الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راشد الغنوشي: أنموذج إسّلام سيّاسي مُعتدل

حسام كصاي

2015 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


راشد الغنوشي: أنموذج إسلام سياسي معتدل
هو رئيس حزب الهنضة الإسلامية (حزب الإخوان المسلمين في تونس), يحمل نزعة تسامحية أكثر مرونه من حركة الأخوان الأم (مصر) _ ونقصد حركة الإخوان القطبية وليس البنوية _؛ وهو واحد من رجال الدين العرب الذين يتسمون بالمرونه في التعامل مع الأخر السياسي أو الفكري المختلف, وكانت من أبرز طروحاته في شأن جماعات الإسلام السياسي أو الحركات الإسلامية إنه اهتم بقضايا تجديد الفكر الإسلامي وإعادة صياغة خطابه الديني، ومعالجة القضايا التي تواجه الفكر الإسلامي، والتحديات التي تعرقل مسيرة النهضة والإصلاح الديني، وأهتم بمسألة الشورى كثيراً, واعطى لها حيزاً من كتاباته؛ وعلاقتها بالديمقراطية وقدم لها مقاربات فكرية وافرة.
ورأى إن الشورى أصل من أصول الدين ومقتضى من مقتضيات الاستخلاف, أي أيلولة السلطة الربّانية إلى العباد, ومن ثم كانت الشورى العمود الفقري في سلطان الأمة, ونهوضها بأمانة الحكم فلا مناص لنهضة العرب والمسلمين من دونها كونها اساس الحياة, وان الديمقراطية تقدم افضل آلية أو جهاز للحكم يمكن للمواطنين إستعماله في ممارسة الحريات الاساسية ومنها الحريات السياسية , ويرى ان هناك مقاربات بين الشورى والديمقراطية, وإن الإسلام يقبل بكثير من شروط وقيم الديمقراطية.
أي إنه عول على نهضة الأمة العربية شرط الألتزام بمعايير الشورى, وهذه هي ملخص فكرته الإصلاحية, لكنه يعد من الزعماء الإصلاحيين الذين أعلنو صراحة بعدم إمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية, وأوضح ذلك في عدم الرغبة في تطبيق الشريعة في تونس, قناعة منه بصعوبة الأخذ بها كسياسة وتوجه ونظام حكم, إذ "لم تكن هناك قاعدة عريضة بحجم الأغلبية, مؤمنة بالشريعة, فأن أي محاولة لتطبيقها لن تكون ناجحة وستنتهي إلى الفشل وتكون لها انعكاساتها السيئة على الدعوة الإسلامية" وبالوقت ذاته فقد رفض الغنوشي الأستبداد والدكتاتورية علمانية كانت أم دينية .
في النهاية مَثّل الشيخ الغنوشي إنمْوذج إسلام سياسي معتدل، أكثر تأخي وتسامح ، وسطي شافعي، بل يمكن أعتباره مدرسة إسلامية سياسية معتدلة تمتاز حركية ديناميكية عالية ومرونة فائقة في التعاطي مع كل متغيرات فقه الواقع؛ ليُشكل بالتالي منهاجاً اعتدالياً وسطياً, يمكن أن يُحتذى به, على الأقل قياساً بالتطرّف الديني (الذي تديره الحركات الإسلامية الراديكالية) والذي يفتك بالعرب طولاً وعرضاً، لتمزق قيم الإسلام بأداة ووسيلة تُدعى إسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راشد الغنوشي ضحية التطرف العلمانوي
عبد الله اغونان ( 2015 / 5 / 12 - 19:14 )

حركة النهضة كان متوقعا فوزها في الانتخابات السابقة وعرف كرجل زاهد في الحكم

اذ لم يتول منصبا ولم يحرص على الرئاسة رغم أنه يستحقها بتوكيل شعبي وتعاون مع المرزوقي

لكن مؤيدي بنعلي ومن ورثوه لم يتقبلوا فوزاسلامي وهذه ظاهرة عربية في المغرب والجزائر وتونس ومصر وفلسطين وغيرها هناك نزعة رفض الدمقراطية ونتائجهاا

ومع كل التامر واجهاض تجربة النهضة والصاق تهمة بعض الاغتيالات بها بدعوى القصور أو التواطئ فانه صبر وحاول تقديم نوع من التنازل وأعيدت الانتخابات ومع ذلك حلت النهضة في الرتبة الثانية
التاريخ سيبين من يستطيع فعلا أن يحدث تغييرا حقيقيا

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال