الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع الكردي المؤجل في شرق كردستان

فلك محمد

2015 / 5 / 14
القضية الكردية



في كردستان إيران، وفي ساحة جار جرا (القناديل الاربعة) أعدم مؤسس "جمهورية مهاباد" القاضي محمد ورفاقه.
رفعت المهابادية "فريناز" الغبار عن القناديل الأربعة في التاريخ الكردي لتعيد الى الذاكرة العلاقات الكردية – الفارسية في إيران.
اختارت "فريناز" الانتحار على أن يغتصبها رجل امن ايراني تسلل من عمامة السلطة الدينية في إيران. رمت بجسدها من الطابق الرابع لفندق وسط المدينة الكردستانية، ومع إيقاع اصطدام صدى جسدها بالأرض انطلقت الجماهير الكردية في مسيرات احتجاج وكأنهم كانوا في انتظار الحدث الذي أطلق شرارة الحركة الاحتجاجية ضد النظام الملالي .
بين داخل كردستاني وخارج إقليمي ودولي، لم تتوفر الشروط الذاتية والموضوعية لاستمرار وتطوير الحركة الاحتجاجية لتبقى في ذات حجمها ومساحتها لأسباب متعلقة بغياب أو ضعف الحزب المنظم والقائد للجماهير الكردية في كردستان إيران إضافة الى عدم تفاعل المعارضة الإيرانية ودعمها للحركة الاحتجاجية.
العامل الكردي في بقية أجزاء كردستان (جنوب – شمال – روج افاي كردستان ) هو مزيج من عامل إقليمي بحكم عامل التقسيم الذي شهدته كردستان، وعامل داخلي بحكم اشتراك الكورد في كافة أجزاءه الاربع بقضية التحرر القومي التي تجمعهم ..
الموقف الكردي لم يكن بمستوى الجرح، ولم يرتقي الى مستوى الحدث، مواقف خجولة ومتذبذبة تجاه انتفاضة عفوية وخالية من اي طابع حزبي او طائفي او فئوي، لم يتوحد الكرد كما وحدتهم كوباني فاختلف الكرد بمواقف يمكن وصفه بشكل عام الفرق بين السيء والاسوأ.
لم يستمعوا لصرخة فريناز ووجعها ، ولم يشاهدوا جسدها الذي تهاوى من شرفة الفندق وصرختها " وهي تقول كفى، توحدوا لست الاولى ولن اكون الأخيرة".
أحزاب جنوب كردستان لم تخرج حتى ببيان استنكار ناهيك عن حكومة الإقليم التي اخفت وجهها خلف عمائم طهران .
الاتحاد الوطني الكردستاني ونتيجة لارتباطها الجيو سياسي مع إيران كان بعيدا عن الحدث حتى اعلامه كان في حده الادنى، الديمقراطي الكردستاني ورغم اختلافه الشديد مع نظام الملالي والاتحاد الوطني مقابل علاقته الوثيقة مع انقرة التي تدعي ظاهريا عداوتها مع إيران لم يكن موقفه بأفضل من نظيره، فانشغل الحزب بإعادة تنصيب رئيس للإقليم ونوع النظام وتكرار حديثه عن اعلان دولة كردية.
"ب ك ك " و "ب ي د" اللذين كانتا الاكثر التزاما تجاه الحركة الاحتجاجية لكرد شرق كردستان الا ان حراكهم السياسي والجماهيري لم يكن بالمستوى المطلوب.
لم تقف آمد التي خرجت عن بكرة أبيها من أجل كوباني مع مهاباد كما كان الجميع يتوقع، لانشغال حزب السلام و الديمقراطية (الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني) بالمنافسة الحادة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التركية ليتجاوز عتبة الـ 10%.
غرب كردستان ونتيجة للروح الثورية فيها تضامنوا مع انتفاضة اخوتهم ولبوا النداء رغم جراحهم التي لم تضمد بعد وانشغالهم في بناء ما خلفه الارهاب الداعشي من دمار ناهيك عن ملاحم مقاوماتهم لجميع أنواع الدواعش في غرب كردستان .
الغرب الرسمالي الذي يعيش حالة ضياع استراتيجي بالتعامل مع ملف السلاح النووي الإيراني فضل الوقوف متفرجاً. الدول العربية وبالأخص الخليجية منها والتي التي تجعل من حادث سير عابرة الى ملف عملية اغتيال شيعية لسنة إيران لم تتحرك لرغم ان كرد ايران هم من أهل السنة والسبب لا يحتاج الى تفسير غير عنصرية حكام دول العربية وممالكها ومشايخها تجاه الكورد وحقوقهم .
ارض مهاباد لاتزال تحتفظ بذاك العبق الذي خرج من جسد " فريناز"، وإن تراجع صوت الاحتجاج الكردي في شرق كردسان لكنها ستعيد للكورد في الجزء الشرقي من كردستان ذاكرتهم الثورية ، القادم من الايام ستكون حبلى بحركة احتجاجية أعنف وأشمل ذلك لان الشرق يمثل لغزاً ثوريا لا يمكن فك طلاسمه بسهولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -سجن إيفين-.. حقائق عن معقل التعذيب في إيران


.. ماذا عن موقع الأقليات في مستقبل سوريا؟




.. تونس: المفوضية الأوروبية تعتزم وضع شروط صارمة لاحترام حقوق ا


.. أدوات التعذيب في سجون الأسد




.. رئيس إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع: لن نعفو عن المتورطي