الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاني الصلاة بين القرآن والموروث المذهبي

عمار عرب

2015 / 5 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دعونا نتأمل بخاطرة سريعة بعض الحقائق الغائبة في الصلاة ...
فصلاة المسلمين اليوم أصبحت مهزلة حقيقية :
قد ذكرنا أن الصلاة فرضت على كل الأنبياء وليست فقط على سيدنا محمد في بوست سابق ...فيقول تعالى لعبده موسى (( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰ-;-ه إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ))
طبعا إقامة الصلاة في القرآن تعني شئ..و الصلاة تعني شئ آخر...فإقامة الصلاة هي القيام للصلاة بحركاتها المعروفة من سجود وركوع ...و هي تقام بهدف ذكر الله و ليس لغير الله مكان في الصلاة والذكر كائنا من كان إلا في معرض الدعاء ...
ومن أعظم الشهادات في القرآن والذي هو هدى ونور للمؤمنين قوله تعالى في سورة آل عمران ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )
...أما كلمة الصلاة دون إقامة فهي من الصلة ومن أهم وسائلها الدعاء فهي تصلك في كل وقت وحين بالله دون وسيط ودون كاهن وإقامة الصلاة فرع منها نحن مأمورون به كأتباع للرسالة المحمدية والتي هي إستمرار للملة الإبراهيمية الحنيفة من الإسلام ...و نذكر بأن النصرانية و اليهودية هي أيضا ملل من الدين القيم الوحيد لكل الأنبياء ألا وهو الإسلام ....أما مقدار التحريف لدينا ولديهم فموضوع آخر وكل ملة مالت لتقديس رسولها وتصنيع كلام مقدس له وتركوا الرسالة نفسها ...ونحن هجرنا تدبر القرآن والعمل به وصار القرآن كلاما يحفظ بسطحية دون تدبر ودون فهم ودون عمل به ولذلك سيأتي الرسول يوم القيامة ليشتكينا و يقول ( يارب إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورا )
على العموم وكي لا نخرج عن الموضوع فنذكر إن العبادات هي وسيلة وليست غاية بحد ذاتها فالله غني عن عباداتنا ...
يقول تعالى لنبيه محمد ص
( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
فغاية الصلاة هي النهي عن الفحشاء والمنكر ومساعدتك على نفسك فلو استحضرت قلوبنا حقا الله في الصلاة و استشعرنا وقوفنا بين يدي رب الكون لساعدنا ذلك في التحكم بجوارحنا وكبت شهوات أنفسنا ...أما أصحاب الأديان الأرضية فقد جعلوها هدفا بحد ذاتها بل واخترعوا حدودا بشرية كعقوبات لمن يتركها ...فأصبح الدين حماقة و رياء ...في الحقيقة إن من يترك الصلة بالله فهو يعاقب نفسه و لا داعي لمن يعاقبه ...
ومن أهم القواعد الواجب ذكرها والتي حرف معناها جذريا هي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ-;---;-- ..)
فهم قالوا أنها في شارب الخمر ثم دخلوا منها لهرطقة النسخ وما إلى ذلك من هراء والحقيقة إن كلمة السكر في القرآن ذكرت في القرآن بمعنى الغياب العقلي عن ما وضعك حاضر ...ومن ذلك ( سكرة الموت ..) ...و( سكرت أبصارنا ..) أي غابت و حجبت ..فالصلاة ممنوع أن تقربها وأنت غائب العقل والذهن ...فيكون بذلك إستصغار لشأن الخالق الذي تقف بين يديه وهو أساسا لا يحتاجك ولا يحتاج صلاتك ...
ومن أهم المعاني الغائبة هو ما يلي فيقول تعالى ( يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ...
ففي كل حالة سجود بين يدي الله يجب أن تلبس عليك من أفضل ملابسك ...إحتراما وتقديرا لخالقك فنحن نفعل ذلك في مقابلاتنا مع كبار القوم فكيف بالله عز وجل ?
والله أعلم

د. عمار عرب 09.05.2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق الى عمار عرب
ايدن حسين ( 2015 / 5 / 10 - 06:48 )

تحية طيبة
مقالة جميلة و مفيدة
لكنني لم افهم علاقة التالي

ومن أعظم الشهادات في القرآن والذي هو هدى ونور للمؤمنين قوله تعالى في سورة آل عمران ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )

بموضوع المقالة
و تقبل احترامي
..

اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل