الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول قرأنة ماركس

عذري مازغ

2015 / 5 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعبر الحوار المتمدن عن كنه الإديولوجي بدون خجل، يساري علماني ماركسي، برصد المقالات التي ينشرها، وبدون جدل بيزانطي متضخم، يعبر عن هويته اليسارية الماركسية بما يعنيه الأمر في الأدبيات الماركسية، اول موقع في العالم العربي (وحتى لاننزع للشرود في العروبية يمكن أن نقول العالم الإسلامي أو المشرق وشمال إفريقيا احتراما للتنوع الإثني والعرقي)، أول موقع يسمح بكتابات مناهضة للفكر الذي يتبناه، أول موقع، على أرض الواقع يطبق الديموقراطية الشيوعية كما يمكن تعريفها كونيا، أو كما نلمسها أخيرا في هذه الثورة الصامتة في اوربا والتي تتمخض ببطء كبير لتعلن في زي لبرالي محض بانها ديموقراطية تشاركية، قد يعترض الكثير على هذا القول لنرد عليه ببساطة بأن يأتينا بموقع وحيد لبرالي يطبق هذا المبدأ التشاركي، موقع لبرالي لا يخضع مقالات كتابه للمراقبة، موقع مثلا ينشر انتقادات لاذعة لطريقة ادائه، وفي الصميم ينشر مقالات تناقض مبداه..
في الأيام الأخيرة، وهي في الحقيقة على طول مسار الحوار المتمدن، بعض الكتاب وجدو ضالتهم الكبرى في ماركس، يتهمون الشيوعيون بالتعميم المبجل على أنهم وضعوا ماركس قديسا آخر، في الوقت الذي هم انفسهم هم من وضعوا ماركس في تلك القداسة، برد كل أنتاج في الحقل الماركسي إلى تصحيحه كما ورد في دفاتر ماركس أو قرآنه أو أي نص له، أي أنه اتبعوا المنهج الإسلامي في تحديد احاديث ماركس بين صحيحها وإجماع الفقهاء حولها أو اعتبارها حديث ناقص.. وجدوا عالتهم الكبرى فقط في كون ماركس كتب بالألمانية بشكل يطرح إشكالا حول الترجمة: الآن كل الترجمات العربية خاطئة وهو امر نابع من عقدة المثاقفة أكثر منه يستند إلى أسس الترجمة، كل الترجمات خاطئة إلا ترجمة الفقهاء الجدد.. وهو على كل حال أمر جميل جدا، لكن أخبث ما فيه، إخضاعه للمنطق الإسلامي بالنظر في الأمر إلى مستويات التعامل مع الأحاديث النبوية في الإسلام بشكل يبدوا ان العرب لا يفهمون ماركس إلا على أساس قرأنة نصوصه.. ماذا تعني القرأنة، ببساطة تعني ضرب كل الإنتاج الماركسي ما بعد ماركس، دعوة مضمرة لوضع ماركس موضع النبي..فحين يتهم بعض الشيوعيون بتضخيم ماركس ووضعه في موضع النبي، ينسون في الوقت نفسه انهم هم أنفسهم يحتكمون إلى الصحيح والإجماع والنقص في إيديولوجيته بشكل عام، في الإسلام مثلا، يفهم الأمر بشكل موضوعي، فكل هذه التصنيفات في الحقل السياسي، هي تعبيرات إيديولوجية، أي أن اعتماد النص في الحديث النبوي، يعتمد أساسا على تبرير الفعل السياسي لجهة معينة مع ان النصوص التي تنتمي إلى الإجماع لا تعبر في حقيقة الأمر إلا على سيادة هيمنة معينة لطبقة معينة تحكم بالإسلام بشكل يبدو في التاريخ الإسلامي أن هناك أجماعات متعددة، يمكن تحديدها حسب اختلاف المذاهب بالقول أن هناك إجماع السنة وإجماع الشيعة وإجماع كذا وكذا..
في شأن آخر، نضع نصا اعتمده بعض الزملاء للتدليل على أن الإقتصادي لا يمثل دورا محددا في بنية اجتماعية معينة، أو لنكن موضوعيا، وحتى لا نلقي حكما صارما يتجاوز مبدأ التشكيك عند هؤلاء الزملاء، " ماركس لم يقل صراحة بكون الإقتصادي هو المحدد" مع أن التشكيك هذا يحتكم إلى عملية نسف كاملة لدور الإقتصادي، لا يهمني أصلا إن قال ماركس بالأمر أم لم يقله في حديث صحيح عليه الإجماع، لكن يهمني كثير أن ماركس يحتكم إلى قاعدة مادية للتاريخ يجد أساسها في أنماط الإنتاج، ونصوص ماركس غزيرة في هذا الشأن، وهنا قد يعتبر مخلوق أبله بعقلية كعقلية البراعم الليبيرالية عندنا، كون نمط الإنتاج ليس قاعدة اقتصادية، كأن يكون أي شيء غير نمط الإنتاج، شيء مترفع على نمطيته الإقتصادية، بسحر ما هو سحر الفكر البهلواني الذي لا قاعدة له (مع أن البهلواني نفسه يحتكم إلى قاعدة الرزق، (أي أنه يقدم عروض بمقابل).
احدهم وضع هذا النص حرفيا مع اني سأسحب الأعلام احتراما لذوات الأشخاص المعنيين في الأمر:
"سألتُ زميلي العزيز( …...)ي ما يلي :
هل الاقتصاد هو المحرك الحقيقيّ للتاريخ – لأنّ هذه العبارة تتردد هنا وهناك دون وعي حقيقي حسب ظنّي - لقد اخترعها الذين لم يفهموا ماركس جيّداً فجاء الجواب :
كتب إنجلز رسالة إلى جوزيف بلوك... J. Bloch في 21—28 – أيلول 1890 يقول فيها : ....إن العامل المحدد حسب التصور الماديّ للتاريخ هو في آخر التحليل إنتاج الحياة الواقعيّة وتجديد إنتاجها . ولم يقل ماركس أبداً , أكثر من ذلك. فإن شوه أحدهم هذا الرأي بأن جعله يدل على أن العامل الاقتصاديّ هو المحدد الوحيد , فقد حوله إلى كلام أجوف , ومجرد , وغير معقول ..”
ملاحظات اولية:
صاحب هذا النص هو انجلز وليس ماركس (وهنا يبدو تحريف مقصود من رسالة فيها القول لأنجلز إلى قول على ماركس،(تماثل ماركس بأنجلز لنسبة مائوية عالية جدا)
" إن العامل المحدد هو إنتاج الحياة الواقعية.. وتجديد إنتاجها..” لم يقل لنا النص ما هو هذا العامل الذي ينتج الحياة الواقعية.. وهل هذا العامل يستند إلى غير الإقتصادي.. هل يستطيع أحد ان ينفي الإقتصادي في الأمر؟
العامل الإقتصادي ك"محدد وحيد"، هذه الفكرة تشويه للفكر الماركسي أكثر من انها تعبر عن الماركسيين، لعل الشهيد مهدي عامل انتبه للأمر حين انتقد النزعة الإقتصادوية في فكر بعض المتمركسين العرب. الماركسيون هم أول من انتقد النزعة الإقتصادوية بشكل يعنون أن: المحدد الاخير وليس الوحيد كما جاءت في الصيغة، لبنية اجتماعية معينة هو نمط الإنتاج السائد فيها، أي المستوى الإقتصادي.. (النمط الإقطاعي أو العبودي أو الراسمالي.. هي الأشكال المادية للتاريخ.. طبعا يمكن أن يلغيها أي ليبيرالي بنزعة هيغلية.) الآن ، وفي تطور الفكر الماركسي عبر ألتوسيرن ، ماو ومهدي عامل وآخرون (حتى لا نعدم كل مساهمة فكرية بنزعة تحقيرية تستند إلى الإنبطاح في أحضان الفكر الرجعي التبعي للغرب ..) ليس ماركس وحده من نظر لدور المستوى الإقتصادي بشكل يشكل مستوى موضوعي أساسي وليس رئيسي كما يعتقد البعض..
يختلف شكل مساءلة الإقتصادي في دوره على مساءلة السياسي في دوره وهذا أساسي في الفهم الماركسي، إن توجه ماركس لدراسة الإقتصادي يكمن أساسا في غموض تام هو إحساسه بانه يلعب دورا أساسيا ليس كدور البنية الفكرية، ومعنى هذا انه يلعب دورا مهما.. على أساسها يتحدد الفكر داخل الحقل الإيديولوجي كما يتحدد السياسي أيضا، لكن بعملية جدلية معقدة، قاربها ألتوسير من خلال الأنساق النمطية في بنية اجتماعية محددة كما قاربها مهدي عامل بنفس الطريقة بارتباطها البنيوي مع الأنساق الزمنية: زمان التكون، زمان التطور (إعادة إنتاج علاقات الإنتاج السابقة)، زمان القطع (وهو زمان التحول إلى نمط إنتاج جديد).
إن السياسي هو الرئيسي في التطور الإجتماعي، وهذا هو صلب الفكر الماركسي، الذي يجهله الكثير برغم انه كنه الحياة اليومية تقوم عليه: في الإنتخابات، تقوم الدعاية على جلب الرفاه للمجتمع بشكل عام، وعلى أساسها يقوم التصويت، إنها ممارسة سياسية محضة لا ينكرها إلا جاحد، لا يهم بعد ذلك ما إذا كان السياسيون يكذبون أم هم لا يكذبون، في أحسن الأحوال يقدمون إكراهاتهم، لكن في نظام ديموقراطي حقيقي ينفلت من قيود نظام معين، في سياق الخروج عن نظام اقتصادي كوني كالنظام الراسمالي، حزب معين يعد بالجمهورية الفاضلة كاستثناء عن السياق الكوني العام، هذا السياق لا يسمح بالأمر وهذا هو ما تجهله البراعم الليبيرالية.
نصوص ماركس غنية بما يؤكد أن الإقتصادي هو المحدد الاخير لأي بنية اجتماعية معينة، استند ماركس في كل كتاباته حول الأنماط التاريخية لهذا المستوى، ومن يعتقد بأن ماركس لم يقل أكثر مما قاله أنجلز مع تأكيد أن ذلك هو مساهمة غرة في تحويل الفهم، إن إنتاج الحياة الواقعية للبشر هو إنتاج ما به يعيشون، إنه الإقتصاد ، لكنه الإقتصاد ليس المحدد الرءيسي، إنه فقط المحدد الأخير: قل لي عن أي مجتمع تريد، قل لي يهيمن عليه الفكر الفلاني أو الفكر الفلاني، كلمني عن نمط إنتاجه أقول لك من هو، هذا ما يعنيه أن الإقتصادي هو المحدد الاخير وهذا بالتحديد ما يؤكده نص رائع لماركس في الإيديولوجيا الألمانية:
"إن كل تصور تاريخي لحد الآن إما انه قد ترك جانبا وبصفة كلية القاعدة الحقيقية للتاريخ (الاقتصاد)، أو أنه يعتبرها مجرد شيء هامشي لا علاقة له بسير التاريخ. وتبعا لذلك فقد كتب التاريخ دائما انطلاقا من معايير غريبة عنه (...) وبالتالي فإن هذه النظرة لم تر في التاريخ إلا تعاقبا للأحداث التاريخية والسياسية والنزاعات الدينية الكبرى مما أدى بصفة خاصة إلى الاقتناع بالأوهام بكل عصر تاريخي فإذا افترضنا أن حقبة ما، تتصور نفسها كما لو كانت محددة بأسباب دينية وسياسية خالصة تحركها، فإن مؤرخ هذه الحقبة يقبل هذا الرأي. وهكذا تتحول التمثلات التي يكونها أناس محددون عن ممارستهم الواقعية إلى القوة الوحيدة والفاعلة التي تحدد ممارسة هؤلاء الناس وتهيمن عليها. فإذا كان الشكل البسيط الذي ظهر به تقسيم العمل عند الهنود أو المصريين القدماء، قد أدى إلى ظهور نظام الطبقات المغلقة على مستوى الدين والدولة عند هذين الشعبين، فإن المؤرخ يعتقد بأن نظام الطبقات المغلقة، هو القوة التي أنتجت هذا الشكل من التنظيم الاجتماعي." الإيديولوجيا الألمانية"

في كل الأحوال ، أحب أن يكون الإستفزاز الفكري مبنيا على القبض على واقع معاش فيه القابضون على فاكهة الوقت هم من يستفزون وليس على شعارات فكر لم يحقق بعد سطوته على الواقع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العامل -الرئيسي- أو العامل -الأساسي
آكو كركوكي ( 2015 / 5 / 8 - 16:33 )

تحية طيبة أستاذ عذري وشكراً لهذه المقالة الجميلة . يعجبني طرحك حول قرأنة ماركس مع بعض التحفظات لكني لأريد مناقشته الآن.

أظن إنني أعرف الى نقاش تشيرون هنا.

وأوافقك الرأي تماماً أن ماركس يحتكم إلى قاعدة مادية للتاريخ يجد أساسها في أنماط الإنتاج. وإن الإقتصاد في الماركسية ليس المحدد الوحيد لحركة التأريخ .

غير إن ما لم أفهمه جيداً في طرحك هو تفريقك بين إعتبار الإقتصاد العامل -الرئيسي- أو العامل -الأساسي- .

حسب فهمي المتواضع فإن الإقتصاد هو العامل - المُقرر- . أو بلغة الرياضيات المتغير المستقل . العوامل الأخرى هم عوامل ذات دور لكن دور -ثانوي - أو دور تابع .


بتعبير آخر يتغير النظام الأقتصادي - أو نمط الإنتاج -أولاً فيتبعه تغيير في الأيدولوجية - الفكر , الثقافة , السياسة .. ألخ . ومن جملة هذه التغيرات يتطور المجتمعات ويتغير مسار التأريخ .

أم لو تغيرت الأيدولوجية دون تغيير نمط الإنتاج فإن العلاقات الإجتماعية تبقى على حالها ولايتطور المجتمع.


2 - الأستاذ أكو كركوكي
عذري مازغ ( 2015 / 5 / 9 - 12:14 )
الف تحية وسلام
لا نختلف في دور المستوى الإقتصادي على أنه له دور أساسي في تحديد البنية الإجتماعية استنادا إلى تحليل نمطيته، هذا لا مفر منه، إن النقاش المحرف في الحوار المتمدن دار حول الإقتصادي كما لو كان المحرك الرئيسي لحركة التطور، وعندما نقول بأن السياسي هو المحرك الرئيسي ذلك لأن الإقتصادي نفسه هو أثر للفعل السياسي كما أيضا المستوى الإيديولوجي هو أثر للفعل السياسي، السياسي هو المهيمن هذا لا يعني أن السياسي بدوره لا يتأثر بالإقتصادي أو الإيديولوجي بل بالعكس السياسي يحدد الإقتصادي بالشكل نفسه الذي هو يتحدد بالإقتصادي
لتبسيط الأمر ننظر إلى أن تراكمات معينة في الإقتصادي (معروفة شروطها طبعا دون أن أن ندخل في صلبها هنا) تؤدي إلى أزمات خانقة، وحين يحصل الأمر ولإنقاذ النظام السياسي يتدخل السياسي (قمعا أحيانا) لإعادة الإقتصادي إلى دورته، وهذا ما حصل في كل الأزمات، تتدخل الدورة لإنقاذ النظام الإقتصادي الذي قلنا في المقال أنه أساسي لتطور المجتمع وأساسي أيضا في إبقاء الهيمنة للطبقة المسيطرة، في اليونان، إسبانيا، البرتغال، في خضم حمى الإنتخابات في هذه البلدان جرى النقاش، بين اليسار يتبع...


3 - تتمة
عذري مازغ ( 2015 / 5 / 9 - 12:34 )
...يتبع
في حمى هذه الإنتخابات بين أحزاب يسارية حملت برنامج تصحيحي يمس بنية الهيمنة الإقتصادية (التي تشكل الرأسمالية الألمانية جذوته الصلبة واليمين الأوربي المحافظ بشكل عام الذي يرى حل الأزمة الإقتصادية تكمن فيتحمل الدولة (الشعب بعبارة أخرى) مديونيات الشركات المفلسة، إن جوهر هذا الصراع هو سياسي بامتياز حول الهيمنة لكن موضوع هذه الهيمنة هو الإقتصادي بالتحديد, إن ظاهرة الأحزاب اليسارية الجديدة بأوربا هو أنها تحمل برنامجا سياسيا (موضوعه هو الإقتصادي بالتحديد) قلت بأنها تحمل برنامجا يخل تماما بتلك الهيمنة، في الجدل السياسي اتهمت هذه الأحزاب الظاهرة ببوليفارية الوضع السياسي في أوربا كما اتهمت بأنها تهدف المس بالنظام السياسي الأوربي (لاشك أن تدخل البنك الأوربي ومؤسسات الوحدة الأوربية بشكل عام حاولت التأثير في انتخابات اليونان بالوعد أحيان وبالوعيد في أحيان أخرى بفرض عقوبات اقتصادية كشكل للضغط على الناخبين بإرشائهم أو تحذيرهم... باختصار كبير الصراع هذا وهو سياسي بشكل رئيسي حول الهيمنة التي قلنا أن موضوعها هو الإقتصاد، يهدف إلى إرساء بنية التحديد التي هي المستوى الإقتصادي، هذا الإرساء ..يتبع


4 - تتمة
عذري مازغ ( 2015 / 5 / 9 - 12:46 )
يتبع
هذه العملية من الإرصاء هي ممارسة سياسية في أساسها، لكي تبقى اليونان في الوحدة الأوربية على الحزب الجديد أن يخضع للإكراهات الأوربية، وهي طبعا إكراهات سياسية موضوعها الإقتصاد دائما.. بشكل عام السياسي هو من يثور الحياة، الأحزاب عادة تضع برامج للتغيير في بنية الإقتصادي وقلب نمطيته إن شاءت ، الظاهرة التشافيزية في أمريكا مثلا حولت الرأسمال الخاص من مالكين خواص إلى ملكية الدورلة وهي لم تقم إلا بتحويل الرأسمال من خواص إلى رأسمال الدولة بوضع الشركات الكبرى في ملكية الدولة، هذا التحويل هو سياسي موضوعه أيضا الإقتصادي وطبعا به يتغير النظام بشكل عام من نمط رأسمالية الخواص إلى نمط رأسمالية الدولة (لاحظ هنا الدور الرئيسي للسياسي) نفس الأمر أيضا يمكن تطبيقه على المستوى الإيديولوجي طبعا بشكل مختلفمن يهيمن سياسيا يهيمن اقتصاديا ويهيمن أيضا إيديولوجيا


5 - تحيه
ادم عربي ( 2015 / 5 / 9 - 14:28 )
تحيه
الاقتصاد هو القاعدة المتينه في التطور ، والسياسه هي احد مظاهر الاقتصاد الرئيسيه ، فممارسة السياسة اشبة بادبيات القاعدة الاقتصاديه ، السياسه من يفرضها الطبقة المسيطرة بما يتناسب مع مصالحها الاقتصاديه ، قد تختلف الطبقة المسيطرة سياسيا كما في جميع الاحزاب الاوروبيه من يسار الى يمين سواء كانت اغلبيه او معارضه ولكن اختلافها على الاسلوب الافضل ضمن القاعدة الاقتصاديه، اذ ان من المستحيل مثلا ايجاد حزب خارج الايدولوجيا التي اساسها الاقتصاد ، اعتقد داعش او الاسلام السياسي خير مثالعلى ذلك ، فبسبب غياب اي فكر سياسي اقتصادي نرى ان الايدولوجيا تتحول الى السماء .


6 - تحية
عذري مازغ ( 2015 / 5 / 9 - 18:32 )
الأستاذ آدم
يبدو ان مقالي غير مفهوم وهذا بالفعل مشكلتي في الكتابة
نتكلم على أساس مستويات البنية الإجتماعية، يمثل الإقتصاد في الماركسية علاقة التحديد هذا ما أقصده، لا أجادل في متانة الإقتصاد من عدمها، باعتماد التحليل النمطي للإقتصاد نعرف الطبقة المسيطرة من دونها، لكن الطبقة المسيطرة سياسيا هي من يوجه اقتصادها بالشكل الذي يحافظ على تمايزها وإلا فحين تحصل الأزمة وليست هناك ثورة سياسية سيتغير الوضع من تلقاء نفسه بالإقتصاد لأنه يتحرك من تلقاء نفسه.. حين تحصل الأزمة تتدخل الدولة سياسيا لوضع علاج له، أو في حالة الثورة، في وجود طبقة مهيأة لقلب النظام ، هذه الطبقة تقوم ،بتغيير النظام الإقتصادي بوضع النظام الذي يخول لها هيمنتها أي النظام الإقتصادي الذ هي به ، تتحدد كطبقة جديدة مسيطرة، الإقتصادي يلعب دور علاقة التحديد، لذلك يشير ماركس إليه بأنه المحدد الآخير، هذا جانب، في الصراع الإقتصادي بين الطبقتين (أتكلم فقط عن الصراع في الإقتصاد وهو ما يحصل في برنامج الأحزاب مثلا) يكون هذا الصراع هو أثر الممارسة لالسياسية لهذه الأحزاب (وهو أيضا ما يحصل في حالة إضراب العمال حيث هو أثر للممارسة السياسية


7 - الأستاذ آدم عربي
عذري مازغ ( 2015 / 5 / 9 - 18:47 )
خلاصة الأمر يم، يمثل الإقتصادي كما اسرفت علاقة التحديد أما الصراع فهو صراع طبقي صراع سياسي بامتياز، الثورة على نمط معين هو قلب قاعدته الإقتصادية بتحويل علاقة الإنتاج طبعا.
النقطة الثانية التي أثرت وهي الصراع الإقتصادي داخل نفس النمط الإقتصادي عندما أثرت صراع الأحزاب داخل نظام اقتصدي سياسي معين أو عندما أثرت مسألة الإضراب بالنسبة مثلا للعمال.. في ظروف اجتماعية معينة تقوم النقابات بإضراب وهو ممارسة اقتصادية في الشكل، لكن هي أثر لممارستها السياسية كطبقة مهضومة، في نزوعها إلى كسب بعض التحسن الإجتماعي والإقتصادي ..
تحياتي


8 - التطور الإجتماعي
آکو کرکوکي ( 2015 / 5 / 9 - 22:36 )

شكراً للأجابة والأهتمام

أعتقد إننا لو بقينا في تناول تطور المجتمعات البشرية - مسار التأريخ - وفق وجهة النظر
الماركسية تحديداً فإننا محددين بالتحدث عن الإنتقال من نمط إنتاجي الى نمط إنتاجي آخر فقط.

فهنا نتحدث عن تغيير يصيب الأنظمة الإقتصادية تحديداً .

نعم الصراع الطبقي هو صراع سياسي لكن الأقتصاد هو الذي شكل الطبقات وهذا الصراع لايشتد
إلا بالتبعية لتغيير القوانين الأقتصادية والعلاقات الإنتاجية

أوافقك الرأي حول دور السياسة والدولة في العملية الأقتصادية لكن الأعتراف بهذا الدور الرئيسي للسياسة والدولة في مسار العملية الإقتصادية لا أعتقد أن الماركسية تؤيدها بالضرورة


9 - الأستاذ أكو كركوكي تعقيب على ردك الآخير
عذري مازغ ( 2015 / 5 / 10 - 21:47 )
تحياتي صديقي آكو العزيز
نعم صحيح، نتحدث عن تغيير يصيب النظام الإقتصادي، لكن ما لم يتضح بعد هو أن هذا -التغيير
الذي نتحدث عنه هو فعل قوة يقع على الإقتصادي، هذا ايضا ربما لانختلف حوله، لكن هذه القوة الخارجية التي تقع على الإقتصادي إذا أردنا تحديدها عمليا هي فعل إرادة واعية وليست إرادة اقتصادية تلقائية من ذاتها، هذه الإرادة الواعية هي بالضرورة إرادة سياسية لمجتمع معين وهو ، أيضا بالضرورة إرادة سياسية لطبقة معينة تريد أن يبقى الإقتصاد بهذا الشكل أو ذاك هي الطبقة المسيطرة، أما فيما إذا كان الأمر ، من وجهة نظرك تؤيده الماركسية أم لا فتلك هي مشكلة الفكر الذي يحدد الماركسية على أساس أنها عقيدة جامدة وهذا بالتحديد ما ننتقده، لأن الإنتاج الماركسي ، بشكل عام ككل الإنتاج الفكري، يخضع بدوره لتطور الإنتاج المعرفي مع شكي الكبير في أن الأمر هو كذلك ، الماركسية بشكل عام نحت هذا المنحى، أي أن الماركسية تسمح بإنتاج وتجديد ادوات معرفتها، مع أني في الأخير، لا يهم ما إذا كانت الفكرة متفقة مع الإجماع أم لا بقدر ما يعني . هل هي مقنعة بشكل ما ام لا
أشكرك كثيرا على تعقيبك

اخر الافلام

.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل


.. إيران.. تعرف على مواقف جليلي وبزشكيان في ملفات السياسة الخار




.. مقابلة خاصة مع نائب وزير الخارجية التركي ياسين أكرم سرم


.. أوضاع الشرق الأوسط وحرب غزة تحظى باهتمام كبير في قمة شانغهاي




.. نتنياهو بين ضغط عائلات المحتجزين وتهديدات ائتلافه اليميني