الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من فقه التمدن ... ( للذين يقلدون ولايفهمون معنى التقليد !؟ )

ذياب مهدي محسن

2015 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" ما وجدت احداً من العالمين يتعصب لشيء من الأشياء ، الا عن علة تحتمل تمويه الجُهلاء أو حجة تليط بعقول السفهاء ... الأمام علي "
( أن التقليد عصا العميان ... أبن رشد )
مخطوط ينتظر الطبع والنشر ...
الرسل والأنبياء بشر من البشر ، عصمهم الله في تحمل الرسالة وتبليغها ، فلا ينسون شيئاً ، ولا ينقصون شيئاً ، وبذلك يصل الوحي الذي أنزله الله إلى الذين أرسلوا إليهم كاملاً وافياً ، كما أراده الله جلّ وعلا ، وهذه العصمة لا تلازمهم في كلّ أمورهم فقد تقع منهم المخالفة الصغيرة ، بحكم كونهم بشراً ، ولكنّ رحمة الله تتداركهم ، فينبههم الله إلى خطئهم ، ويوفقهم للتوبة والأوبة إليه ، ولقد جاء عن النبي (ص) " أنا نبيكم في أمور دينكم وأما أمور دنياكم فأنا وآياكم فيها سواء " .
نعم الأنبياء والرسل يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم ، بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم ، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا ولنتحدث بمنأى عن هالة التقديس التي تحاط بذكر مشايخ وعلماء ومراجع ورجال الدين ، بما لا يتناسب مع بشريتهم التي تؤكد بالبرهان الساطع، والواقع الواضح والناصع ترجمان المعنى، مصداقا لقول شرع أكد أن كل ابن آدم خطاء، ولو كان الوضع آخر، وغدا البشر بسمت الملائكة لذهب الله بهم، وجاء بآخرين يخطئون ثم يستغفرون ويتوبون . نعم أنبياء ورسل أخطأوا وأصابوا، ومن أخطائهم تعلموا ثم استغفروا وتابوا، وما التقديس ورفع الزلة إلا عن وحي ربهم الذي نقلوه، وأُملي عليهم فقالوه . اذن العقل سيد الاحكام قبل النص والاديان وهو خطاء ايضا الا ما رحم ربي .
الأنبياء والرسل ما كانوا ملائكة بل بشراً رسلاً اصطفاهم، ولهم أخطاء كباقي البشر فيما يتصرفون به من تلقاء أنفسهم، والدلائل كثير " فموسى قتل خطأً، ونوح دعا على قومه، والآيات الكريمة في قول الحق تعالى: (عبس وتولى ) نزلت لتعاتب نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" على تصرفه مع الأعمى ابن أم مكتوم وتشاغله عنه بصناديد قريش " . وليس من العدل الأخذ بفهم من يعتقد أن التشريع والدين بقوالب جامدة ، ولابد أن يؤخذ بالعين الحمراء ، ولا خلاف بين أصحابه من أهل الذكر ولا يراجع ، لاسيما فيما يخص أمور القياس والإفتاء ، وما خلا أحكام التشريع وثوابته التي فصلها كتاب وسنة وأشبعاها تفسيرا . إذ أن هناك من ينظر ( للمرجع اولشيخ او من يلقب نفسه عالم دينيا او من رجاله ) بالعقل ؛ للذي يصدر حكماً منهم ، ثم يراجع فيه أو يصححه بنظرة ريبة وشك في إفتائه، ويصنفه ضمن فئة " تمييع الدين" أو يقال مارق من شرع المشرعين ، وهناك من يقول عن شيخ علامة ؟ إن اعترف على الملأ أنه أفتى في أمر وبعد التدقيق والقراءة فيه وجد نصوصا كثيرة تؤكد أن به سعة فرجع عن الحكم المطلق .... هؤلاء يصرون على البقاء رهن نظرية القطيع حتى والدين ذاته من جعل الخلاف رحمة بهم ، الأزمان بعلاماتها الأخروية ستشهد عهد تشعبات وفرق، وينسون حين زلة أو مخالفة لقول شيخ اوعالم او مرجع ديني كلماتهم وقناعاتهم في كون " لحوم علماء الدين مسمومة " .
كتاب الله تعالى آيات منه نسخت أخرى، وتدرج في فرض الأحكام ، والنبي (ص) سكت عن أمور وترك أخرى وهو يطيقها كي لا يشق على الأمة، فما دون الكتاب والسنة أولى بالمراجعة والتعديل والتصويب متى لزم الأمر، ولكن رجال التشريع وممثليه الأحرى بهم تطبيق الحكمة القائلة ( كلما كبرت السنبلة انحنت ، وكلما ازداد علم العالم تواضع ) فمن التواضع الجم ، والحكمة والكياسة ، والأدب مع الله ، والأتباع لسنة نبيه تصويب ما ثبت زوره أو عدم دقته ، والتدقيق بمنطوق ألسنتهم والرجوع في دارٍ بها خط رجعة ، وبين نزر يسير من الناس قياساً بيوم لا وقت ولا مقام للتراجع فيه وعلى رؤوس الخلائق أجمعين ، حين يأتي لا يحمل وزر الكلمة وحدها بل ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، والدين لا ينفع فيه مكابرة ، ولا سطوة أخذ العزة بالإثم لخاطر كبرياء ، أو لوجل من سوء الظنون البشرية ، والخوف من ردود أفعال لا منطقية وبالمقابل لا يصلح التشفي والقسوة بمن أخطأ وهو التأكيد بحكم بشريته وليس لجهله ، فليس بين ظهرانينا من هو بمنزلة وعلم ومكانة رفيقي وصديقي علي بن فاطمة بنت أسد الذي علمني ان العقل هو الاول في الحياة الذي سُئل عن معنى القرآن فقال : كلام مسطور مابين دفتي كتاب فأستنطقوه ... صدق أبن أبي طالب وصدق . وهو ايضا من الخطائين !؟ .... نعم لأنهم بشر ممن خلق يخطئون وما ارتفعوا إلا بالعلم والتفقه بالدين والعمل بأحكامه والقياس عليها ، والعقل علم بحره واسع ولو أفنى الإنسان عمره في طلبه ، والدين دقيق ومتشعب ، لذا إما أن يكون حجة لحامله أو حجة عليه ويجب أن يراعي فيه قبل العباد رب العباد .
هذه الرسالة العملية ( من فقه التمدن ) ليست لها علاقة بالتدين او المتديين انها للعقل زينه فهي ثقافة عامة عقلائية وآراء خاصة تحتمل الخطء والصواب ... لكنها حصلت على صلاحية العمل فيها من قبل العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله رحمة الله عليه ... رأي شخصي ... قرنفلاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف


.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على




.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم




.. 137-An-Nisa