الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية

محمد محسن عامر

2015 / 5 / 22
المجتمع المدني


يصعب الحديث كثيرا حول موضوع المثلية الجنسية في بنية اجتماعية تخلفية مثل الوطن العربي , لا يمكن بحال التعاطي معها من منطلق الحق البورجوازي بمعناه الليبيرالي المحض او رفضه من منطلق العرف الذي يختزن في داخله بنية متفقهنة مبنية على الصرامة و مقولات الحشمة و الشرف... حقا مجرد التفكير في المسألة يعد معضلة . هذا المجتمع العربي المرتعش بين الحدثوتية العرجاء و المحافظة المحنّطة , عرف منذ نشأته خبث الإنقسام على نفسه منذ نشألة الدولة الإسلامية الأولى , كانت الطبقات العليا تعرف لذة الحياة و تعيش كل إرهاقاتها و تندلق اندلاقا في الفجور , بينما صبغت على باقي المجتمع الراكد في سكونية الإجترار و التعصّب تعاليمها الدينية الرسمية التي تقمع كل محاولة تحرر من أيديولوجيا السلطان . مسألة الشذوذ في الجريد مثلا تعتبر ظاهرة بمعناها السوسيولوجي و الثقافي بما للكلمة من معنى. في فضاء سوسيوثقافي يتأسس على الذكورة كأيديولوجيا مسيطرة متماهية مع البنية الإجتماعية البدوية كان التعاطي مع مسألة الشذوذ بطريقة فصامية بامتياز , فمع الإعتراف على ان هذا الفعل منبوذ بمنطق مناوئته الصريحة لتعاليم الدين الرسمي و للعرف و الشرف إلا انه في الخفاء يقبلها و بل يحتفي بها . حيث نجد في العرف الجريدي الثقافي مقولات تحتفي بالشذوذ باعتباره من مرتكزات الهوية "الجريدية" ف "الترمة" مثلا هي القاعدة الخامسة التي تجعل الجريدي جريديا خالصا صميميا. مجمل القول أن عقلية الحرمان التي تصبغ المجتمع التي تمنع التوحد الطبيعي بين الجنسين تدفع هذا الحرمان نحو تحوله نحو الجنس الاخر باعتباره متاحا او بعض المرجعيات الفقهية كما تواتر لدى الأباضية التي كانت مؤسسة للذهنية الجريدية حول مسالة الشذوذ . السؤال كيف يمكن أن تتحرر الاخلاق العينية من اخلاق الدين و العرف من أجل فتح مجال جديد للركائز الاخلاقية اتي يقوم عليها المجتمع أي كيف يمكن أن تؤسس الحرية الفردية بمعناها الكوني في مجتمع يفرض التمزمت و التلقليد و يحارب الإصلاح .القضية لا تعني الشذوذ الجنسي فقط لنفكر بمعضلة الحب مثلا و وهي احدى عقد حياة المجتمع الاسلامي هذا الصراع بين الرغبة الإنسانية التي تحاول أن تحرر الرغبة و تدفعها إلى أقصى تمثلات امام تعاليم مجتمع يرب المجتمع على إيقاعات التعاليم الدينية و العرفية التي تفرض الحياء و الحشمة .
في تقديري مسألة الشذوذ ليست مسألة اخلاقاوية إطلاقا إنها في قلب رحى المأزق المتمازق دوما , إشكال النهضة المجهضة و عجزها على بناؤ هويتها الأيديولوجية التاريخية المطابقة المؤسسة لبنى أخلاقية و حقوقوية حديثة .إنه ليس نزاعا بين الإيمان و اللائمان , إنه كذلك من وراء متراس التراث الذي لا يجد حاميا لأيديولوجيته المسيطرة إلا بتحويل الصراع في إطار المطلق لا المادي التاريخي .إنه سؤال تاريخي بامتياز , سؤال النهضة و الديمقراطية و العلمانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية