الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضِعنا وضِعنا ،وطحنا بناس ما تعرف وضعنا

احمد حسن العطية

2015 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول شاعر الابوذيه:
وضِعنا، وضِعنا ، ولِفينا لديرة الغربة وضعنا
وطحنا بناس ما تعرف وضعنا
نِخيت الشَيل عياله وضَعنَه
يلين كِل كَلب قاسِي عَليَه
وكأن شاعرنا يرثي حال نازحي الانبار الذين هربوا من ظلم وبطش وإرهاب داعش حالهم حال كل المساكين الذين تركوا حياتهم وبيوتهم وأوطانهم ليحافظوا على حياتهم وحياة عوائلهم ، فمن الجريمة أن يتم حسابهم على تنظيم داعش أو على الإرهاب لأنهم وبكل بساطة أناس مساكين ضعفاء لا علاقة لهم بالذي يحدث وهمهم الأساسي هو العيش والعيش فقط ،إنهم ضعفاء وضعفاء جدا لأنه لا أتصور أن قويا يترك بيته ووطنه وحياته ويهرب من حتمية مواجهة شر يحاول أن يسلبه كل شيء ، فرفقا يا حكومة بالضعفاء ولا تدفعوهم لأحضان داعش لأنهم لو لم يجدوا الملاذ عندكم سيعودون لديارهم التي تسيطر عليها داعش وسيبايعون داعش وسيقاتلونكم وسيقاتلونكم بشراسة حيث يقول ايستوود : ( كلما نقص شعور الإنسان بالأمان والاطمئنان كلما زاد تحامله وحقده ) وخصوصا إن الحكومة العراقية وقياداتها الأمنية طيبة الذكر لها تجربة سابقة في أعوام 2006 وصعودا حيث إن اغلب حوادث الإرهاب كان يقوم بها المهجرين السنة من المناطق الشيعية والعكس ، فيفترض أن يتم التعامل مع النازحين بشفافية وثقة لكي تكسب الحكومة والجهات الأمنية ودهم فبدلا من أن يكونوا ضدكم يكونوا معكم ، الغريب في الأمر إن العقلية الأمنية المسئولة عن ضياع الأرض العراقية بيد داعش هي التي تقود لحد اللحظة وكأن العراق عجز أن يلد عقليات قادرة على إدارة الملف الأمني الشائك الذي تدهور على يد نفس ( الكوادر التعبانة والدمج والغير المتخصصة ) .
إن من أهم أهداف داعش هو استقطاب العناصر البشرية وإدخالهم إلى ما يسمى ب ( دائرة المناصرة ) للدولة الإسلامية التي يحاول تنظيم داعش الوصول إليها بشكل كامل ويسعى إلى الاعتراف بها من الجميع ، والتعامل بالطريقة التي تتبعها الأجهزة الحكومية والجماعات المسلحة المساندة لها مع النازحين السنة ما هي إلا اقصر طريقة لتجنيدهم للعمل مع تنظيم داعش .
يقول أدولف هتلر : ( القائد الذي يخسر الأرض ولا يخسر الشعب يستطيع أن ينهض وينتصر ، أما القائد الذي يكسب الأرض ويخسر الشعب فلا يمكن أن ينتصر أبدا ) . فهل لكم في أدولف هتلر أسوة حسنة لان الرجل قد هزم اعتى الجيوش وسيطر على أوربا لسنوات وفق هذه القاعدة ، فنوصيكم بالنازحين خيرا فان ظلم داعش قد أحاط بهم ، واستفيدوا منهم في مقاتلة داعش فهم اقدر على حربهم وصدق المثل الشعبي ( إشجاب المصخر ، علموزم ) ، فالأرض أرضهم والبيوت بيوتهم ، فسلحوهم وادفعوهم للقتال ، فمن غير المجدي أن يموت ابن العمارة في الرمادي ، ولماذا لا يموت ابن الرمادي في الرمادي ؟؟؟؟؟؟ .
يقول نابليون بونابرت : ( إذا اندفعت الشعوب لا نستطيع إيقافها ) ، فيا سيادة رئيس الوزراء أدام الله ظلك على ارض العراق باعتبارك ( حايط وعندك ضل أو ( فَي ) باللهجة العراقية ) النازحون جزء من شعبك الذي تحكم فاجعلهم لك عونا ولا تجعلهم لك عدوا ، حيث إن البلاد تمر بمنعطف تاريخي وهي على أبواب التقسيم ف ( تلاحج للعراق وتلاحج لروحك ) لان التاريخ لن يرحمك إذا تقسم العراق في عهدك ، ولن تسلم من حلفائك قبل أصدقائك حينئذٍ، ولكي تتجنب كارثة التقسيم وتنجح في حربك ضد داعش يجب عليك التركيز على النازحين لأنه الملف الأخطر ويمثل البركان الخامد لحد اللحظة وسينفجر قريبا إذا لم يوضع حل له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah