الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاكم شيلتي اطوني جفافيكم*** فرد فريخ يمعارچ لعب بيكم-

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 5 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قالو: العقال تاج العرب. ويرتديه العرب في بعض الدول العربية ومنها العراق فوق (الغترة) أو (اليشماغ)، وصار لبس العقال تقليدا عشائريا عريقا يحظى بالاحترام والتقدير، ويحمل في طياته معاني الوفاء والتفاني ونكران الذات، والامن والأمان، وإغاثة المحتاج، والعفو عن المسيء، لذلك أقترب (العگال) عند عشائرنا العربية الاصيلة من القدسية حتى صار سقوطه من على رأس أحد المتنازعين سقوطا لقيم العزة والكبرياء لعشيرته، وقد تهدر الدماء من أجل أعادة وضع العقال على الرأس ثانية. ويمكن أن ينزعه صاحبه ويضعه أمام شخص وجيه عندما يطلب منه حاجة مهمة، ومعنى هذا أن كرامتي بين يديك وتستطيع أن تردها لي بتلبيتك طلبي. وفي العادة يقوم الشخص الآخر بحمل عقال الرجل وإعادته الى رأسه في أشاره الى أن كرامتك محفوظة وطلبك مجاب.

وارتبط العِقال بعادات وأعراف وتقاليد عشائرية، منها: إذا توفي أحد الأشخاص فإن أباه وأخوته لا يرتدون العِقال طيلة أيام مجلس العزاء تعبيرا منهم عن الحزن على فقيدهم. وإذا ما كان المتوفى قتيلا فلا يلبسون العِقال حتى يأخذون بثأره أو يتصالحون على وفق الشريعة والعرف. كما أن الرجل ينزع عقاله ولا يلبسه إذا ما قامت إحدى بناته أو إحدى أخواته او إحدى محارمه المسؤول عنهن بفعل يسئ إلى سمعة العائلة، ولا يعود الى لبسه إلا بعد رد شرفه، عندها يفهم الناس أنه قد غسل عاره. وجرت الأعراف والعادات العربية في بعض الأحيان على أن ينزع الرجل عقاله عندما يتخاصم مع الآخرين ويقسم بأنه لن يلبسه حتى يأخذ حقه من خصمه. من هذا يتبين بإن على من يلبس العِقال أن ينزعه حتى تنقضي مدة العزاء في ميته، او حتى يأخذ بثأره، أو حتى يغسل عاره، أو حتى يأخذ حقه من خصمه.

تذكرت كل هذا فذكرته لكم وأنا أرى اليوم من على شاشات الفضائيات الكثير من شيوخ ووجهاء الرمادي وهم يلبسون أحدث (العِقل) و(الغِتر) و(اليشامغ) واثمن العباءات الحريرية المزركشة والمطرزة بألوانها البيضاء والسوداء والحمراء، معطرة بأفخر العطور الفرنسية وهم يتباكون ويطالبون أمريكا والحكومة وبالحشد الشعبي لتحرير مدنهم وإعادة النازحين إليها، وكأنهم ليسوا عرباً.

أقول لهؤلاء: أما يستحق من قُتل في مدنكم وذُبح ونُحر من قبل داعش والعصابات الإرهابية وما اكثرهم أن تنزعوا (العِقل) حدادا عليهم، ولا تلبسوها حتى تأخذوا بثأرهم؟ ألا تستحق (وضحة وهدله وخضرة ووردة) وغيرهن من بناتكم وأخواتكم الأنباريات اللائي تشرَّدن وهُجرّن ونزحن ووقفن طوابير في نقاط التفتيش والسيطرات، أن تنزعوا(العِقل) ولا تلبسوها حتى تردوا لهن كرامتهن؟ أليس هذا عارا يوجب نزع (العِقل) حتى يُردَ للشرف اعتباره؟ أما كان عليكم أن تنزعوا (العِقل) وتضعوها أمام المسؤولين من السياسيين وأمام الحكومة، وتطالبون بما يجب المطالبة به ولا تلبسوها حتى تتحقق مطالبكم؟ أما آن الأوان لأن تنزعوها وتلبسوا بدلات القتال وتنزلوا الى الميدان؟

والله إن لم تفعلوا هذا فستقول لكم نساؤكم ذات يوم أكثر مما قالته تلك المرأة الجنوبية لأبناء عشيرتها المنهزمين ولشيخهم (معارچ):"هاكم شيلتي اطوني جفافيكم*** فرد فريخ يمعارچ لعب بيكم"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد تأكيد مقتل هاشم صفي الدين.. ما تأثير ذلك على حزب الله؟


.. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخين في منطقة حيفا




.. سقوط عدد من الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة روش بينا


.. استشهاد طفل إثر إطلاق الاحتلال صاروخا على مدرسة لنازحين بدير




.. كولومبيا وإسبانيا تجليان رعاياهما من لبنان