الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتدى وشهادات

عدنان شيرخان

2015 / 5 / 22
المجتمع المدني


كسر القائمون على منتدى " الامن النسوي" الملل الذي قد يرافق بعض منتديات وورش ومؤتمرات منظمات المجتمع المدني، عندما تتسابق وجوه معروفة في اطالة خطبهم ومداخلاتهم التي لا تبتعد في احيان كثيرة عن اخبارنا " بان السمك يعيش في الماء"، فتضرب موجات من النعاس والضجر الحاضرين، ويودون لو يسمعون شيئا جديدا مختلفا.

جمعية الامل العراقية (تأسست العام 1992 في دمشق من قبل معارضون لنظام البعث المباد وانتقلت بعد اشهر للعمل في كردستان)، اقامت المنتدى في اربيل الاسبوع الماضي، اذهلت اكثر من 150 مشاركا ومدعوا عندما عرضت شهادات من فتاتين ايزيديتين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وحضور سيدتين عراقيتين اقل ما يقال عنهما انهما " رفعة رأس" لكل عراقي نبيل، هما السيدتان ام خالد وام علي، والسيدة نغم من احدى القرى المسيحية في سهل الموصل، ومعهم السيدة شهرزاد مغربي من ليبيا التي تحدثت عن احوال ومعاناة المرأة الليبية في ظل الفوضى التي تضرب بلدها.

هؤلاء ادلوا بشهادات مفصلة عما تعاني منه المرأة في ظل الاوضاع المأزومة التي يمر بها العراق. الفتاتان الايزيديتان نور والهام من قرية كوجو وقعتا في براثن عصابات "داعش" الارهابية بعد سقوط شنكال، ولم تجد محاولة الهرب الى الجبال المحيطة، تعرضان لابشع ما يمكن ان يتصوره عقل بشري، من بيع وشراء واغتصاب وضرب وتعذيب بوحشية يندى لها جبين البشرية، وكانت لهما امنية ورجاء وحيد : (ضعوا حدا لمعاناة البنات الايزيديات بتحريرهن من "داعش" باسرع وقت) . وعقب الشهادتين تم التأكيد على مناشدة الاب الروحي وامير الطائفة الايزيدية بابا شيخ بضرورة عودة الفتيات المغتصبات الى اهلهن بأمان وسلام وبدون مخاوف من اية عواقب لأنهن ضحايا اجرام داعش ولا ذنب لهن فيما حصل.

وجاء الدور على السيدتين أم خالد وام علي وادلتيا بشهادتيهما، اللتين قوطعتا لمرات بتصفيق حاد. السيدة ام خالد (من اهالي ناحية العلم) هربت ستة من عسكريي سبايكر لجأوا اليها الى كركوك حيث صديقة عمرها السيدة ام علي ( كردية)، تقوم بالباقي وتوصلهم الى بغداد. السيدة ام خالد لم يهز قلبها الشجاع ارهاب "داعش" ولا بطشه ولا العواقب التي تنتظرها اذا ما انكشف امرها، فقامت بايواء المجندين الستة ووفرت بمساعدة احد معارفها هويات احوال مدنية وهويات طلبة باسماء بديلة للمجندين كي يجتازوا سيطرات "داعش"، وقالت انها بذلت جهدا لتحفيظ المجندين اسماءهم الجديدة، بقوا معها لايام بثت في قلوبهم الطمأنينة وقالت لهم انكم ستنجون باذن الله.
وكان على السيدة ام علي في كركوك ايجاد من ينقلهم الى بغداد، دفعت لاحد معارفها مبلغا كبيرا من المال ليوصلهم الى بغداد حيث أمانهم وعمرهم الجديد الذي كتب لهم بمساعدة السيدتين الشجاعتين.

كانت الشهادات بحق الجزء الاكثر اثارة وتشويقا في المنتدى، ونجحت النائبة السابقة تانيا طلعت في ادارة الحوار مع السيدات اللاتي ادلين بشهاداتهن، وهذا أمر بديع يسجل لها. كما نجحت (جمعية الامل) بتنظيم هذا المنتدى واستضافتها لاكثرمن 150 شخصية من العراق والدول العربية واوروبا، ولا بد من الثناء على اسلوب الحوار على المسرح وعلى طريقة منتدى دافوس والاعلام العربي بدبي، وهو ما اضاف حرارة كبيرة على الاجواء انعكست على عديد المداخلات وعمقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر


.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر




.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ