مفيدة للبدن ، أن يذهب ويمارس الرياضة مباشرة و يرى النتائج ، ولما مثلا لا يحال ذلك الذي يسمع التجويد القرآني كل يوم ، أن يسمع معزوفات موسيقية حديثة او قديمة و يرى ، فهل المقام الموسيقي إذا عزف بالآلة الموسيقية أفضل ، أم أن سماعه في التجويد ؟، وقس طبعا هذا المثال على كل أمور المسلم.. فالمسلم مثلا الذي يكره الكفار فليحول بغضه إلى محبة، و السني الذي يكره الشيعة فليحول كرهه إلى تسامح ، و المرأة التي تقمع جسدها بالدروع القماشية فلتخرج مرة بلباس مريح لها ، وأسرتها التي كانت تقمعها ، فتتعلم تقبل حريتها ، و الجهادي الذي كان يقتل فليتعلم كيف يحب ، و الشيخ الذي يحرض فليتعلم كيف يغني ، و المسلم الذي يعادي الحياة و يمجد الآخرة فليتعلم كيف يحب الحياة ، ولنرى كيف سيكون الحال بهذا الأسلوب الجديد ، وطبعا هنا الكلام مجرد دعوة للتجربة فإذا تأكد فشل هذا النهج فلتلغى التجربة ، لكن طبعا وعلى الأقل فيجب تجربة هذا الأمر لأنه من ناحية الدين فنحن جربنا الدين أربعين سنة و لم نفلح ، فلما ليجرب المسلم إذن ولو مرة واحدة البعد عنه ويرى ؛ و طبعا هنا فلتكن انتفاضة شاملة ، فإذا كان الدين يدعونا لمخالفة الكفار ، فلنجرب تقليد الكفار ، وإذا كان يدعونا لنبذ الفن ، فلنرحب بالفن ونحتضنه ، وإذا كان الدين يحارب الجنس و الحب ، فلنجرب أن نحب ، ولنجرب ممارسة الجنس ولنرى حالنا أسيكون أحسن كما هي الأمم التي سنمشي على خطاها بعد أن هجرنا الدين ، أم سيكون أسوء ؟ إذا كان هناك طبعا أسوء مما نحن فيه ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سياحة
حمورابي سعيد ( 2015 / 5 / 4 - 17:48 )
اخي صالح....وبدلا من الحج فلنقم بالسياحة الى ارض الله الواسعة .تحياتي


2 - قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى
عبد الله اغونان ( 2015 / 5 / 4 - 18:31 )

هل هذا التوصيف صحيح كما يدعي الكاتب؟
بعد النكسات التي مازالت مستمرة هل جربنا الدين وتبين لنا أنه غير مناسب في
حل مشاكلنا؟
نجحت الجبهة الاسلامية في الانتخابات الجزائرية فهل منحت لها الفرصة؟
ومع حماس في فلسطين المحتلة؟
ومع حركة النهضة في تونس؟
ومع حزب الحرية والعدالة في مصر برئاسة محمد مرسي؟
ومع حزب العدالة والتنمية الحاكم الان في المغرب؟
ومع مجاهدي ليبيا وسوريا ممن مازالوا في عنق الزجاجة؟
تجربتان توفرت لهما ظروف ذاتية وموضوعية نجحتا واستمرتا رغم المعيقات
هي تجربة الثورة الاسلامية الايرانية والغريب أن أول من عاداها هي الأنظمة العربية
بالاضافة الى العدوان والحصار الغربي
والتجربة التركية وهي تجربة غنية تاريخيا واقتصاديا وديمقراطيا
ليس صحيحا ما انطلق منه الكاتب
لابد من عودة حرية القرار ولايمكن القفز على الفاعلين الاسلاميين اذ البديل هو
المنافسة السياسية الديمقراطية ومازال الاسلامين رواد التأثير على الجماهير
بخلاف أحزاب ذات زعيق لكن لامصداقية لها وتفضل موالاة الانقلاب والاستقواء بالأجنبي
على التسليم بالاختيار الشعبي وترك التجارب تلعب دورها


3 - خونا صالح
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 5 / 4 - 22:49 )
تحية عاطرة خونا صالح وشكرا على المقال وما فيه من نصاءح قيمة لو تجد من يطبقها على ارض الواقع لكن انا عندي ما اطرحه معك حتى يتم التوثيق على الوثيقة وهو ذكرك لكل الاسباب و غفلت على بعضها وخاصة التخلي عن كل الاراضي التي تم اغتصابها باسم الدين وهي كالتالي= ارجاع شمال افريقيا لاهلها الامازيغ ومصر لاقباطها والعراق وسوريا لشعوبها الاشوريين والكلدانيين والسومريين وفلسطين للكنعانيين وبعدها نبدأ في ترجمة كل البنود المدكورة وستكون النتاءج باهرة جدا وفي اقل من عشرية من الزمان ولنجرب دلك ومن اليوم الموافق ل 05 05 2015


4 - لنجرب الابتعاد عنبعد موجة العودة الى الدين تعالوا
الدرة العمرية ( 2015 / 5 / 5 - 01:33 )
لا ادري من اين تتفتق قرائحكم بهذه الافكار الجهنمية.......متى جربتم الدين يا صالح؟ ومتى كان الدين هو السبب في ضياع فلسطين؟ الا تعلم ايها الكاتب ان فصيلين اسلاميين هما حماس وحزب الله اللبناني هما فقط اللذان مرغا انفس اسرائيل في التراب؟كما قال لك احد المعلقين .....الاسلاميون في الجزائر عندما نجحوا في الانتخابات لماذا انقلبتم عليهم؟اليست اللعبة الديمقراطية من يربح يستلم؟ وفي مصر عندما ربح الاخوان لماذا انقلب العسكر عليهم؟
الحقيقة ان المسلمين اليوم يريدون اسلاما مفصلا على هواهم وليس اسلاما كما جاء به النبي محمد.........تعالوا نجرب الجنس.دعوة الى الاباحية والى الحيوانية........تعالوا لنجرب ترك الصلاة والذهاب الى النوادي الرياضية.......تعالوا لنحب الكفار......تعالوا لنشرب الخمر......تعالوا لنترك انسانيتنا ونتمسك بحيوانيتنا........حقا انها افكار خلاقة .تعالوا لنترك نساءنا تظهر اللحم وتكشف المستور.....شيئ مخجل ان يدعي احدكم انه مثقف وتحرري


5 - هل الإبتعاد عن الإسلام سهلا؟
مدحت محمد بسلاما ( 2015 / 5 / 5 - 09:45 )
دعوتك خونا صالح تصب في عمق العقلانية التي يحاربها الإسلام والحكام المتأسلمين وأئمة النصب والاحتيال. يعملون المستحيل لتجنّب الأسئلة المحرجة ولجم كل مفكر حر يبغى التحرّر من عبودية الإسلام وتنشّق الهواء العطر. لا خلاص من هذا السرطان المستشري في دماء البررة المغسولة عقولهم إلا باستئصال الفيروس والقضاء عليه. الطريق طويل ولكن البزور الطيّبة التي تزرعها أنت وأمثالك من التنويريين ستأتي بثمار لربما سيجنيها جيل أو أثنان بعدنا. مع التحية والتقدير لمقالاتك الرائعة.ة

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah