الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل أنت صادق فيما تـقول و تـفعل؟ هذا سؤال لا تطرحه الأغلبية بل القـلة القـليلة حتى ان من ميزات الرسول محمد المذكورة انه من الصديقين. أي الصديق الذي يتميز في محيط من الكـذب على النـفـس و الآخرين. و مصيـبتـنا اليوم فيمن يدعـون إتباعهم لسنة الرسول و هم أبعـد بآلاف الأميال عن الصدق بل تراهم يتميـزون جميعهم بالكـذب و الدجل.

و لعل فـتيات ذاك المعهد كن على حق و هن تـتابعـن بسخـرية صلاة احد الأساتـذة المتخـونجين ببعض التلاميذ في ساحة المعهد زمن حكم النكبة في تـونس. فـتيات جميلات بخصلات شعـرهن المنسابة و ضحكاتهن الحية الرقراقة حين سماع الأستاذ بعـد إتمام الصلاة يـرفع صوته الحاد الحديدي الصدئ صائحا : لا الاه إلا الله.. فتـقـاطعه إحدى الفتيات الساخرات قائلة: و الخوانجية أعـداء الله.

ليس من المتصور ان تكون الـفتاة ذات قـراءات عـميقـة و لكن من المتصور ان تكون ابنة أسرة متـنـورة تكره الكـذب والإخوان المسلمين. نـظـرها الأستاذ و لم يتـفـوه بكلمة فهذا الجنس من الكائنات حريص اشد الحرص على الاختباء عند أي هجوم. و طبعا من الـذكاء ان لا يثير ضجة كي لا تـتحـول المسالة إلى قضية رأي عام..

ـ يريدون القول أنهم يصلون.. هاهاها.. جبت الصيد من وذنو محسوب...هاهاها..

وسط هذا الـتعليق الساخـر و غيره انسحب المصلون الميامين بصمت و ببعض النظرات الحاقـدة. احد التلاميذ المصلين أثار الشفـقة لأنه تكلم بكل جوارحه قائلا:

ـ انتم أهل النار و نحن أهل الجنة و ربي يهديكم..

لم ترد عـليه أي فتاة لأنه يكاد يـبكي، و روي ان إحداهن تمكـنت من جعله صديـقـا فتـغيـرت ملامح وجهه التي سرت فيها معالم الحياة و الجمال، و أصبح يغـدق شعره بالجال و يلبس الدجينس و شيئا فشيئا أصبح يضحـك و نسى قصة النار التي كانت في حضرة نار العـشق و الهيام و الارتواء من نبع الحياة. النار الممزوجة بالماء حتى ان الفـتاة قـالت:

ـ كان ضالا فاهتـدى..

و من مرويات زمن النكبة الذي لا يـزال يعكـر الأجواء في تـونـس، ان إحـدى المدرسات حين يؤذن آذان العصر تـقـطع درسها الممل لـتصلي في القاعة أمام التـلاميذ، و حين تـتـم صلاتها المشبوهة تـلـفح تلاميذ السنة الثالثة ابتـدائي بهذه الكلمات:

ـ من يصلي يدخل الجنة و من لا يصلي يدخل النار..

دار الإسلام و دار الحرب.. اسلم تسلم..و كل ذاك المخزون من طلب الولاء. معي أو ضدي. ابيض و اسود..

احد تلاميذ تـلك المدرسة قال لأبيه :

ـ اضحـك عـليها بيني و ما بين نـفـسي. لا افهم ماذا تـفعل. حين تسجـد تبقى طويلا في ذاك الوضع و كلنا نـنـظر و نضحـك بالساكـتة.. لماذا تـريد القـول أنها تـصلي بابا؟

يضحك الأب و يـفكر قـليلا مبتـسما ثم يختار الكـلمات التي يراها مناسبة و مزيلة للـقـذارة التي لحـقت بـروح الطـفـل:

ـ لأنها يا ابني لا تـصلي ما بينها و ما بين نـفـسها لـذلك تصلي أمام الآخـريـن. و لكن قـل لي هل هي جميلة؟

يضحـك الطـفـل و يـقـول:

ـ إنها مـقـرفـة يا بابا و تكـرهنا في القـراءة و حـصتها هي جهنم...

و نـتـذكر الجـلسة الأولى في المجـلس التأسيسي ذو الأغلبية من حركة النهضة حين قـطعوا الجلسة عند آذان المغرب ليؤدوا صلاتهم. نـتـذكر كـذلك صورهم في الفيسبوك و هم يصلون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض