الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشخيص واقعنا والعلاج

طاهر مسلم البكاء

2015 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس هناك اكثر مما قيل وكتب حول واقع العرب اولا ً كأمة تجمعها خصائص وصفات واهداف قلما توفرت لأمم الأرض ،وثانيا ً لما توفرت لها من فرص الألتقاء بوجود التهديد من عدو مشترك وتوفر الأمكانيات البشرية والمادية العملاقة ،غير ان المفارقة أنها تعيش أسوء حالاتها ،ولاأمل قريب بنهوضها .
التشخيص :
من اهم مراحل العلاج هو تشخيص العلة ،فالمريض الذي يقابل طبيب يفشل في تشخيص مرضه سيتجرع مرارة انواع الأدوية دون ان ينال الشفاء ،ولذا فمن اولى المهام هو الأستمكان الدقيق للأسباب التي تؤدي بنا كعرب مسلمون الى الموت البطئ ،وبموجز هي :
1- موقفنا من الماضي وتحجرنا على قوالب قد تكون ابعد ماتكون عن الواقع ،اختطها الوهم في عقولنا وعبدّها اعدائنا ليستمر مسيرنا عليها ميسرا ً الى مالانهاية من الضعف والذل والخيبة .
2- لننتبه الى ان الغرب الذي تبهرنا اليوم طرائق معيشته في الحياة وحسن استخدامه للعقل ،لم يقفز الى هذا الحال بخطوة واحدة بل مر بأشد الظلامات والحروب حتى وصل الى ماهو عليه فقد مر بحروب ابادة وحشية و محاكم التفتيش وقهر ديني وفكري وكبت للحريات وعاش صور الأستعمار بأشكالها المختلفة .
لذا من الخطأ ان نتجه لتتبع مسارات ثابتة مقولبة لأنها نجحت في مكان ما من العالم ان علينا ان نرسم خصوصيتنا للزمن الحاضر مع الأخذ بماهو ايجابي في تراثنا وترك ما اولد الفرقة والتقزم بيننا .
3- ان تعاملنا مع الحضارة العربية هو تعامل سلبي حيث ان هذا لم يجلب لنا سوى كراهية بعضنا ،وعزز صور التفرقة المذهبية والطائفية ،بينما كان يمكن ان نتقبل الرأي الآخر كما نريد من الآخرين تقبل افكارنا وهذا هو التلاقح الفكري الذي يغني حياتنا ويوسع مداركنا نحو الأخطار الأستراتيجية التي تهدد الجميع .
ويدخل في هذا الجانب صعوبة الأتفاق على اهدافات وممارس عديدة في حياتنا ،وبالتالي اللجوء الى نظرة وتوجهات دينية صارمة ما انزل الله بها من سلطان فمثلا لاتزال العديد من عناصر الثقافة العامة موضع جدل ، حيث ان الوقوع تحت سلطة الأفتاء اوقف الزمن واوجد التحجر وابعدنا بالكامل عن الحياة والتفكير بالمستقبل بعلمية وواقعية .
4- اثبت واقعنا أنه بيئة غير صالحة ،لايولد ولاينمو فيها شيئا من الأبداع ولايشجع عليه، حيث ان من أهم متطلبات الأبداع :
- عطاء خيال واسع بعيد عن القيود الجاهزة المقولبة .
- عقل مفتوحة له الأفاق ومتوفره الخيارات .
- ارادة قوية مستقلة تملك الأختيار، وقادرة على إيتاء الفعل ،
وكل هذا غير متوفرفي واقعنا الحالي
ان من يبدع عندنا ويتمكن من النهوض لايعتبر سياق وطريق ثابت بل هو الشواذ من القاعدة ، وبالتالي فأن حالات الأبداع هي حالات خاصة تكون قد كافحت للتغلب على العديد من الموانع مثل التهميش والقمع والأقصاء ومناصبة العداء وتجريم المبدعين ..فمجتمعاتنا ومؤسساتنا على اختلافها لاتقبل الخروج عن المألوف ،وبالتالي يموت الأبداع في دولنا لعدم توفر البيئة المناسبة ولكن مواطنينا عندما يعيشون في الغرب حيث تتوفر لهم الظروف الملائمة فانهم يبدعون كأفضل ما يمكن ويبرز الكثير منهم في مختلف المجالات .
5- لم نحترم العلم رغم اننا نرى بأم أعيننا كيف حمل العلم الأمم المتمدنة المتقدمة اليوم الى مراتب راقية و تأخرنا في السباق العلمي ،فنحن اليوم في عداد العالم المتخلف ، واثبتت الأحداث بدون جدال ان القوة والرفاه لايتوفران بدون العلم حتى مع توفر الثروات ،لقد وجدنا انفسنا نتجادل حول امور لاتوفر لنا التقدم في الحياة، ولاتعطينا لاالحاضر ولا المستقبل وتركنا الأمور المهمة التي انتبه اليها العالم وهيأ لها سبل التقدم المتواصل والتنافس الشريف نحو القوة ابدا ،اما نحن فنحو الفرقة والضعف والفقروالتخلف باستمرار ،والأسوء من ذلك اننا سائرون بقوة في هذا الأتجاه ولايبدو في الأفق القريب ان هناك رجعة ومحاسبة مع الذات .
6- غياب الأهداف :
ان من اسمى غايات الفكر الخلاق على اختلاف العصور ،هو السيطرة على ما حولنا من طبيعة مجبرين على العيش وسطها
والأعمار المنتج المخطط له ، والوصول بالعلاقات الأنسانية الى اسمى الغايات مما اتفق بنو البشر عليه من البناء المفيد والحرية والتسامح وقبول الآخر والعدل واحترام القانون والحقوق العامة .
ان الفكر الغير المنتج هوفكر فوضوي لافائدة منه ، وهناك احتمالان فاما ان يكون العيب في الفكر فهو سفسطة و نتاج لافائدة حياتية فيه ، او يكون الأصغاء معدوم مع وجود الفكر المنطقي متداول بيننا دون ان نلتفت اليه أو مكدس دون ان نزيح عنه الغبار ،وعلينا ان ندرك وبسرعة الطريقة المثلى التي تيسر لنا نيل اهدافنا الكبرى وتحقيقها ،ونعي الطريق المظل الذي نحن فيه سائرون .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين المصداقية ؟
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 5 / 14 - 08:48 )
انت تقول :
(الوصول بالعلاقات الانسانية الى أسمى الغايات مما اتفق بنو البشر عليه من البناء المفيد والتسامح وقبول الاخر والعدل واحترام القانون والحريات العامة.)

تعليق.

أين المصداقية فيما تكتب ؟
لأنك كاتب تدافع عن الاسلام،
وتكتب مقالات عن الإعجاز العلمي في القران
لغرض تحقيق هذه الأهداف السامية، احترام حقوق الانسان، وحرية التعبير، يجب اولا ً،
إلغاء جميع القوانين التعسفية التي لاتحترم الاخر وتنتهك حرماته وتحوله الى مواطن من الدرجة الثانية وإذلاله ثم قتله او تهجيره،

هذه القوانين التعسفية هي ماتتضمنه مادة الشريعة الاسلامية، وهي المصدر الأساسي للتشريع في جميع الدول الإرهابية ( الاسلامية )

فإذا كنت صادقا ً مع نفسك فيما تزعم في طرح مباديء إنسانية لرقي الدول الاسلامية، فعليك المطالبة برفع هذه المادة القانونية، مادة الشريعة الاسلامية،التي أدت الى انتاج داعش وجبهة النصرة وحماس وعصائب أهل الحق وغيرها من المسميات لعصابات إسلامية هدفها تطبيق الشريعة الإرهابية ( الاسلامية) بحق الشعوب الغير إسلامية.


2 - لماذا نتصرف كالنعامة؟
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 5 / 15 - 20:53 )
يااخي لماذا نبقى نتصرف كالنعامة ،الملايين من الشرفاء وعلى مساحات واسعة من العالم يدركون جيدا ان داعش والمنظمات الأرهابية الأخرى ،هي بعيدة كل البعد عن الأسلام وتعاليمه السمحاء، وهي صنيع امريكي غربي صهيوني ودعمها المالي من الدول الوهابية في الخليج التي تنفعل امريكيا ً وتقاد قود البعير ،وقد تلاقحت الأفكار الوهابية مع الأفكار الصهيونية لتدمير الدول العربية الفاعلة وتقزيمها لغرض تحقيق بروز دويلة الصهاينة وتعملقها ..للننظر الى من هو الذي يتعرض اليوم للتدمير والهجوم من داعش وأخواتها ؟ .. أليس هي دول العرب والمسلمون فيها ؟ ،ان كل ما يواجهه الأسلام والمسلمين اليوم هو بسبب الأنتشار السريع والواسع للأسلام وخاصة في الغرب ( ويجب ان نفرق بين الأسلام كفكر وديانة سماوية وبين حكومات ودول الأسلام الموجودة اليوم ). سواء دخل الأسلام الدول التي انتشرفيها مع المحاربين ام بدونهم فأنه ما كان يمكن ان يتملك قلوب اهلها لولا مبادئه السمحاء التي كانت


3 - لماذا نتصرف كالنعامة 2
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 5 / 15 - 21:11 )
تدعو الى الفضائل ونبذ العنف والفساد والظلم والتسلط ،و أن أكبر دولة أسلامية من حيث عدد السكان في عالمنا الحالي ، هي أندنوسيا وهي لم يدخلها المحاربون الأسلاميون أطلاقا ً ، كما أن الأنتشار الواسع للدين الحنيف في أوربا ودول العالم الأخرى بعد تطور الأتصال والتنوير ،لم يجري لابسيف ولابرمح فليس هناك دولة اسلامية قادرة على غزو العالم اليوم بل بالعكس فأن دول الأسلام كانت هدفا ًللغزو والتخريب ،ولكن الأسلام بما يملك من تعاليم سامية تخلل النفوس رغم ما أعد له من أعلام مضاد . يقول الرسول محمد بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ،ومن هنا فقد دعا الأسلام الى الأيمان بكل الأنبياء والرسل ،و الى فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق ،واعطى المرأة المكانة اللائقة قبل 1400سنة ،يرى الأسلام ان الأصل فيه هو الخير مثلما ان الأصل في الأرض هو الطهارة ،ومن هنا فأن الأصل في علاقة المسلم مع المسلم أو غير المسلم هو المودة والسلام ،والدليل الملايين من غير المسلمين التي عاشت في بلاد الأسلام


4 - لماذا نتصرف كالنعامة 3
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 5 / 15 - 21:13 )
بأمان وحرية لمئات السنين قبل ظهور داعش واخواتها ، ( وأدخلوا في السلم كافة ) ، وقد منع الأسلام حروب العصبية الدينية ( لااكراه في الدين ) ورفض حروب التشفي والأنتقام ، ( تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لايريدون علوا ً في الأرض ولا فسادا ً) الأسلام يقول :
(مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) .ياأخي انظر الى الحركات الغريبة التي تظهر في الغرب فتحارب المسيحيين بأدعاء المسيحية وقس على ذلك ، يقول العالم الروسي ( اولغ اناتولفيج بلاتونوف ) :
ذهب الماسونيون الأمريكان إلى تصرفات متطرفة، فشرعوا بخطة لإعادة كتابة (الكتاب المقدس), حيث اشرف المزورون الماسونيون من أعضاء المحافل الماسونية على اختصار الإنجيل ورفعوا عنه جميع ما - لا يناسب!- اليهود وكل ما هو ضد الشيطان, ويمكن الحصول على هذه النسخة الجديدة - المزورة- من الإنجيل التي تظهر عليها رموز وإشارات الماسونيين


5 - لماذا نتصرف كالنعامة 4
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 5 / 15 - 21:16 )
كالاهليج الماسوني ونجمة داود في محلات بيع الكتب العائدة للماسونيين . كما يعيش المسيحيون الكاثوليك في الولايات المتحدة في أجواء من الملاحقة والاضطهاد , فليس بوسعهم مثلا الاحتجاج على الممارسات اللا أخلاقية للشاذين واللوطيين الذين يتكاثرون كالفطر في الولايات المتحدة, لان قوانين أمريكا اليهودية – الماسونية تضمن لهم حرية ممارسة تصرفاتهم الشاذة , ووفق هذه القوانين فان كل من يعترض على ممارساتهم يضع نفسه عرضة للسجن والملاحقة.

اخر الافلام

.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8


.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟




.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت