الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد !!

محمود الزهيري

2015 / 5 / 19
المجتمع المدني



الإرهاب الديني ليس وحده هو المعامل الرئيس فيما آلت إليه أحوالنا من مآسي وجرائم صارت تعاصرنا وكأنها من الأقارب والأصدقاء , ولأن الإرهاب صنيعة سياسية للفساد السياسي , وإن صح القول يكون الإرهاب هو الوجه المكمل للعملة الملعونة بوجهها الآخر, الا وهو الفساد , وإذا كان للإرهاب صور ووجوه عديده فإنها تتنوع بتنوع صور الفساد .
ولأن الفساد يرتقي بأصحاب العاهات العقلية والأخلاقية ومعدومي المواهب والخبرات والثقافات ليضعهم في أماكن غير أماكنهم الطبيعية , مما يحدث معه خلل في الجهاز الإداري لدولة من الدول ويؤدي بالتالي إلي تراكمات من الجهل والتخلف والإهمال العمدي مما يسرع بسقوط نظام من الأنظمة أو دولة من الدولة في براثن دول استعمارية تتقوي بنظريات السلب والنهب علي حساب ثروات دولة من الدول , أو تكون عصابة سياسة أو دينية علي السواء .
ولأن مايؤدي إلي تعاظم دور الفساد هو تعيين أهل الموالاة واستبعاد أهل الخبرة والمعرفة والدراية , وهذا يعود بالحتم إلي تقريب أهل الجماعة أو المذهب أو الطائفة , أو الجهة الجغرافية , وهذا منقوص من حساب الخبرة والمعرفة والدراية بالسياسة وتسيير شئون وأحوال الدولة والمجتمع .
ليس غريباً أن يتم توريث الوظائف كما هو الحال في توريث الحكم والسلطة , فأحيانا هناك بعض الوظائف تمثل في حد ذاتها السلطة الكاملة بتشابكها مع باقي السلطات , وهذا يتم في إطار منظومات الدول المركزية التي تعتاش علي أسباب وجودها واستمراها علي جناحي الأمن والدين , وخلفهما جدارية صماء صامتة تسمي الوطن , ليتم الإتجار بمفهوم الوطن والدين للإبتعاد عن القضايا الحياتية والمصيرية التي تهم وتشغل بال المواطنين أنفسهم !
تتبدي جريمة توريث الوظائف في أجهزة العديد من الدول التي تحكم بالجينات الوراثية أو تحكم بمنظومة الموالاة , ممثلة في الجيش والشرطة والقضاء والسلك الديبلوماسي , بجانب الأجهزة السيادية كاملة , ليتعدي الأمر إلي كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية , وصار الأمر ليس غريباً حينما تجد الاب وإبنه او إبنته أو الأم وإبنها أو إبنتها يعملان في مكِان واحد بلا أدني حرج أو خجل من المحرومين من المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , ونلاحظ ذلك في أماكن عديدة كوزارة العدل أو وزارة التعليم العالي والبترول والخارجية , ليطول الأمر كافة الدوائر الوظيفية عامة !
حينما يقوي الفساد وتقوي أزرعته وتتسع دوائره فحتماً علي الجانب الآخر الموازي تتسع دوائر التطرف والعنف والإرهاب , لأن الفساد يٌنتج جرائم البطالة والعشوائيات والعنوسة والفقر ومسلسلات المرض التي لاتنتهي , ثم تذداد معدلات الجرائم الجنائية , بالتوازي كذلك مع معدلات جرائم التطرف والعنف والإرهاب , وهذا مرجعه إلي الفساد ودوائره المتسعة .
وإلي هنا نوجه الأنظار ونشد الإنتباه إلي خطورة الفساد في البدء , ومن ثم فإن علاج منظومة الفساد بإصلاحها أو تغييرها وتبديلها بمنظومة أخري قائمة علي المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , لتستقيم الدولة والمجتمع علي أسس العدالة الإجتماعية , ليقوي الإنتماء , وتنمحي مفاهيم الغربة أو الإغتراب داخل إطار الوطن , حال كون علاج الفساد يتم بقرار سياسي مستند علي نصوص قانونية محتمية بنصوص وقواعد وأحكام دستور حامي للدولة والمجتمع , وتفعيل القوانين بلا استثناءات أو وساطات ورشي سياسية أو اجتماعية أو مالية أوحتي رشي جنسية حسبما يستهوي بعض المسؤلين الفاسدين , وهذا ليس بالأمر الصعب أو المستحيل إذا قررنا مجابهة التطرف والعنف والإرهاب , فحتماً لابد من مجابهة الفساد !
وليظل الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد والإستبداد والطغيان !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري


.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان




.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو


.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا