الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاجعة العري و لذته

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 5 / 16
المجتمع المدني


لا يوجد جسد سلعة. الجسد الإنساني روح أي كينونة. الأنثى الجميلة التي تراها في مجلات الموديلات. أليست إرادة قررت امتهان هذا العمل أي تصوير جسدها مقابل مال. هل أن أي أنثى جميلة تـقوم بذلك؟ طبعا لا. إذن فهنا توجد إرادة و الإرادة إنسانية. انها تعشق جمالها و لكنه في نفس الوقت ليس جمالها فقط و انما هو جمال انساني عام. هناك احساس دائم بالكلية.
أي عمل يقوم به الإنسان هو نتيجة رغبة داخـلية و كل عمل فيه مقابل مالي فآي وجاهة في نعت هذا الجسد بالسلعة؟ أنت تـشتغل مدرس فلسفة و بمنطق السلعة فانـك تبيع الكلمات و الأفكار بالمال فهل يمكنك وصف تلك الأفكار و الكلمات بالسلعة أيضا؟ إذا جاز الأمر فما أتعـس أن تـتحـول الكلمات إلى سلعة؟ السياسي الذي يرشح نـفسه للانتخابات ألا يعـرض نفسه كسلعة يـريد بـيعها في سوق الانتخابات؟ ما الفرق بينه و بين من تسميها الجسد السلعة؟ أردت أن أقول أن استعمال مفهوم السلعة يمتد إلى جل الأعمال التي يقوم بها الإنسان و ليس ممثلة البورنو فـقط مثلا.. و التي هي بدورها تعشق ممارسة الجنس فنيا و تعشق رؤية نفسها بعد ذلك و هي تمارس الجنس اضافة الى المال طبعا.. فكلمة السلعة للاستهلاك الاخلاقوي الاحتـقاري العـلمانوي فقط بينما كل عمل انساني هو رغبة و افادة للذات و للاخرين..
لكن إذا اقرينا بان كل عمل يستلزم أجرا ماليا من ناحية، و كل عمل هو نتاج رغبة داخلية فان المفهوم يتغير.. و لكن دوما في كل ما يتعلق بالمرأة و الجسد الأنـثوي نـذهب مباشرة إلى كلمة "العاهرة" التي نعبر عنها بعـدة كلمات أخرى. إذا كان الأمر كذلك فلنـقـل مع "نابليون" أن "كل امرأة عاهرة باستـثـناء أمي لأني احترمها". إذن هي مسالة عـقـدة ذكورية من المرأة و ليست حـقيقة. منشأ هذه العـقـدة هو ألم الفطام عن ثـدي الأم المتواري في ظلمة كـواليس النـفس الذكورية. الـفطام و ما يعـنيه من كره للانفصال و ألم نتاجه و لكن ما قبل ذلك هو ألم مغادرة الرحم، لذلك يعشق الإنسان الأرض و موطنه أي مسقط رأسه، و هذا هو سر تماهي المرأة مع الأرض، و هذا العشق الدفين في الأعماق هو الذي يحبب له الموت و ليس الرغبة في العالم الآخر. لكن ما قبل الرحم أو في عمق العمق بما أن الوجود في الرحم غير مميز و محـدد. أي العـدمية في العمق. تلك العـدمية يـرفـضها الوعي بما انه وعي و بما انه أنا مشدود إلى نـفسه قهرا و عنوة يـدفع إلى الخوف من الجسد و الجسد العاري أساسا لأنه عنوان الجنس البشري أي الكل و في ذلك نفي للانا.. هذا هو مرد دفع الجسد العاري و هي إرادة كـذب على النـفـس و إحاطة بها من هول شساعة الوجود و لانهائيته.
هذا الأمر كان ضروريا في العصور السابقة أما اليوم في عصر الكرة الأرضية التي تـدور، و التي نراها في التـلفـزيون أمامنا تـدور، و في عصر غـزو العالم لك و أنت ممدد على أريكة في بـيـتـك، و في عصر سرعة اختراق المسافات، و سرعة و كثافة الأخبار الوافدة من جهات العالم.. اليوم حيث العيش في الانهائية بالضرورة يحتم على الوعي أن يكسر جميع البيـوت الواهنة التي كان يغلف بها وجوده و عالمه، لان هذا الأمر لا يعني إلا شيئا واحدا و هو أن تكون موضوعا يستعمله الإنسان المعاصر الذي يفكر باللانهائية و النسبـية و المالك للعالم بحكم تملكه الوعي بنـفسه و العالم الجديدين.. هذا هو محـك الصراع الحقيقي، أي مواجهة أنـفـسنا و جل ما نعـتبره حقـائـقـنا و مفاهيمنا و مقـدساتنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا.. من ينزع فتيل


.. تركيا وسوريا.. شبح العنصرية يخيم وقطار التطبيع يسير




.. اعتقال مراهق بعد حادثة طعن في جامعة سيدني الأسترالية


.. جرب وحالات من التهابات الكبد تنتشر بين الأطفال النازحين في غ




.. سوريون يتظاهرون ضد تركيا في ريف إدلب