الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيرُ أمّةٍ أُخرجت للنّاس؟ وعجبي...!

مالك بارودي

2015 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خيرُ أمّةٍ أُخرجت للنّاس؟ وعجبي...!

يتصرّفُ العربُ المسلمون كأنّ العالم ملكُهم الخاصُّ، وكأنّ باقي العالم لا يساوي شيئا، وكأنّهم وحدهم في هذا الكون الواسع، لا يبالون إن إستغرب هذا أقوالهم أو إستهجن ذاك أفعالهم. فكأنّهم مصابون بمرض التّوحّد، لا وُجود للآخرين من حولهم، وحدهم هم الموجودون وهم العالم والوجود نفسُهُ.
يطيلون اللّحي حتّى لتكادُ تلامسُ الأرض وتكنُسُها ويقصّرون السّراويل ويُلبسون نساءهم أكياس فضلاتٍ حتّى لتخالُهم في حفلة تنكّريّة ويخرجون للعلن وينادون بكلّ ما يُسخطُ الآخرين ويُخرجُ العاقل عن طوقه والصّابر عن حِلمِه والمتأدّب عن حدود اللّياقة.
من أين أتوا بكلّ هذا التنطّع والعناد؟ لن أسمّيها جرأة، ففي هذه الكلمة بعضُ الجوانب الإيجابيّة التي لا تنطبقُ على العرب المسلمين... وُلدوا فوجدوا بالصّدفة تحت أقدامهم محيطات من النّفط والغاز، وما كانوا ليكتشفوا ذلك لولا الآخرون وما كان ربّهم المزعوم الجالسُ على عرش الخرافة يعرفُ بأمر النّفط ولا يعرفُ الكلمة أصلًا ولا تنبّأ مدّعي النبوّة الذي ظهر فيهم منذ أربعة عشر قرنا في أحاديثه المشبوهة عن هذه الثّروات. هل لأنّ أرضهم بها نفطٌ ينسون أنّ سماءهم لا تُنبيء بخير وأنّ أرضهم، من فوق النّفط، موحلة وأشبه بالمستنقع الآسن، وينسون أنّهم لم يصنعوا البارود ولا العجلة وأنّهم، منذُ أربعة عشر قرنًا، يأكلون ممّا لا يُنتجون وحتّى الذي يملكونه لا يقوون على تحسينه أو تطويره، فضلًا عن أن يكونوا قادرين على تصنيعه؟ ألأنّهم عربٌ يظنّون أنّهم الأرقى بين الشّعوب؟ ألأنّهم مسلمون ورثوا الإسلام كما يرثُ أحدُهم أرضًا أو منزلا أو حمارا أو بقرة أو مرضًا عُضالًا دون أن يكون لهُ في ذلك الأمر يدٌ، ألذلك يضطهدون من خالفهم في الدّين وكأنّ الدّين مقياسٌ تُقاسُ به إنسانيّة الإنسان؟
إلى متى يعتقدُون أنّ الآخرين سيلتزمون الصّمت هكذا وسيغضّون الطّرف والمذابحُ المروّعةُ تصدمُ أعينهم وضمائرهم والخطابُ الدّمويّ الإسلامي يصمّ الآذان ويتهدّدُ وجودهم؟ إلى متى يظنّون أنّ الآخرين سيواصلُون إتّباع سياسة الحيادِ والإكتفاء ببعض بيانات التّنديد والإستنكار التي لا تنفعُ بشيء أمام شعوب عربيّة مسلمة منقطعة عن مسار التّاريخ، تعيشُ خارجهُ ولا تستمعُ إلاّ لصوت الخرافة والوهم الدّيني ولو أتاهم من فم حمارٍ بشرط أن يتّبع السّنّة بعمامته ولحيته المليئة بالقمل؟
إلى متى سيصبرُ العالمُ عليهم؟ إلى متى سيؤخّر إرسال طائراته وصواريخه العابرة للقارّات لإسكاتِ ما يصدُرُ عن هذه الشّعوب المتخلّفة من نشازٍ؟ إلى متى سيسمعُ الغربُ صوت حقوق الإنسان وهو يرى هذه الشّعوب تُمعنُ في كلّ يومٍ في إثبات أنّها لا تستحقُ حتّى أن تُطبّق عليها مواثيقُ ومعاهداتُ وقوانينُ حقوق الحيوان؟
إلى متى يتكلّمُون وكأنّ لا أحد يسمعهم ويتصرّفُون وكأنّه لا تُوجدُ شبكاتُ أنترنات تنشُرُ فضائحهم وجرائمهم ولا تُوجدُ أقمارٌ صناعيّة تتلصّصُ على مهازلهم وشطحاتهم؟ إلى متى سيظلّون مسخرة الدّنيا وأضحوكة البعيد قبل القريب؟
والغريبُ أنّهم يتمسّكون بقوّة بخرافاتهم ويعتبرونها أكبر الحقائق وأعظمها، فيردّدون هلوساتِ من باعَهُم الوهْمَ في عمق الصّحراء القاحلة ذات يومٍ قبل أربعة عشر قرنًا فإسترزق من تفاهات أجدادهم وجهلهم وعاش حياة الملوك بين أكوام الغنائم وطوابير النّساء، فيزعمون أنّهم "خير أمّة أخرجت للنّاس"... فقرٌ وخصاصةُ وجهلٌ وأمّيّة وتبعيّة وتخلّفٌ في كلّ شيء وعلى جميع المستويات، ومع هذا يحلمون بإسترجاع "خير القرون" وإعادة الخلافة وينادون بالجهاد وتطبيق شرع الله الوهمي الذي لم نرَ منهُ سوى الجرائم والإرهاب. هم لا يعرفون أنّهم ليسوا بحاجة للرّجوع لذلك الزّمن، زمن محمّد بن آمنة وعصابته، ذلك أنّهم لم يخرجوا منهُ أصلًا ليتمنّوا العودة إليه... فالزّمن عندهم توقّف بتوقّف عقولهم يومَ صدّقوا أنّ هناك كائنًا هلاميّا "ليس كمثله شيء" ولم يرهُ أحدٌ وقادرٌ على كلّ شيء وأنّ هذا الكائن يُحبُّهم ويريدُ نجاحهم وقرّر، من فوق سبع سماوات وهو جالسٌ على عرشه، أن يُكرّمهم ويجعلهم "خير أمّة أخرجت للنّاس" وأن يبعث فيهم رسولًا يُعلّمهم السّرقة والإغتصاب والقتل والإرهاب في سبيل الله وأنّهُ سيجازيهم على تطبيق شريعته "الصّالحة" بأنهارٍ من اللّبن والخمر وبملايين العذراوات والغلمان المخصّصين لإشباع شهواتهم الجنسيّة في جنّةٍ تُمثّلُ حُلما جميلًا ومُغريا بالنّسبة لساكني الصّحراء.
إلى متى يتعنّتون وهُم أعجزُ من أن يُدخلوا خيطًا في خُرمِ إبرة؟ إلى متى يتطاولون وهم مُعدَمُون، وكأنّ كلّ شيء إستقرّ عندهم وضمنوا المأكل والمشرب والصّناعة والأرض والسّماء؟
العربُ المسلمون لم يُفلحوا إلّا في سبّ ولعنِ الأيدي التي صنعت لهم الغذاء ووفّرت لهم أسباب الرّفاهيّة حتّى في قلب صحراء ربّ الرّمال الوهميّ وتفنّنت في مدّهم بالحواسيب والهواتف المحمولة وأعطتهم فرصًا لا تُحصى ولا تُعدُّ للإرتقاء إلى مستوى الإنسانيّة... العربُ المسلمون لم يُفلحوا إلّا في إظهار العداء للآخرين والسّعي لتحطيمهم وهدم حضاراتهم كما سبق وهدموا حضارات أخرى عبر التّاريخ... العربُ المسلمون لم يُفلحوا إلّا في إثبات أنّهم لا يستحقّون شيئا وأنّهم لا يستحقّون حتّى الحياة.
ألم يعلموا أنّ الصّراع يستدعي التّوازُن في القوّة وهُم لا قوّة عندهم ولا إستعداد يؤهّلهم ليكونوا من بين الأقوياء...؟ وشروط القوّة هي العقلُ والإرادة والعملُ ثمّ العمل ثمّ العمل، وهُم قومٌ لا يُتقنُون غير الإيمان بالخرافات والعيش كطفيليّات والنّعيق...

-----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
ياسين المصري ( 2015 / 5 / 5 - 09:32 )
مقال رائع وفي الصميم لكل من له عقل يعمل وضمير حي يهدف إلى تحقيق جزء من إنسانية الإنسان في هذه البقعة من العالم الموبوء بمرض العروبة ووباء التأسلم المحمدي.
تحياتي للأستاذ مالك


2 - ليغنموا بنات الأصفر
عاد بن ثمود ( 2015 / 5 / 5 - 09:34 )
هم لا يعرفون أنّهم ليسوا بحاجة للرّجوع لذلك الزّمن، زمن محمّد بن آمنة وعصابته، ذلك أنّهم لم يخرجوا منهُ أصلاً ليتمنّوا العودة إليه...

هم فقط يتمنّون أن يغنموا بنات الأصفر حيثما حلّوا و ارتحلوا.

لكنهم لا يعلمون أن بنات الأصفر في عصرنا الحديث هنّ بنات اليابان و الصين و كوريا الجنوبية اللائي بمقدورهنّ إبادتهم عن بكرة أبيهم و نبيّهم.

تحياتي إمامَنا مالك.


3 - لنعمل من اجل الحل
سلام عادل ( 2015 / 5 / 5 - 17:23 )
تشخيص رائع لواقع المسلمين المخزي، ولكن السؤال: ما هو الحل وكيف يمكن تطبيقه في زمن سقط فيه الكثيرون ممن باعوا انفسهم بابخس الاثمان. اين الناس الشرفاء والمتنورين وهل لهم رصيد جماهيري؟ ان اْبواق الظلام هي المسموعة هذه الأيام والعقل المسلم ملوث حتى التخمة، ومهمة التغيير بلا شك تحتاج لكل الشرفاء


4 - لنعمل من اجل الحل
سلام عادل ( 2015 / 5 / 5 - 17:23 )
تشخيص رائع لواقع المسلمين المخزي، ولكن السؤال: ما هو الحل وكيف يمكن تطبيقه في زمن سقط فيه الكثيرون ممن باعوا انفسهم بابخس الاثمان. اين الناس الشرفاء والمتنورين وهل لهم رصيد جماهيري؟ ان اْبواق الظلام هي المسموعة هذه الأيام والعقل المسلم ملوث حتى التخمة، ومهمة التغيير بلا شك تحتاج لكل الشرفاء


5 - السيد عاد بن ثمود
اّيار ( 2015 / 5 / 6 - 03:32 )
اعتقد ان بنات الاصفر يقصدون بها الشقراوات البيزنطيات ونساء وفتيات القسطنطنية وفاتنات الاغريق وقبلهن الفارسيات وليس بنات جنوب شرق اسيا او انني على خطأ ؟! ...


6 - بنات الأصفر من تبوك
عاد بن ثمود ( 2015 / 5 / 6 - 11:07 )

أخي أيار

بنات الأصفر هن بنات بني الأصفر، وكان موطنهم في تبوك بأقصى شمال جزيرة العرب. و عندما أراد محمد غزوها، أغرى المحاربين بقولته المشهورة: أغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر.
كما أن تبوك كانت قديماً موطناً لقوم ثمود و الأنباط (يعني أن أصل أجدادي و جدّاتي الصفراوات من هناك) و قد كانوا أهل حضارة و عمران.
... و الله أعلم.