الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين العميد الركن احمد عسيري وضباط الدمج

احمد حسن العطية

2015 / 5 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الشعوب الحية والحكومات العاقلة تُقدم رجالها الأفذاذ والعقلاء ليصيروا عناوين لدولِهم وحكوماتهم وهكذا الأمر في المملكة العربية السعودية التي قدمت العميد الركن الطيار احمد العسيري ناطقا باسم عمليتاها العسكرية ضد اليمن وهنا لا أريد أن أخوض في شرعية أو عدم شرعية عمليات السعودية على اليمن لان الذي يهمُني هو المقارنة بين العقلية السعودية البدوية التي قدمت العسيري ناطقا باسم عاصفة الحزم وبين حكومتنا الرشيدة التي تمتلك ثلاثين مليون ناطق باسم عمليات حروبها ضد داعش .
العميد الركن الطيار احمد حسن عسيري مستشار وزير الدفاع في السعودية والمتحدث الرسمي باسم عاصفة الحزم وهو الأول على دفعته عام 1989 من كلية ( سان سير ) الفرنسية التي أنشأها نابليون بونابرت عام 1802 والتي شعارها ( يتعلمون للنصر ) والتي تخرج منها الجنرال شارل ديغول الرئيس الفرنسي ، وأمير موناكو لويس الثاني ، والعسيري حاصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية ، بالإضافة إلى انه حاصل على البكالوريوس في التاريخ من جامعة السربون وبكالوريوس في العلاقات الدولية ، يتحدث اللغة الانكليزية بطلاقة والفرنسية بطلاقة وهذا مالا حظه متابعي أخبار الحرب في اليمن حيث يجيب على أسئلة الصحفيين والإعلاميين بالانكليزية والفرنسية بالإضافة إلى لغة عربية بليغة تخلو من اللحن والتلكؤ ، فهو يتحدث باسم تحالف دولي من أكثر من عشر دول واستطاع أن يدير الحرب الإعلامية بكل براعة وهذا يدل على تأهيل عالي المستوى في مختلف الصنوف العسكرية فهو قد تخرج من دورات عديدة أهمها دورات الحرب في الجيش الأمريكي ودورات متقدمة في الدفاع الجوي ودورات الحروب الالكترونية الحديثة ، بالإضافة إلى خلفيته كمُعلم في كلية الأركان السعودية وجناح الحرب في الكلية العسكرية ، والعسيري قد تدرج في العمل القيادي وبحرفية وكفاءة عالية مكنته من تسنُم منصبه الحالي كمدير لإدارة الاستشارات العسكرية في مكتب وزير الدفاع السعودي ، يعني الرجل ( جابها بزوده ) ودرس وتَدرج ( مو دمج أو كلك ) مثل جماعتنا فالناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن عام 2007 كان برتبة ملازم أول في المرور وظهر عام 2012 برتبة عميد ثم تم إضافة كلمة دكتور بعد كلمة عميد ولا نعرف كيف ، ويبدو إن الانتساب إلى حزب الدعوة يحرق المراحل ويطوي الرتب طيا فمن ملازم أول إلى عميد خلال خمسة سنوات ( هذا انجاز ) ( عشيرة العسيري كلها والمملكة العربية السعودية ما بيها هيج انجاز لا بل العالم كله لا يحوي هكذا انجازات ) وهذا يُحسب لحكومتنا الرشيدة التي أضاعت المهنية ودمرت الحرفية في كل مفاصل الدولة والمجتمع .
الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن كان يطلق اسم ( رجلي المفضل ) على( محمد سعيد الصحاف ) الذي يعتبره أدار المعركة الإعلامية أثناء حرب احتلال العراق بمنتهى البراعة فالجيوش الأمريكية دخلت بغداد والصحاف يُصرح إن الجيش العراقي قد دمر الغزاة وقتل الجنود الأمريكان ويبشر بالنصر على أمريكا وهو ينطلق في عمله من قاعدة إن ( الإعلام هو نصف المعركة ) .
داعش استطاعت أن تدخل الأرض العراقية بالإعلام وسقطت محافظات العراق بالإعلام ونحن لحد الآن نعتمد على أناس لا علاقة لهم بالإعلام والمهنية من بعيد أو قريب مما جرنا ويجرنا إلى خسارة مستمرة ونخوض حروبا ضروس وتذهب دماء شهدائنا هدرا والناطق باسم معاركنا التي لا تنتهي لا يعرف ( الجُك من البُك ) ، حتى وصل الأمر إلى إن الشعب العراقي المبتلى بالناطقين من كل حدب وصوب أطلق على الناطق باسم عمليات بغداد السابق اسم كذاب بغداد .
ثم إنني لاحظت انه منذ بداية الأعمال العسكرية السعودية على اليمن ولحد اللحظة عدم ظهور أي شخصية عدا العميد الركن عسيري يتحدث عن الحرب والعمليات وحتى وزير الدفاع السعودي المختص بالموضوع لم يُسجل له أي ظهور في الإعلام وهو يتحدث عن المعركة وتفاصيلها والعمليات والخطط والإستراتيجية بعكس جماعتنا( قادة وضباط العراق الجديد ) بل تعدى الأمر إلى انه حتى الجندي العادي أصبح يظهر على وسائل الإعلام ويشرح الخطط العسكرية التي يعتمدها الجيش العراقي في حربه ضد داعش والأدهى والأمَر هو ظهور شخصيات مدنية سياسية لا علاقة لها بالأمور العسكرية على وسائل الإعلام وهي تتحدث وتشرح عن الخطط والعمليات العسكرية وهذا ما سبب انهيار عامل المباغتة في حرب العراق ضد داعش مما أدى إلى دماء كثيرة جديدة سببتها السياسات الرعناء والبليدة والغبية لأعضاء من الحكومة العراقية والجيش العراقي الذي يقوده ضباط الدمج .
اكتب إخوتي وأقارن بينهم وبيننا والغصة تعتصر قلبي فهم ليسوا أكفء منا ولا أرجَل منا ولا أذكى منا ولكن الله بلانا بحكومة ( كَلَك ) حولت كل شيء في العراق إلى ( كَلَك ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعجب
حمورابي سعيد ( 2015 / 5 / 13 - 18:19 )
اخي احمد...لا تتعجب من الواقع الحالي في العراق, تصور ان مواطنا من اهل الناصرية قسم بالله ثلاثا ان عقيدا في شرطة المدينة لا يعرف القراءة او الكتابة. خوش شرطة مال لكو .تحياتي


2 - هذا ما جاء به العراق الديمقراطي
رائد الحواري ( 2015 / 5 / 14 - 18:40 )
على هذه الشاكلة يتم الانتقال من العراق في زمن (الديكتاتورية) الى العراق الحر والديمقراطي!

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah