الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تحرقوا كتب سعدي يوسف

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2015 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتعالى الاصوات ضد الشاعر اليساري سعدي يوسف لكتاباته المثيرة للجدل ، حتى طالب البعض باحراق كتبه وشطب تاريخه الشعري واليساري ، وانا لن ادافع عنه او عن غيره فهو شاعر يقول مايود قوله ، ولكني اود ان اشير الى الاسباب التي تدفع كاتب مثل سعدي يوسف لمثل هذه الاطروحات .
لقد قرات قبل ايام تصريحا للشيخ همام حمودي يقول فيه ان الشيعة في العراق هم اغلبية وعلى السنة الاعتراف بحكم الشيعة والقبول بما يعطوهم ، اي انه يرسخ مبدا ديكتاتورية الاغلبية وليس مبدا التعايش السلمي بين طوائف المجتمع مثل مايعيشه العالم المتمدن اليوم . انني كنت اعتبر الشيخ همام من المعتدلين فمابالك بالغلاة الذين يريدون تشيع المجتمع العراقي ، وللتاريخ اقول انني لست ضد تشيع المجتمع فانا لايهمني ان يكون المجتمع شيعي او سني على الاطلاق ولكن الذي يهمني العيش المشترك بمجتمع مدني وهذا ليس مطلب تعجيزي انما هو مطلب انساني واجب الوجود . ان استفزاز الاخرين يدفعهم الى اتخاذ مواقف على الضد من باب الشعور بالخطر المحدق على وجودهم وهذه اكبر خدمة تقدم لداعش ان همجية داعش وتخلفها المفرط تدفع الشيعة الى التطرف ليس ضد داعش بل ضد السنة وهذا يدفع السنة الى الاقتراب اكثر فاكثر نحو داعش ليس ايمانا بهم بل للدفاع عن وجودهم المهدد بالخطر حسبما يشعرون به في كل تصريح مقابل . ان الاستمرار بهذا المنهج سيدفع الى تقسيم العراق لامحالة وانا هنا ضد التقسيم ليس من باب الشعور العاطفي بحب العراق او الشعور الوطني العظيم ! بل لان التقسيم ليس فيه خير لا للشيعة ولا للسنة فهنالك مناطق متداخلة لايمكن الفصل بينها وسنعود الى مسلسل المناطق المتنازع عليها بين الكورد والعرب بل سنشهد حروب اقليمية كما هي بين الهند والباكستان وكما هي في السودان التي قسمت الى شمالية وجنوبية وزاد الفقر والبؤس في كلا الشمالية والجنوبية . ان جمع التواقيع وحرق الكتب ليس هو الحل ، الحل هو في تخلينا جميعا عن هاجس خطر الوجود فلا الشيعي يود ابادة السني ولا السني يود قتل الشيعي الا اولائك الماجورين وليتسائل كل واحد منا كيف كنا نعيش ولدينا اهداف مشتركة في العيش بسلام وكرامة . في البوسنه والهرسك لم يباد جنس وسيطرة جنس اخر وفي لبنان لم يستطع المسيحيون ابادة المسلمين بحرب الخمسة عشر السنة . وفي العراق سيبقى الشيعة شيعة وسيبقى السنة سنة فلا تقتلوا بعضكم لان هذا مدعاة للالام البشرية التي لاتصح ابدا حتى في المجتمعات البدائية فارجعوا الى رشدكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam