الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة في مراكش

لحسن لحمادي

2015 / 5 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



إن هذا العنوان الذي اخترته لفصلي هذا، عنوان يتجاذب التاريخ الذي كان فيه المغرب يعرف ببلاد مراكش وهي التسمية الشائعة اليوم في أبجديات الغربيين جميعا تحت ما يصطلح عليه ب"موروكو". وكذلك جذب مراكش الحاضر وهي المدينة المغربية العريقة ذات الباع والصيت الذائع. لقد تراوحت مدينة النخيل في الماضي بين فترات ازدهار فكري عام وكذلك بين ضمور تواصل لفترات معينة، لقد اشتهر تاريخ مراكش العريق بسبعة من الرجال يصاحبون دائما وحول العالم ذكر هذه البقعة المتصلة بالغابر من الأيام، إن رجال مراكش السابقون تجلت فيهم كل معالم الفكر والفلسفة والفقه...وهم يوسف بن علي الصنهاجي ، القاضي عياض ، الإمام السهيلي ، أبو العباس السبتي ، محمد بن سليمان الجزولي ، و عبد العزيز التباع ، و عبد الله الغزواني.
ومر منها أوج الفلسفة الإسلامية والمدرسية قاطبة صاحب الشروح الكبيرة والمتوسطة والصغيرة أبو الوليد ابن رشد القرطبي الذي توفي بها ولم يدم المقام به فيها حتى نقل جتمانه للأندلس.
اليوم وقد تجاوزت السنون رجال عظام لانجد الوسيلة لتفحص أثرهم فرادا فرادا. لقد وجدنا اليوم أنفسنا ومراكش هكذا. كيف هكذا؟
وجدنا أن الفكر المراكشي ارتبط بمؤسسات تشترط في عملها الأكاديمية في الإنتاج والاشتغال. وجدنا العلوم في كليات ضمن جامعة. وجدنا الفلسفة شعبة ضمن كلية، وجدنا مجموعة من الرجال الذين تلقوا تكوينا نظريا فقط في الفلسفة وفكرها، وهم المعنيون في إطار شعبة الفلسفة بتدريسها وتلقينها لطلبتها. تتلخص الفلسفة عبر جهات عديدة في أمر تدريسها وتكوينها في مراكش، وبهذا يحج لها طلابها من الصحراء الجنوبية ومن نواحي القنتور ومن مناطق زاكورة الكثيرة إضافة لمناطق سوسية وأطلسية. يحج لها لتعلمها شباب وشابات باختلاف تمثلاتهم وغاياتهم. يحجون وينتظرون لأسابيع وأشهر حتى يجتمع أساتذتها لتدريسها في أوقات مضبوطة جدا، ويمتحنون في أوقات مركزة جدا.
يدرسها رجال منهم من يتواضع ويعترف بكونه مدرسا لا محترفا في إنتاجها مثل الأستاذ محمد مزيان وجمال راشق و برشيل ويوسف السيساوي، ومنهم من يعترف بأنه هو الحامل للوائها في مراكش التاريخ الماضي والحاضر؛ ولعله هو رجل واحد فقط وهو محمد موهوب. وهو رجل بجرأته الفكرية وقدرته العلمية وشدة موسوعيتة وضبطيته استطاع أن يتحمل ثقل أنه هو فيلسوف مراكش المعاصرة. وهو الرجل الوحيد الذي يستطيع أخدنا لتلمس رجال مراكش الرواد ولطالما حدثنا هذا الرجل الكبير عن النيفاري المفكر والفقيه المغمور الذي يربطه بمقولة" إذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة".
انطلاقا من الماضي الذي مضى ووصولا إلى الحاضر الذي حضر استطاع الدكتور موهوب الفيلسوف المراكشي أن يجسد النزاهة التي يخاف منها كثير من طلاب هذا النشاط الفكري، وهذه شهادة لابد من قولها فيه، ففي الوقت الذي أذكر إسمه أستحي أن أذكر بعض الأساتذة الأخرين.
لقد تيقنت انطلاقا من تجاربي المعدودة في مجال طلب العلم، أن المعلم أو الملقن الناجح هو الذي يتجه نحو رؤية لا ضباب فيها يرى ذاته ويرى ما بوسعه، أعرف أنني سأتجاوز أستاذي موهوب وسأظهر عليه بقوة يوما ما وهو الحري بذلك، وبهذا التحدي الصريح، أما ما تبقى من الملقنين فهم غارقون في الشكل، شكل كل شيء.
إن رجال العلم يتراوحون بين الصدق في المهمة والكذب في الواجب، فالصادقون يتجلى صدقهم في نجاح سبيلهم، والكاذبون تتحول حياتهم إلى كبة كبيرة من الكذب والمبالغات. كذلك رأيت العلماء والأساتذة و حتى أوجه الشهرة مهما اختلفت أصواتهم. هناك رجال تلقيت العلبم على أيديهم، صريح الحديث أنهم لا يستطيعون نفعك، وإنما يستطيعون تحويلك إلى عجز كبير. هناك أسماء كثيرة حملت مهمة التعليم العالي لا حول ولاقوة لها، لا تملك قدرة ومقدرة العطاء، ومع ذلك تجدها تتساما وتتقافز وتتكابر، ونظرهم للأخرين من طلاب المعرفة يمتزج بالاحتقار والاستغلال وتسويق الفشل.
سيعبر لاحقا عنوان الفلسفة في مراكش إلى زمن أخر حيث أنه حثما ستتبدل الأوضاع، وحيث ستجد أناس تحملوا مسؤولية الفكر العظيمة وربطوها بمدينة الأزامن والفلسفة؛ مراكش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذار
لحسن الحمادي ( 2015 / 6 / 2 - 15:17 )
اعتذار

أنا الطالب لحسن لحمادي، المستشعر اليوم لحجم الخطأ الذي اقترفته ضد أساتذتي الأجلاء الذين لم يفعلوا في إلا كل الخير، ولعلي اليوم مدرك للهفوة التي وقعت فيها في الماضي واليوم أنا شخص آخر، غير أن نسبة الكلام الذي قلت في بداية السنة الماضية تلزمني بتحمل المسؤولية ومعالجة الخطأ من أصله، أتقدم باعتذاري لكافة أساتذتي الأجلاء دون استثناء.
أطلب من أساتذتي الموقرين قبول اعتذاري، وأعدهم أنه لن يصدر مني أي مساس بسيادتهم الكريمة ومنزلتهم العظيمة، إن هؤلاء الكرام سبب تنويرنا والحق يقال، وسبب الرفع من تأهيلنا، فليس من الحكمة أن نواجه فضلهم علينا من علم وتربية وأسوة حسنة بالإساءة فهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق.
فما جزاء الإحسان إلا الإحسان، أعدكم أساتذتي المحترمين أنكم لن ترو إلا كل الاحترام والتقدير مني تجاهكم، سواء في الفصول الدراسية أو خارج أسوار الجامعة، ألتزم بشرفي ألا يتكرر مثل هذا الأمر ولن يتكرر، والأهم في كل هذا هو النضج والمسؤولية التي باتت تدركها ذاتي، أثوب عن كل ما قيل في الماضي ولقد تبث حقا وأرجوا أن يتقبل أبائي أو أساتذتي تجاوزات هذا الطالب السالفة والتي تم العدول عليها، أنا ابنكم وأنتم أسوتي ومعلم طريقي.


إمضاء الطالب:
لحسن لحمادي

اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو