الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة بين تصوري جون ستيوارت ميل و فرويد

محمد المشماش

2015 / 5 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في هذا المقال سنحاول عرض موقفين متعارضين حول قضية المرأة,موقف يمثله التوجه الليبرالي الذي يدعو إلى تحرير المرأة و مساواتها مع الرجل في جميع مناحي الحياة(السياسية,الاجتماعية,الفكرية ...)و يرفض كل مغالاة أو تعصب لفكرة الفروق الطبيعية بين الجنسين,و سنركز هنا عل مؤلف جون ستيوارت ميل "استعباد النساء"الذي يتضمن نظرية ميل في العدالة و المساواة بين الجنسين و تجاوز النظرة الذكورية الضيقة التي تحصر المرأة في كونها مجرد تابع للرجل,و دعا إلى ضرورة القطع مع أخلاق الاستعباد التي سادت في الماضي و تأسيس أخلاق العدالة و المساواة التي تستجيب للتطور,و موقف التحليل النفسي الذي يتزعمه سيغموند فرويد و الذي يعتبر من المواقف المثيرة للجدل بخصوص الفروق بين الجنسين,انتقد بشدة مواقف ميل و اعتبرها لا تنم عن فهم دقيق للطبيعة البشرية,حيث أن تفسير فرويد للفرق بين الجنسين قائم على الموقف القائل بأنّ هناك مميزات نفسية محدّدة،يمكن وصفها بـ “الذُكوريّة”، وأخرى يمكن وصفها بـ “الأنوثة”.ففرويد يقر من خلال نسقه الفكري أن البراديغم السائد هو البراديغم الذكوري و الأنوثة لا تخرج عن هذا البراديغم(الأنثى لا وجود لها في الطفولة المبكرة),و يرجع هذا الأمر إلى المرحلة الأولى أو مرحلة الطفولة التي يهيمن فيها الجانب الذكوري(نظرية الوحدة الجنسية).و في هذا نفي لوجود المرأة ككائن مستقل عضويا,وبغض النظر عن كون هذا الطرح الفرودي هل هو صحيح أم خاطئ,موجود أم متجاوز؟ سنحاول نقله بكل موضوعية و نتمنى أن نتوفّق في هذا الأمر.فماهي الخطوط العريضة لتصور ميل؟و كيف دحض فرويد الحجج التي قدمها دعاة و أنصار المساواة بين الجنسين؟

يعد جون استيوارت ميل من بين الفلاسفة اللبراليين في القرن التاسع عشر (1806-1873) المدافعين عن الحرية,ضمّن أفكاره في مؤلّف الحرية و كذا مؤلّف استعباد النساء,في الأول ركز على مضمون الحرية بصفة عامة(الحرية الاجتماعية و السياسية و الفكرية)و في الثاني قدّم فيه نقدا لأوضاع المرأة و خضوعها المذل للرجل في عصره,و دافع عن حقها في المساواة بين الرجل و خصوصا المجالات التي هيمن عليها الجانب الذكوري,كالحق في العمل,هذه المساواة لن تتأتّى بالنسبة لميل إلا إذا تم هدم المبدأ القائل بتفوّق الذكورة على الأنوثة من حيث القوة,و هذا المبدأ يقصد به ميل كل التقاليد و الأعراف و المشاعر و الانفعالات,و فسر ميل كل التمثلات التي ترجح هذا التفوق إلى كونها ترجع إلى البدايات الأولى لتكون المجتمع البشري حين وجدت المرأة نفسها في حالة عبودية تامة لرجل ما,و نوع الثقافة الذي ساد في المجتمعات القديمة التي كانت قائمة على الرّق و الاستعباد و الشجاعة الذكورية التي تقتضي عيش المرأة تحت كنف رجل يؤمّن لها الحماية,و مازاد من تكريس هذه الوضعية عبر التاريخ يقر ميل بأن المرأة هي من قبلت في البداية بهذا الوضع و اعتبرته طبيعيا و استسلمت للتقاليد و الأعراف,لهذا أصبح من الصعب إقناع المجتمعات بضرورة تحرير المرأة.و السؤال المطروح هنا هو كيف يمكن المطالبة بتحرير من هو رافض للحرية؟و كيف يمكن تغيير النظريات التي ساهمت في تكريس استعباد المرأة؟
ينطلق ميل في مطالبته برفع الاستعباد عن النساء من بزوغ نظريات حديثة(فلسفة الأنوار) تقول أن الكائن البشري لم يعد يولد في أوضاع محددة سلفا,و إنما يولد حرا في استخدام ملكاته و ما يتاح له من فرص لتحقيق مصيره بكل حرية,و مثل هذه النظريات ظهرت كرد فعل على النظريات القديمة و حتى بعض النظريات الحديثة التي تكرس العنصرية ضد المرأة,عموما فمؤلف استعباد النساء هو خلاصة تصور جون ستيوارت ميل و اعتقاده الراسخ بضرورة تحرير المرأة من جميع القيود التاريخية و بناء عصر جديد يضع المرأة على قدم المساواة مع الرجل,فلم يعد الوقت الحالي ملائما لاستعباد النفوس الحرة,و من تقبل برهن حريتها مقابل المأوى و المأكل فقد باعت حريتها بثمن بخس,و القول بأن المرأة كائن ضعيف مسألة طبيعية هو تكريس للهيمنة الذكورية قول متجاوز لأننا لا نعيش حياة الغاب حيث السيطرة و الغلبة للقوة العضلية,و من يقول هذا القول هو من لايزال حبيس الأفكار القديمة,"لقد كانت هناك في الماضي أخلاق الخضوع,ثم جاءت بعدها أخلاق الكرم و الفروسية,و قد آن الأوان أن تتحقق أخلاق العدالة كلما تقدم المجتمع نحو المساواة"(1)
و يعرض ميل لمبدأ المساواة كمبدأ هام لتحقيق العدالة,و يقصد هنا بالعدالة:إقحام المرأة في المنافسة العادلة القائمة على تكافؤ الفرص,و خصوصا في مجال العمل و السياسة,لأن المنافسة السياسية هي التي تتيح للمرأة إبراز مؤهلاتها و قدراتها,و تفادي القول الذي يقول على أن المرأة لا تصلح لاتخاذ القرار السياسي (حق التصويت,الولوج للوظائف العامة,تجاوز الفروق العقلية) و يورد هنا ميل مجموعة من الأمثلة من التاريخ التي تؤكد حضور المرأة الدائم من خلال تأثيرها في السياسة,فالتاريخ الفرنسي سجل تخلي ملكين عن إدارة الحكم لسنوات طويلة لامرأتين,الأول هو شارل الثامن,و الثاني هو القديس لويس الذي كان أفضل الحكماء و أكثرهم حيوية منذ عهد شرلمان,و قد حكمت كلتا الأميرتين(شقيقة الأول و أم الثاني)بطريقة لا يمكن أن يضاهيها أمير من معاصريهما,كما يسجل التاريخ تنصيب أميرتين من أميرات عائلة الحاكم شارل الخامس حاكمتين على الأراضي المنخفضة,و الأمثلة عديدة من التاريخ توضح مدى تفوق المرأة عقليا على الرجل,و أثبتت جدارتها عندما أوكلت لها مهمة التسيير.و يختم ميل في هذا المؤلّف بضرورة تجاوز الاختلافات بين الرجل و المرأة في الحياة الزوجية و الإيمان بأن العلاقة الزوجية هي علاقة تكاملية,لا قهرية و سلطوية من جانب واحد.
الملاحظ من خلال تصور ميل تركيزه على كون الفروق بين الجنسين راجعة إلى التربية و بعض الشروط التاريخية,رغم الاختلاف في القوة العضلية إلا أن المرأة قادرة على مجاراة الرجل علما أن الحضارة تتجه في خط تجاوز القوة و الاحتكام للعقل.كل هذه الادعاءات رفضها سيغموند فرويد,من خلال هجومه على أفكار ميل,علما على أن فرويد يرجع الاختلافات بين الجنسين إلى أسس نفسية بيولوجية تشكل حتميات تحدد شخصية كل من الرجل و المرأة في ضوء العلاقات الأسرية الأولى (العقدة الأديبية),ففي مؤلفه "ثلاث نظريات في الجنس"الذي ألفه سنة 1905 ربط فرويد الهستيريا باكتشاف اللاشعور مركزا على الجنس كأساس لفهم التحولات الجنسية السوية منها و المرضية,فكيف تتكون شخصية الذكورة و الأنوثة من خلال هذه النظرية؟

يرى فرويد أن البداية الأولى للطفولة تتسم بما يسمى ب"الوحدة الجنسية"عند الذكر و الأنثى على السواء,و هي أولى نظرياته حول الجنس,و تقول:أن كلا الطرفين أنثى أو ذكرا يعتقدان بأن لهما عضوا ذكريا (القضيب بالنسبة للذكر و البظر بالنسبة للأنثى) و يجهلان تماما وجود الفرج,فالمظاهر الجنسية الخارجية في تصور الفتيات الصغيرات في السنوات الأربع للولادة (ما قبل المرحلة الأوديبية) ذكورية صرفة,و الفرج لا وجود له في التصور النفسي لهن,كون البظر يأخذ مكان الصدارة على باقي الأعضاء الجنسية الأخرى,و بهذا يمر الفتى و الفتاة بثلاث مراحل جنسية تحدد شخصيتهما المستقبلية:المرحلة الأولى هي مرحلة ما قبل الأوديبية أو مرحلة الرضاعة (الأربع سنوات الأولى بعد الولادة),المرحلة الثانية هي المرحلة الأوديبية (ما بعد السن الرابعة حتى مرحلة المراهقة),أما المرحلة الثالثة هي فترة المراهقة.
ففي المرحلة الأوديبية(الثانية),يكتشف الفتى أن الفتاة ينقصها القضيب,و يعتقد أن يكون هذا الأمر نتج عن سبب ما (كعقاب),فيخاف أن يطاله نفس القصاص في حال رغب في شيء محرم,و الفتاة الصغيرة تتصور بأنها مخصية (عقدة الخصاء) و تنطلق عندها الرغبة في أن تصير ذكرا,لأنها تعتبر نفسها ناقصة من دون قضيب,فتربى لديها نزعة الحسد تجاه الذكر,فالقضيب موجود في لاشعورها رغم أن لا وجود له في الواقع(الحسد القضيبي),و هذا ربما دليل واضح من الدلائل التي قدمها فرويد و يدعي من خلالها أن المرأة يستحيل مساواتها مع الرجل.لكن لماذا يصر فرويد على التمييز بين الرجل و المرأة يستمد أساسه من المراحل الأولى لتكون الشخصية؟و ما علاقة الصفات الجنسية الأولى بتبخيس دور المرأة في الحياة الاجتماعية؟

يرى فرويد من خلال نظريته في الوحدة الجنسية_التي سبق الإشارة إليها_(الإشتراك في الصفات الجنسية),أن الطفلة في بداياتها التكوينية لا تختلف عن الطفل في الدوافع العدوانية السادية,لأنهما يشتركان في الاندفاعات القضيبية و هذه القضية قام البروفيسور"عدنان حب الله بشرحها في مؤلفه"التحليل النفسي للرجولة و الأنوثة من فرويد إلى لاكان"شرحا دقيقا و مبسطا,"فالفالوس(القضيب) لا يقتصر في نظر التحليل النفسي على عضو الذكر,فهذا الأخير ليس إلا صفة من صفاته التشريحية في المرحلة التي تسبق انتصابه,و هذا ما يشير إليه لاكان على اعتبار أنه ناقص على السواء,عند المرأة و الرجل,و لا يتواجد بمفهومه الفالوسي إلا في العلاقة الجنسية..."(2)و هذا ما يبرر تصور فرويد على أن الرجل و المرأة تتحدد شخصية كل منهما في المراحل الجنسية الأولى,"من هذا المنطلق يعتبر فرويد,أن الفتاة و الفتى هما رجلان صغيران,حتى تمر المراحل التي تميزهما عن بعضهما,فالفتى يداعب ذكره و يحصل من خلال ذلك على متعة كبيرة,و الفتاة تداعب بظرها و تحصل على نفس المتعة,باعتبار أنها تجهل المهبل في هذه الفترة"(3).
و عندما تدخل الفتاة إلى مرحلة الاكتشاف(الأدويبية و ما بعد الأوديبية)’تجد صعوبة كبيرة في التكيف مع محيطها الجديد و كأنها في وضع جديد ليس وضعها الطبيعي,و تبدأ تدريجيا بالتخلص من العلاقة التي كانت تربطها بالأم,و تقترب من الأب في محاولة منها للتخلص من عقدتها الشبقية(البظر) لأنها ستدرك أن الأب هو الذكر الحقيقي و المسيطر في العلاقة الجنسية.
هذه التفسيرات الجنسية للمراحل الأولى للتكوين الشخصي,لا تقتصر على المراحل الأولى للفتاة,بل تنعكس حتى على العلاقة بين الرجل و المرأة في مراحل النضج,فالرغبة القديمة في حصول الفتاة على قضيب هو ما يفسر بالنسبة لفرويد مطالب المرأة بالمساواة مع الرجل في الحياة الاجتماعية(العمل,المهن,السياسة...),فالفتاة في المرحلة ما بعد الأوديبية تتحول عن دوافعها العدوانية التي كانت تشتركها مع الفتى في المرحلة الأولى,و تستعيض عنها بدوافع أخرى كالتركيز على الجسد و إظهار المحاسن و الجمال كمحاولة منها لتعويض النقص الأساسي الذي خلّفه الخصاء.
و يذهب فرويد إلى أبعد من هذا عندما اعتبر لجوء المرأة إلى أعمال و مهن لا يحبذها الرجل كالخياطة و الحياكة و التطريز,معتبرا أن الدوافع لذلك هو نسج شبكة حول العضو الجنسي لإخفاء معالم النقصان,و ما يفسر رغبة الفتاة في حصولها على فتى أحلام أو زوج يشبه الأب هو تعلق الفتاة بالأب في المرحلة الأوديبية (و حتى التفسيرات التي أعطيت للزواج كشكل حضاري من طرف بعض الأنثروبولوجين تثبت أن هدفه الأساسي هو ربط الأسرة الصغيرة بالجماعة عن طريق المصاهرة و تبادل النساء فكلود لفي ستروس يرى في مؤلف "البنيات الأولية للقرابة"أن أهمية الزواج في المجتمعات البشرية تكمن في منع العلاقة الجنسية بين الأبناء و آبائهم (بنية منع زواج المحارم)و إدماج العائلة البيولوجية في المجتمع الواسع.),و حتى في المراحل الأولى للزواج قد تخوض صراعا مع زوجها خصوصا إذا عجز عن تلبية مطالبها,و ما قد يخفف من حدّة هذا النقصان الذي عانت منه في السابق (الخصاء),هو حصولها على مولود يعوض ما عانته من خيبة أمل و حرمان في الماضي,و هذا ما يفسر مقولة لاكان:"إن المرأة غير موجودة"و هذه العبارة هي توصيف للنظام البطريركي(الذكوري) الذي يقر أن الذكورية هي الموجودة,و أن الأنوثة مجرد عارض لها,المرأة كالحقيقة فلا وجود لكل المرأة كما لا وجود لحقيقة كلية,المرأة بالنسبة للرجل فقط موضوع هوام (رغبة)
المرأة إذن بالنسبة للتحليل النفسي لا يمكن أن تصل إلى الرجل لا من حيث القدرة و لا من حيث القوة,أقل قدرة على التسامي,و هي بطبعها لا اجتماعية,مخلوق ناقص...,هذه الأفكار هي خلاصة موقف فرويد من المرأة و عبّر عنها حتى في علاقته مع المرأة (الخطيبة و الزوجة),حيث كان يحذّرها دائما من الأفكار المسمومة و الساذجة حول المساواة التي دعا إليها جون ستيوارت ميل و التي اعتبرها مدعاة للسخرية و الازدراء,كونها مصدر الشرور,لكن بالرغم من تحيز موقف التحليل النفسي للمواقف البيولوجية في تحديد الفروق بين الجنسين,اعتبر مدخلا لتوسيع دائرة النقاش حول مقاربة النوع و خصوصا توسيع رقعة البحوث الميدانية الأنثروبولوجية,كما ساهم في بروز الحركات الاجتماعية النسوية التي ناضلت من أجل تحرير المرأة.

و من بين الأبحاث الأنثروبولوجية التي ركزت على البعد الثقافي في تحديد الفروق بين الجنسين,نجد الباحثة الأمريكية مارغريت ميد (1901_1978) التي انتقدت عبر دراساتها الميدانية النظرة البيولوجية و حتى ادعاءات مدرسة التحليل النفسي,فالشخصية الذكورية و الأنثوية بالنسبة لميد تتحدد انطلاقا من مركب سوسيوثقافي يفرضه النمط السائد في الجماعة,و لا يمكن الإقرار يأي حال من الأحوال سيطرة النظام البطريركي (الأبوي) على العالم,فبناء الذكورة و الأنوثة يختلفان حسب العصور و الطبقات الاجتماعية و الأعراف و الإثنيات و الديانات ...,و أكدت هذا الطرح انطلاقا العديد من الأبحاث التي قامت بها,"يكون من المسموح به لنا الآن أن نؤكد سمات الطبع التي نصفها بأنها ذكورية أو أنثوية في جزء كبير منها,وإن لم يكن في كليتها,محددة في نوع من الجنس بصورة شكلية مثلما هو الأمر بالنسبة للثياب,والعادات السلوكية,أو طريقة الحلاقة التي يعينها عصر من العصور لهذا الجنس أو ذاك.عندما نقابل بين السلوك النموذجي لرجل أو امرأة من الأرابيش مع السلوك النموذجي لرجل أو امرأة من قبائل موندوغومر,فإن كلا منهما يظهر كنتيجة للتأطير الاجتماعي. كيف نفسر بغير ذلك أن أطفال قبائل الأرابيش يغدون بشكل متماثل تقريبا بالغين مسالمين,وسلبيين وواثقين من أنفسهم,في حين أن شباب قبائل المندوغومر يتحولون إلى كائنات عنيفة وعدوانية وقلقة؟إن المجتمع وحده, الذي ينزل بكل ثقله على الطفل،يمكن أن يكون هو الصانع لمثل هذه المفارقات,وليس هناك أي تفسير آخر ـ سواء أشرنا إلى العرق أو التغذية أو الاصطفاء الطبيعي.ونحن مضطرون لاستخلاص أن الطبيعة البشرية مرنة ومطواعة بصورة واضحة,وأنها تخضع بوفاء لما يفرضه عليها الجسم الاجتماعي,وإذا كان هناك شخصان ينتمي كل منهما لحضارة مختلفة،وهما مختلفان,فذلك لأنهما مشرطان كل منهما،بشكل يختلف عن الآخر،خلال السنوات الأولى من حياتهما :إذ أن المجتمع هو الذي يقرر حول طبيعة هذا الانشراط,وتشَكّل شخصية من كل جنس من الجنسين لا تفلت من الخضوع لهذه القاعدة:فهذا التشكيل هو من اختصاص المجتمع الذي يسهر على أن يخضع كل جيل,مذكرا أو مؤنثا,إلى النمط الذي فرضه هذا المجتمع".(4)

الهوامش:
(1)جون ستيوارت ميل "استعباد النساء",ترجمة إمام عبد الفتاح,مكتبة المدبولي 1998ص 76
(2)عدنان حب الله,التحليل النفسي للرجولة و الأنوثة من فرويد إلى لاكان,دار الفرابي بيروت لبنان الطبعة الأولى 2004
(3)نفس المرجع ص 237
(4) دفاتر فلسفية,نصوص مختارة 2 ,"الطبيعة و الثقافة", إعداد وترجمة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي,دار تبقال للطباعة والنشر, 1991، ص ص 52-53








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة