الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (3).

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 5 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



ظنّ زميل عزيز بأن هدف هذه الإضاءات على السلوك الجمعي ألعربي والإسلامي (يشمل الاغلبية غير المُطلقة ) ، هو نقد للإسلام ، لكن بطريقة غير مباشرة(من نوع نقد الفكر الديني ).. ولهُ أن يظنَّ ذلك . لكنني أودُّ التأكيد على أن هذه الإضاءات هي محاولة لفهم السلوك العربي وما هي مصادره النفسية ، والأهم هل من "طريقة " لإصلاح السلوك وكيف ؟، أتمنى أن تكون هذه المحاولة موفقة ، لفهم أسباب التردي العربي .
وأود أيضا ، لفتَ النظر إلى أن "عوارض " إضطراب ما بعد الحدث الصادم كثيرة ومتعددة ، لتُحيط بشكل تام وواسع بكل العوارض المتنوعة عند هذا المصاب وذاك ، لكن هذه المقالات لا تنوي "إعطاء " القُراء محاضرة عن الموضوع ، وإنما تهدف الى إسقاط التغييرات الحاصلة بعد الصدمة على السلوك الجمعي . وهذه التغييرات تحصل على مستويين ، الأول على صعيد الإدراك والمشاعر ، وهو ما استعرضناه في مقالتنا السابقة ، والثاني على صعيد "التوتر ".والذي من عوارضه
-الغضب الشديد أو العُدوانية
- صعوبة في التركيز
- البقاء على "أهبة الإستعداد " .
- سلوكيات تحطيم الذات .
ولنُلاحظ كيف أن "الخطاب العربي " ، هو خطابٌ يحمل كل هذه العوارض .
نعم من الضروري بل والصحي أن يغضب العربي والمسلم على الأوضاع وعلى من تسبب بهذه المهانة للعربي والمسلم ، على الناس ، لكنه (أي المجتمع العربي والمسلم ) وبما أنه يعاني من الإضطراب ، يُوجّه "سهام " غضبه الكلامي على الغرب ، وكأن الغرب هو المسؤول الحصري عن وضع العرب المتدني ، وبأن الحكام والشعوب العربية يعملون ما في وسعهم بهدف تغيير واقعهم ، لكن الغرب لهم بالمرصاد . يا لهم من مساكين ..!!
إن القبول بمقولة "لا ينفع العرب سوى حُكم ديكتاتوري " ، وراجت هذه المقولة كثيرا إبان حكم صدام المجرم والسفاح .. وترددت ايضا مقولات "لا يصلحُ حال هذه الأمة ،إلا بالكرباج (كناية عن القوة ) " . هذه المقولات كانت تبريرا للظالم وإلغاء للعقل الجمعي . وعبرّت عن تقديس للعنف والعدوانية ، وعن رغبات مكبوتة .. رغبات بممارسة العنف والقمع .
العُدوانية الشديدة ضد المُخالف ،تبلغ أقصى تجلياتها الوحشية في العدوانية المُنفلتة ضد "الاقليات " القومية والدينية ، وضد "أهل الخلاف " السياسي والعقدي .
وأستذكرُ في هذا السياق مداخلةً لي ،القيتُها في لقاء يبحث جذور العنف المتفشي في المجتمع العربي ، وكانت مُداخلتي ساخرةً ، حيثُ قلتُ : حتى جرائم القتل في مجتمعنا هي مثلنا ، متخلفة ، غير حداثية وعبثية!! فهي لا ترغب في تحقيق شيء في المستقبل ، بل من أجل تحقيق اهداف ماضوية ، جريمة بلا هدف .. غسل العار ؟! وهل هناك عار أكبر منّا ؟! بينما الجريمة المعاصرة هي جريمة محددة الأهداف ، تهدف للاستيلاء على سوق تجارية مثلا ..!! حسم مُنافسة اقتصادية ..!!
لكن لا يعني هذا الحديث ولا بأي شكل من الأشكال ، إضفاء شرعية على الجريمة ، حداثية كانت أم ماضوية ..!!
العدوانية تجاه الذات وتدميرها (أنظر إلى الإحتراب الدموي في العالم العربي )، هي إنعكاس لِرُهاب الصدمة والحدث الصادم .
فنظريا ومن باب اولى أن يتم توجيه هذه "البطولات " ، نحو العدو والمسؤول عن الحدث الصادم ، ألا وهو الغرب الصليبي . (شخصيا لا أرى بأن الحل "لقضايا" العالم العربي ،هو حلٌ عسكري )، لكن من اجل التوضيح فقط ، نقول بأن هذه الشراسة على ارض المعارك ، لا يُمكنُ أن تظهر في ساحة معركة أخرى .
فالذي يعاني من الحدث الصادم ، كما اوردنا سابقا ، لا يرغب بتذكر الحدث الصادم او مكانه ، بل وينزعج ، يتوتر ويخاف من مجرد التذكير بالصدمة . لذا فهو عاجز عن التصدي للذي سبّب الصدمة .. وتنطبق عليه نفسيا ، المقولة : "أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ" .
وحينما يذكر أحدهم الصدمةَ أمامه ، تنتابه مشاعر الخوف ، الغضب والعدوانية تجاه الشخص الذي ذكرها ، لكن ليس تجاه مسببها .
يتبع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المتفضل اخي قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 11 - 07:34 )
محبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
ما اعرفه ان هناك نفس الفرد و نفس المجتمع سواء كان علم او تحليل
فهل صدمة الافراد من حدث معين متقاربة و تتجمع لتؤثر على المجتمع و لتكون هناك ردود افعال شخصية و مجتمعية لحادث واحد او صدمة واحدة
اكرر الشكر
و ننتظر التالي


2 - عزيزي الغالي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 11 - 10:54 )
تحياتي
أنا أحاول -قراءة- السلوك الجمعي من منظور -الصدمات - الكبيرة !!
سأحاول لاحقا في توضيح هذه الإشكالية

اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني