الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية والحقوق

صبيحة شبر

2005 / 9 / 30
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


منذ فجرالتاريخ وهناك قوانين كثيرة تحدد الواجبات والحقوق لكل إنسان ، ولقد حضي بلد الرافدين بالنصيب الأوفر من هذه القوانين التي تسن ليعرف الناس كيف يتصرفون في أمر من الأمور ، وهذه القوانين تتطور حسب تطور الزمان والمكان ، وكل علاقة اجتماعية تربط بين فردين او مجموعة من الأفراد لابد إن لها قوانين ، يسير على نهجها الجميع بلا استثناء ، هناك قوانين معينة في العمل الأهلي او الحكومي ، وهناك قوانين الجوار ، وعلاقات الصداقة والزمالة ، والتي تربط أصدقاء النضال ، اذ لهم قوانين معينة ، تربط بينهم ، وتحدد حقوقهم ووجباتهم ، وان كانت هذه الحقوق غير مكتوبة ، فان الأعراف والقوانين المعمول بها في كل بلاد ، تجبر الناس على احترامها والسير على منوالها ، في الزمن القديم كانت هناك قوانين لإنصاف المرأة وإعطائها الحقوق التي تتناسب مع كل عصر ، جاءت الأديان ومنحت المرأة حقوقا مساوية لأخيها الرجل ، حرية الرأي والتعبير والكتابة ، والتملك ، والاهتمامات المتغيرة ، التي تختلف باختلاف الأشخاص ، واختلاف ثقافاتهم ، لم يميز الإسلام بين رجل وامرأة في الحقوق والواجبات ، وإنما نظر للجنسين على قدر المساواة ، وحتى النبي محمد الذي عرف عنه تعدد الزوجات فانه لم يجعل أي امرأة أخرى تشارك السيدة خديجة على حبه وحنانه ، ونزلت السور القرآنية التي تدعو الى العدل بين الزوجات ، وان خيف من عدم القدرة على العدل ، فعلى الرجل الاكتفاء بواحدة ، هذا من الناحية النظرية ، أما من الناحية العملية ، فهناك فروق كبيرة بين النساء والرجال في مجال الحقوق ، وان كانت الواجبات متساوية بين الجنسين ، وأحيانا تتفوق المرأة على الرجل في كثرة الأعباء التي تقع على عاتقها ، الفلاحة مثلا تشتعل في الحقل أكثر مما يشتعل زوجها ، بالإضافة الى ما تقوم به من أعمال مزلية شاقة يرى الرجل انها تتنافى مع رجولته ، فلا يمد لها يد العون ، وهو يجدها ترزح تحت ثقل هائل من الواجبات ، ولو قلنا ان الفلاح تعوزه الثقافة المناسبة التي تمكنه من مد يد العون الى امرأته وهو يراها تقوم بالكثير من الأعمال التي لا تدعها تهتم بأشياء أخرى مثل تنمية ثقافتها او إيجاد هواية لها ، الرجل الذي ينظر الى العالم بمنظار تقدمي ، سرعان ما يتحول الى جاهل وأمي حين يسمع الحديث عن حقوق النساء ، نعم انه يناضل من اجل ان تعمل المرأة وتكسب لتساعده في تحمل الأعباء المالية المرهقة ، وعندما يتمكن من الاستيلاء على راتبها ، يجلس متربعا بالصالة وبيده الجريدة ، ينتظر الخادمة المأجورة كي تأتيه بالطعام ، ثم تلبي طلباته الأخرى ، من كنس ومسح ، وغسل أواني ، وغسل ملابس ، وكي ، وبعد ذلك يتوجه الى أقرب مقهى لتؤدي هي ولوجدها الأعمال التي لا تريد ان تشرف على الانتهاء ،
جميع الرجال وحتى الذين يقولون أنهم علمانيون ، يفرض على المرأة لباسا ثقيلا اسود ، يكتم الأنفاس ، قائلين انهم يحترمون العرف والتقاليد ، المتدينون وقد يكونون صادقين مع أنفسهم اذ يتصرفون حسب معتقداتهم الدينية ، يفرضون على المرأة ليس الحجاب لوحده وإنما البرقع الذي تضعه على وجهها مانعا إياها من الرؤية والحركة والتنفس
تدعو المرأة العربية ربها ألا يرزق زوجها ، فهو ما ان يرى المال سائلا في يديه ، حتى يقرر الزواج بامرأة أخرى ، أو يقتصر على ما ملكت إيمانكم
قبل ثلاثة عقود من الزمان كان الوضع أفضل بكثير مما هو الآن ، هل تجدون امرأة في منظمات المجتمع المدني لا ترتدي الحجاب ، ولا تكتفي به ، وإنما تضيف العباءة السوداء الثقيلة ، هل سال احد النساء من منهن مقتنعة بلباسها ؟ والسافرات قليلات جدا ، يسرعن بالسير مخافة ان يراهن إرهابي ، فيزهق فيهن الروح
زرت وطني الصيف الماضي ، وهالني ان النساء مكتسيات بالحجاب الثقيل ، زرت اتحاد الأدباء ، أخبروني ان المرأة الكاتبة لا تذهب الى المقر مساء ، وانما تقتصر على النهارات ، خشية من أن يساء الى سمعتها ، أصبحت السافرة تتعرض الى إشاعات مغرضة للإساءة الى سمعتها ، لقد ناضلت المرأة العراقية وقدمت التضحيات الجسام ،وتعرضت الى صنوف من التعذيب والاضطهاد ، واضطرت ان تغادر من الوطن الحبيب الى مناطق أخرى ، تعاني فيها الام الغربة والبعاد عن الأحباب ، كما تعرضت المرأة العراقية الى حملات كثيرة من الإعدام ، ولعل الشيء الوحيد الذي حققت فيه المساواة الكاملة مع أخيها الرجل ، انها تعدم وتسلب منها الحياة مثله تماما
ان وضع المرأة العراقية اخذ بالتراجع الى الوراء ، لابد من قوانين تنصفها وتعترف بحقها ، ولكننا نجد في الوقت الحالي انه لا أحد ينصف المرأة ، فجميع حوادث الخصام بين الزوجين ، مثلا، يتفق الرجال ان المرأة هي المخطئة على الدوام ، وان الرجل بعيد عن الأخطاء ، لايمكن أن يرتكب الهفوات ، وان النساء خطاءات ، وإنهن يؤاخين إبليس ، وهذه الدعاوى نسمعها ، حتى من الذين يدعون بالعلمانية ، وان لهم رأي تقدمي في الأمور ، انا لااحاول ان أدين الرجل ، فهو أيضا ضحية ، تعرض الى الكثير من التهميش وضياع الحقوق ، ولكني أطالب بالإنصاف ، انصفوا المرأة أيها السادة ، ليس بالكلام الجميل المزوق ، وإنما بالعمل ، وإصدار القوانين ، فان كنا لم نعش حياتنا كما شئنا ، فيجب ان تكون حياة بناتنا وبنات بلادنا الجميلة الرائعة أجمل من حياتنا المظلمة البالغة العبوس

صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضم أكبر عدد من النساء في تاريخ بريطانيا.. معلومات قد لا تعر


.. رايتشل ريفر.. أول امرأة تتولى وزارة المالية في بريطانيا




.. تشييع جثمان اللاعب أحمد رفعت لمثواه الأخير بزغاريد النساء: «


.. -الـLBCI بيتك-... حفل انتخاب ملكة جمال لبنان 2024 سيزّين شاش




.. وائل جسار يعلق على تصريح أسماء جلال بعرض الزواج عليه