الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكمل ما بدأت به

ماريا خليفة

2015 / 5 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يركّز مجتمعنا على تحقيق الأهداف بشكل مبالغ به، لدرجة أنّ أيّ عمل غير منجز يعتبر مصدر تعاسة وخجل. لذلك نميل إلى تجنّب التفكير بمشاريعنا غير المكتملة، أو نشعر بذنب كبير لأننا لم ننه ما بدأناه.
يدبّ فينا حماس كبير وتبهرنا فكرة النجاح حين نبدأ مثلاً بتأليف كتاب أو بأخذ دروس في الغناء أو بممارسة التمارين تحضيراً لسباق الماراثون أو أي بداية أخرى لأي مشروع مهما كانت طبيعته. ولكن كلّما تعاظمت الأهداف، زادت صعوبة العمل، وزاد حجم الالتزام.

أحياناً يكون مقدار العمل الذي يتطلّبه تحقيق الهدف كبيراً جداً ما يؤدّي إلى نتيجة عكسية فيدخل المشروع في حالة جمود. وتصبح أحلام النجاح أشبه بصوت لا يكفّ عن تذكيرنا بأن علينا أن ننجز الأمور بطريقة مثاليّة أو لا ننجزها. ويبدو الوعد بتحقيق الحلم فجأة بعيداً، ونشعر بالكسل وبقلّة الحماس حين نفكّر بما نستطيع إنجازه لو علمنا بأية طريقة علينا أن نكمل الطريق نحو الهدف.
الأهمّ من ذلك أنّنا نريد جميعنا تجنّب الظهور بمظهر شخص ينسحب من مشروع قبل إنجازه. امنح نفسك بعض الوقت لتحليل طريقة مقاربتك للمهمّة الموكلة إليك. إذا أخذت وقتك لترى الصورة الشاملة، ستضع أهدافاً أكثر واقعيّة في ما يتعلّق بإنجاز الأمور، وعندها ستحقّق بصورة أسهل وأدقّ ما خطّطت للقيام به:
1. قم ببعض الأبحاث. فمن المؤكّد أنه ستعترض طريقك بعض التحديّات. تعلّم كيف واجهها الآخرون حين أرادوا تحقيق الأهداف نفسها. وكن أكثر واقعيّة في ما يتعلّق بنمط عملك وقدراتك، كيلا تشعر بفتور الهمّة وضعف الحماس. خطّط للوقت الذي يتباطأ فيه العمل. ماذا ستفعل حين تواجه التحديّات؟

2. لا بدّ أنك تتّبع سلوكاً نمطيّاً معيّناً. راقب الوقت الذي تبدأ فيه العمل، والوقت الذي تتوقّف فيه عن العمل وسبب الذي جعلك تتوقّف. هذه كلّها معلومات مهمّة، لذا فكّر بالمرّات السابقة التي توقّفت فيها عن العمل على مشاريعك، وحاول وضع خطّة لفترات الجمود هذه. لا تحكم على نفسك، بل ضع خططاً لمعالجة نقاط ضعفك. تذكّر أنّ السلبيّة عدوّك!

3. ركّز على الحاضر وتذكّر المقولة القديمة التي تؤكّد أنّ الأمور الجيّدة تستغرق وقتاً. يُستحسن أن تجزّئ هدفك إلى خطوات صغيرة تعمل على إنجازها الواحد تلو الآخر دون انقطاع. قرّر مثلاً أن تكتب لثلاث ساعات، أو أن تركض سبعة أميال، أو أن تضع مخططاً أوّليّاً لمشروعك. مهما كانت المهمّة، تصرّف بذكاء وحدّد الخطوات في إطار زمني قابل للإنجاز، ولا تكترث لنداء الأنا الذي يدفعك للقيام بالمزيد.

4. كن صادقاً بشأن دوافعك. إن لم ينبع الحافز من داخلك، سوف تستسلم بسهولة حين يصبح عملك أكثر صعوبة. عليك أن تكون واثقاً من صميم قلبك بأنك تشعر بالشغف لتحقيق النتائج، وأنّك مستعدّ تماماً للالتزام بالعمل. وقد يساعدك أيضاً أن تطلب من شخص ما أن يتابعك ويسألك عن الخطوات التي أنجزتها. فهذا يلزمك أكثر بتحمّل المسؤوليّة.
في النهاية، الوقت الذي نمضيه في هذه الحياة محدود، ولدينا ملايين الأفكار المذهلة. من المستحيل أن ننجزها جميعها. لهذا السبب من المفترض أن تواسينا فكرة اللانهاية. أحسن إلى نفسك وكن واقعياً حين تحدّد أهدافك لكي تبلغ نتائج مثمرة حين تبدأ بتحقيق مشروعك المقبل.
----------------------------------
لقد تعلّمت...
أن عليّ أن أسأل نفسي من وقت لآخر ما هي العلاقة بين ما أريد أن أحقّقه في حياتي وما أقوم به اليوم من أعمال.~ روبرت برولت
أن نصف الطريق إلى معرفة الهدف الذي تريد بلوغه هو أن تعرف ما عليك أن تتخلّى عنه لتحقيق هذا الهدف.~ سيدني هوارد
أن المرء الذي لا يعرف إلى أين يذهب فمن المرجّح أن يصل إلى مكان آخر لم يكن يريده.~ لورنس بيتر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة