الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (2).

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 5 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (2).
يظهر الإضطراب على شكل تغيرات سلبية على الإدراك وعلى الحالة النفسية بعد الحدث الصادم ، ومن هذه التغيرات على سبيل المثال ، عدم القدرة على التذكر ، أو حالة فقدان ذاكرة .إضافة الى تطور معتقدات وتوقعات عن الذات وعن العالم الخارجي (المشكلة عندي ، او المشكلة في العالم الخارجي )، و"تذنيب " (من ذَنْب) الذات والعالم الخارجي بالحدث او الصدمة ، فقدان الإهتمام بما يجري ، الشعور بالغُربة ، بالخوف ، الغضب ، الخجل والذنب . وعلى صعيد المشاعر ، عدم القدرة على الإحساس بشيء إيجابي (كالفرح ، التفاؤل ، الأمل ، السعادة و...و..)
لنستذكر صدمة مُعاصرة ،ونحاول تحليل السلوك العربي ما بعد الصدمة ومُطابقته على المعايير التي وضعها الاطباء النفسيون .
وهذه "الصدمة " هي الهزيمة النكراء للجيوش العربية في حرب الايام الستة ، أو هزيمة حزيران .
لقد كانت الحالة النفسية العربية قبل الصدمة ، في أعلى تجليات الثقة والفرح بالنصر المرتقب ، و"بتصحيح " نتائج الصدمة التي سبقتها ، هزيمة جيوش سبعة دول عربية في المواجهة مع ال "عصابات الصهيونية " ..!!
كان القسم الأكبر من العرب ، في حالة نُكران وفقدان "للذاكرة " بشكل مطلق ..لم يستوعبوا ما حدث .. أو أن ما حدث هو خطأُ سرعان ما سيتم إصلاحه ..
وبعد إتضاح حجم الهزيمة ، كانت ردود الأفعال في الاغلب الأعم ، هي تحميل ال"مؤامرة الغربية " ، مسؤولية ما حدث والرفض للنتائج على أرض المعركة ، وستُزالُ أثار العدوان قريبا .. وسادت تلك الفترة المقولة ب"أننا لا نُحاب اسرائيل بل نحارب الغرب وامريكا " ، الذين بدورهم يُحاربون "فكرة النهضة العربية " ، "القومية العربية " ، الإشتراكية العربية والوحدة العربية ..!!
أما القسم الآخر فقد كانت ردة فعله هي إتهام "الذات " و"تذنيبها " ، والترويج او تذويت الفكرة بان العرب والمسلمين "مُنحطون " ، "متخلفون " وعليهم الإستسلام والتسليم بالأمر الواقع ..!!
لكن الغالبية من العرب والمسلمين "دخلوا " في حالة لا – مبالاة وإحباط وفقدان الأمل بالقدرة على تغيير الواقع ، مما "ساعد " على تغلغل الحركات الإسلامية التي عَزَت الهزيمة إلى ابتعاد المسلمين عن دينهم ، وعدم محافظتهم على العبادات كما يجب !! والحل هو بالعودة إلى الله ... حسب "الروشيته " الإخوانية الوهابية ..
وبما أن المزاج العام والحالة النفسية كانا في حالة فقدان الاحساس بطعم الحياة من سعادة أو فرح ، فقد كان من السهل "تعميق " حالة من التديّن الخشن ، التدين الذي يحارب كل شعور بالسعادة والفرح ، تدين يقرنُ الفرح والسعادة بالحرام والموبقات .. فكان سهلا القبول بتحريم الموسيقى والغناء ، الفنون وخاصة الكوميديا....
فالقبول السريع بقائمة الممنوعات والمحرمات التي شملت كافة مناحي الحياة ، جاء نتيجة الحالة النفسية التي تميزت بعدم القدرة على الإحساس بالمشاعر الايجابية ..
يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع احترامي أيها الزميل العزيز
بندر أبو سلمى ( 2015 / 5 / 7 - 16:14 )
عنوان موضوعك لا يتفق مع مضمونه علميا وتحليلا !!!
عممت وقلت المسلمون لتصل وبطريقة غير صريحة لنقد الإسلام نفسه ! وكان بإمكانك وبساطة أن تتجه للهدف مباشرة !!
الساسة العرب أغلبهم مجرمون عملاء للإمبريالية وبالتالي سلوكهم أمر ووصفهم بالمسلمين أمر آخر ؛ وثق لايعنيني الإسلام ولا المسلمين قدر ما تعنيني الموضوعية والجرأة !!
وحاول أن تسقط تحليلك عليهم بعيدا عن حشر المعتقدات بالأشخاص والممارسات وإن رفعت راياتها
تحياتي لك .


2 - العزيز بندر تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 7 - 16:36 )
بداية اود شكرك والترحيب بك فاهلا وسهلا
ما احاوله هو قراءة سلوك العرب والمسلمين على ضوء الصدمات التي يتعرضون لها .
لماذا ينحى السلوك نحو نمط معين
وما هي أسباب -تبني - أنماط سلوكية معينة والتخلي عن أخرى
ليست لدي نوايا نقدية ، بل هي محاولة لفهم دوافع السلوك وقد تكون محاولة موفقة او غير موفقة
وقد تكون كما رأيتها انت تنتقد الإسلام
بينما اخر قد يراها دفاعا عن المسلمين ، لانها تفترض بأن هذا النمط من السلوك ليس اصيلا ، بل هو نتيجة لحالة ما وقد يتغير بتغير الحالة
لك خالص مودتي


3 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 8 - 09:02 )
محبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
ما ورد اعلاه جزء من جوابك الذي وعدت ان ترد به على موضوع تناول موضوعة هزيمة حزيران ونصف قرن بعدها.
بخصوص المؤامرة فهي قائمة في هذا الموضع و الموضوع و الموقع من اول قطعة حجر فيه الى اليوم وعلى مدار ثواني الزمان من وعد بلفور للمستقبل.
اسرائل شركة متعددت الجنسيات يجب ان تنجح لذلك كل خزائن العالم ال-متحضر- و كل مراكز بحوثه و مختبراته ومؤسساته حتى الامنية الخاصة مفتوحه لهذه الشركه 24/24 و 7/7
هذه المؤسسة تمنح امتيازات للراغبين في العمل فيها حالها نفس حالات العاملين في شركات النفط في الصحراء او البحار حيث يتم توفير كل وسائل الراحة و الترفيه و ضمان صحي و تامين على الحياة مع امتيازات ماليه كبيرة و توفير سكن و مدارس و مراكز ترفيهية متقدمه و امتيازات سفر له و لعائلته...لذلك تكون تلك المخيمات(المواقع) متميزة عن المدن المحيطة بها او القريبة منها
ننتظر التالي
دمتم بخير


4 - تحياتي وتقديري
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 8 - 09:55 )
العزيز عبد الرضا
شكرا على كلماتك الطيبة ولنا لقاء مع بقية السلسلة
خالص مودتي

اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة