الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (1).

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 5 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل يجوز لنا إسقاط عوارض إضطراب نفسي ما ، على مجتمع كامل ؟! بينما الإضطراب النفسي هو إضطراب فرداني !! وهل محاولات "حشر وإقحام " علم النفس أو الطب النفسي في مجالات لا يمُتّان لها بصلة ، هي حقا محاولات موفقة ؟! إذ لم يتبقّ مجال من مجالات الإبداع ، إلا وأقحم أحدٌ ما ، التحليل َ النفسي إلى "شرايينه " . فمدارس النقد الأدبي والفني تعتمد "التحليل النفسي " أداةً لدراسة النصوص واللوحات .مما زاد الأمرَ ضبابية ..
وربما يعود هذا التوجه في النقد والتحليل إلى الحقيقة الواضحة التي "تقول " بأن العمل الإبداعي هو نتاج "تفاعلات " داخل نفس المبدع التي تتجلّى فيها هذه التفاعلات ، فيستلهم العمل في جزئياته أو كُلياته بعضا من السيرة الذاتية الداخلية للمُبدع ، والتي يُمكن تتبع خيوطها من النص المختفي داخل سطور النص المُعلن ..
تجيءُ هذه المقدمة لتمهيد الطريق أمام مُحاولتي هذه (لأنني أعرف قليلا من علم النفس ولأنهُ "فش حدا أحسن من حدا" ..!!) التي تُحاول "شخصنة وفردنة (من فرد ) مجتمع بكاملة ، ومُحاولة دراسة السلوك الجمعي من منظور باثولوجيا، فردية في جوهرها . إن علم الإجتماع وعلم النفس الإجتماعي يبحثان السلوك القطيعي والعلاقة بين الفرد والمجتمع ، الفرد مقابل المجموعة ، لكنهما لم يبحثا في عوارض إكلينيكية وتشخيص المجتمع كمُصاب بإضطراب إكلينيكي ..
نعم ، هناك "حديث " عن الهذيان والهوس الجمعي ، والهلوسات الجماعية ، لكنها تأتي لِتُصوّر سلوكاً شيزوفرينياً "يتلبّسُ" المُجتمع كردّة فعل آنية ، على حدثٍ مُعيّن .
أمّا مُحاولتي المتواضعة هذه فهي تفترض بأن المجتمع مُصاب بإضطراب ما بعد الصدمة ،والتي لم يتم علاجها ، لِذا فالمجتمع وعلى مدى عقودٍ ،إِن لم يكن أكثر من ذلك ، يُعاني من أعراض هذا الإضطراب وبشكل مُزمن . فالإضطراب أصبح مزمنا ويُحيط بكافة مناحي الحياة ، على مستوى الأفراد والمُجتمعات .
ويفترضُ تشخيص إضطراب ما بعد الصدمة ، الذي أصدرهُ إتحاد الأطباء النفسيين الأمريكيين والمعروف ، يفترض أن "يتواجد " الإنسان في حادثٍ أو أن يتعرض لحادثِ يُصابُ فيه إصابة خطيرة ، DSM5
أوأن يكون قد تعرض لخطر الموت أو للإغتصاب ( وقد تكون الاصابة للشخص نفسه أو لأحد أبناء عائلته ، كوفاة احد افراد الاسرة مثلا ) . ويُعاني المصاب بالإضطراب من "عودة " ذكريات الحادث بشكل قوي ومتواصل. وتكون هذه العودة عن طريق إسترجاع الذكريات المؤلمة ، اللا –إرادي المصحوب بكوابيس صادمة لا يرتبط مضمونها مع الحدث الصادم . حالات قصيرة من إضطراب تعدد الشخصية ، قد يتحول مع الزمن إلى فقدان كامل لل"شخصية " ، واخيرا وليس أخراً ، ردود فعل فيزيولوجية واضحة إثر التعرض لمُثيرات مُرتبطة بالصدمة ( كالتبول اللا –إرادي الثانوي ، لدى الأطفال وذلك بعد أن كانوا قد فُطموا عن التبول الليلي ، في الطفولة المُبكرة ).
ويظهر تأثير الصدمة على المُصاب ، بالإمتناع عن "التعرض " للمثيرات التي ترتبط بالصدمة والتي تُذكّره بها وتتبلُد ردود افعاله قياساً لما قبل الصدمة . (إمتناع عن التفكير ، المشاعر أو الأحاديث عن الصدمة والإمتناع عن زيارة الاماكن وإلتقاء الأشخاص الذين يٌثيرون ذكريات الصدمة ) .
وبما أن عوارض إضطراب ما بعد الحدث الصادم (أو ما بعد الصدمة ) ، يحتاج إلى إستيفاء ، فقد إرتأيتُ أن أستعرض في مقال لاحق (أو أكثر ) بقية العوارض ، وكيف "تتطابق" مع حالة العرب والمسلمين .
ولا يُساورني أيُّ شكٍ بأن العرب والمسلمين (مجتمعات وافراداً) ، قد تعرضوا لسلسلة طويلة من الصدمات، والتي ، لم يتمكنوا من مواجهتها بشكل جيد ، بحيث أصبحت هذه الصدمات إضطرابا مزمنا ..
يتبع .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني