الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معوقات تقدم المجتمع المصرى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2015 / 5 / 4
المجتمع المدني


نخطئ عندما نعتقد ان رؤساء مصر السابقين هم السبب الوحيد فى شدة تراجع ثقافة المجتمع المصرى ....وانما الفقر والجهل وسوء التعليم الذى يعتمد على التلقين والحفظ وليس على الفهم والادراك هما اللذان اوصلا المجتمع المصرى الى هذه الحالة السيئة سواء على المستوى الاقتصادى او الثقافى او العلمى .
وليس معنى ذلك ان رؤساء مصر السابقين كانوا حريصين على بقاء المجتمع متخلفا ... وانما المقصود ان اهتماماتهم وجهودهم انشغلت بصراعات سياسية وعسكرية داخلية وخارجية كانت على حساب اهتمامهم بتنمية ثقافة المجتمع والنهوض به ودفعه فى الطريق السليم لاستخدام المنهج العلمى فى كافة اشكال الحياه اليومية للمواطن المصرى .
فعلى سبيل المثال لم يتكون صف ثانى او تجهيز كوادر تكون جاهزه للاحلال مكان الصفوف الاولى سواء على المستوى السياسى او المستوى العلمى.
وخلال العقود السابقة نجح التيار الدينى السياسى الاسلامى المتشدد فى التغلغل داخل المجتمع المصرى من خلال تقديم خدمات اجتماعية داخل القرى والنجوع والازقة والحوارى والاحياء الشعبية واغمضت الدولة عينيها عن هذا النشاط والذى يعتبر من صميم اختصاصها ومع استغلال العاطفة الدينية لدى بسطاء الناس ....كانت نتيجة ذلك انه فى يوليو 2012 جاء لمصر رئيسا ذو خلفية دينية متشددة ولتجرب مصر حكما دينيا لمده عام حيث نجح التيار الدينى فى حشد اكثر من نصف المجتمع لتؤيد قدوم رئيس من حزب سياسى اسلامى لقد كان الشارع المصرى به اكثر من الثلثين مع التيار الدينى بينما المعارضة والليبراليين والعلمانيين والاقباط لم يمثلا الا الثلث تقريبا .
ونظرا للاخطاء الفادحة التى حدثت اثناء السنة التى حكم فيها الاخوان نجح السيسى فى تحريك كتلة ضخمة من حزب الكنبة المصرى وفى ذلك الوقت تغيرت خريطة الشارع المصرى وليصبح اكثر من ثلثى الشارع المصرى ضد استمرار حكم الاخوان واقل من ريع الشارع المصرى مازال مع حكم الاخوان .
لحدوث تقدم حقيقى للمجتمع المصرى .. لن يكون ذلك فقط من خلال حكومة قوية واضحة الاهداف وانما يتطلب ذلك تواجد وعى شعبى كاف يحدد لنفسه اسلوب حياه يضع الارتفاع بالمستوى الاقتصادى والعلمى واتباع اسلوب حضارى فى حياته اليومية على راس اولوياته كمواطن مصرى .. وبدون شعور المواطن المصرى بالانتماء لن تستطيع اى حكومة ان تنهض بمصر ولن ياتى شعور الانتماء الا شعر المواطن العادى بالعدل التام والعدل العام لن يتحقق الا بتفعيل مواثيق حقوق الانسان هى الاساس فى التعامل بين المواطنيين .. ومواجهة اى فساد بحزم وانضباط وشفافية
ان معظم دساتير العالم هى عبارة عن خطوط عريضة للعلاقة بين الدولة والمواطن من الناحية القانونية وليست مجالا لفرض اراء او مذاهب دينية على المواطنيين ,, واذا اصر المواطن ان يرجع لمعتقداته الدينية فى احكام الاحوال الشخصية فيكون ذلك اختياريا وليس اجباريا . فحريه الاختيار هى التى تعطى للانسان اداميته
وبدون ذلك ستظل مصر تدور فى حلقة مفرغة من اختلاف الاراء والمذاهب . والعالم يجرى للامام من حولنا وسنظل نقف مكاننا وساعتها لن يرحمنا التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين