الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Shamingشيمينغ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 5 / 25
المجتمع المدني


Shamingشيمينغ..
فقط بالأمس تعرّفتُ على هذا المصطلح ، في سياقه الحداثوي والبوستمودرني . مع العلم بأن ثروتي اللغوية الإنجليزية تكفيني لفهم معنى كلمة "شيمينغ " المُشتقة من "شيم " بمعنى الخجل . لكنني لم أعرف معناه في سياق شيكات التواصل الإجتماعي .
ويحمل المُصطلح معنى أوسع من مجرد الخجل أو التخجيل ، فهو يعني فيما يعنيه "فضح شخص على الملأ وعلناَ "من خلال وسائل التواصل الإجتماعي . كأن يقوم شخص ما بكتابة بوست ضد شخص أخر ويفضح فيه الأفعال السيئة لهذا الشخص المستهدف بالبوست ، ويطلبُ من المتابعين أن يتشاركوا هذا البوست مع الآخرين ، مما ينشر الخبر بين الاف المتابعين بل وأكثر من ذلك بكثير .
وقد أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية ، بالأمس وصبيحة ها اليوم ، مصطلحَ "ال"شيمينغ " هذا في إطار خبر عن إنتحار مدير مكتب الهجرة وتسجيل السكان في مدينة تل أبيب .
وقالت وسائل الإعلام وبناء على البوست الذي كتبه هذا المدير المنتحر ، بأنه قام بالإنتحار لأن سيدة من اصول افرو- أمريكية ، قامت بكتابة بوست على صفحتها تتهمُ فيه المدير المذكور بالعنصرية على خلفية لون بشرتها فهي سوداء . فقد احتاجت لخدمة مكتب تسجيل السكان مع غيرها من المواطنين . ووقفت في طابور خاص بالأمهات مع باقي النساء في طابور الإنتظار واللواتي كُنَّ من ذوات البشرة البيضاء !! وحسب قولها ، فقد تمت معاملتها بعنصرية خلافا لباقي النساء ..
وقام 6000 إنسان بمُشاركة بوست السيدة السوداء بل وعلّقوا على بوست السيدة ، وهاجموا في تعليقاتهم المدير بكلمات قاسية ..
هكذا اوردت الصحافة ووسائل الإعلام الخبر ، مُرفقاً به بوست السيدة وبوست المدير الذي انتحر ..
طبعا ، ليس لنا وكآخرين كثرٌ مثلنا ، ليس لنا إلا أن نأسفَ لما حدث مع السيدة ومع المدير ، فأولا وأخيرا ، "القضية لا تستاهل "، مُجرد معاملة عنصرية في مكتب حكومي ، ليست بالأمر المُستغرب بتاتا . وكل مواطن عربي إسرائيلي "يتلقى " مثل هذه المعاملة بشكل دائم ومتواصل ، بحيث أصبحت هذه المعاملة جزءاً من العلاقة بين المواطن العربي الإسرائيلي ، والمؤسسة الرسمية ..
وكعربي إسرائيلي ، ومن التجربة ، أُصدّقُ أقوال السيدة الأفرو- أمريكية . والدليل على ما أقول هو ما يقولُه اليهود من أصول اثيوبية والذين خرجوا في مظاهرات صاخبة قبل أيام فقط ، يحتجون على العنصرية التي يُعانون منها بسبب لون بشرتهم ، ولنتذكر بأنهم يهود .
لكن وليعذرني الأصدقاء ، فإن بوست السيدة هو بوست تتحدثُ فيه عن ألمها وروايتها لما حدث معها في مكتب تسجيل السكان وعن المعاملة التي تلقتها ولا تُهاجم أو تشتم أحدا ، بل تقول بانها عوملت بعنصرية على خلفية لون بشرتها . لا يُمكنُ لبوست كهذا أن يؤدي بإنسان إلى الإنتحار ..!! والمدير المنتحر (له الرحمة ) عمِلَ في السابق كمدير منطقة الشمال في جهاز الشاباك الإسرائيلي ، وهو جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي .. فمن المفروض أن يكون هذا الشخص متمتعا بالحصانة النفسية على الأقل . فهو مسؤول عن منع الأعمال العدائية ضد أمن الدولة .. فهل يهزُّه بوست كهذا ؟! من الصعب التصديق ..!! أم أن ما رآه في حياته حولّهُ إلى إنسان مُسالم حسّاس ،يشعر بالآخرين وصعوباتهم ، كما يحدثُ مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية عندما يخرجون الى التقاعد . فقد يكون هذا المدير قد أصبح مسالما جدا وحسّاسا جدا ، بحيث يتأثر بكل كلمة .
وقد انضم صبيحة اليوم الى هؤلاء القادة في مقابلة مع الشبكة الثانية للراديو ، ايهود باراك رئيس أركان سابق للجيش ، وزير دفاع ورئيس وزراء ،فهو يصرح اليوم بأن الإحتلال هو المسبب للإنتفاضات وللمقاومة المسلحة . مما يعني عمليا بأن السلام لن يتحقق الا بنهاية الاحتلال .
ولنَعُد الى المصطلح والذي بدأ بالإنتشار في اوساط مستعملي شبكات التواصل ، ويبدو بأن له تأثير كبير أيضا ..
لكن العرب الذين هم ،وكالعادة ، مستهلكون جيدون لكل تجديد ، لا يستغلون تقنية الشيمنغ في حياتهم الإفتراضية كثيرا ، فما زالت الألسنة البشرية هي الأدوات المستعملة في الشيمينغ .
ورغم ذلك فإن الزعماء والقادة ورجال السياسة والدين ، الوزراء والموظفون العرب ، كُلُّهم محصنون ضد الشيمينغ ..
فالكتابات ضدهم أكثر من أن تُحصى ، لكنهم "مُتَمْسِحون " ومتبلدو الحواس ، إذ لم نسمع عن إنتحار مسؤول او زعيم عربي لأنه لم يحتمل نقدا ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجملة الاخيرة
شيخ صفوك ( 2015 / 5 / 25 - 12:03 )
السيد قاسم الجملة الاخيرة اضحكتني كثيرا ..يعني انت بصراحة متفائل زيادة عن اللزوم خليني نشوف بالاول استقالة و بعدين نحلم بالانتحار..الشئ الوحيد الذي يقتل الزعماء العرب هو مرض الروماتيزم لكثرة التصاقه بالكرسي و عدم تركه دقيقة واحدة


2 - كتبتُ تعليقا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 25 - 14:55 )
اخي العزيز شيخ صفوك كتبتُ ردا واختفى في العالم الافتراضي
تحيات واحترامات واهلابك
تفائلتُ وخير لي من التشاؤم !!
ولو كان التشاؤم هو الاصح


3 - خير أمة
سيلوس العراقي ( 2015 / 5 / 25 - 16:20 )
ان ابناء خير أمة أخرجت للعالمين شرفاء نزهاء لا شائبة عليهم
لا تعنيهم هكذا ممارسات خاصة بامم الكفر والكفار
وبعيدة كل البعد عن اخلاق خير أمة وخير قادة وخير شعوب في العالمين
تحية


4 - المشكلة في العقلية
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 25 - 19:14 )
تحياتي للزميل سيلوس
عقلية العربي تتقبل القمع وتشرعنه
تقبل تحياتي


5 - العزيز Talal A. Musa
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 25 - 19:17 )
تحياتي
ما الحياة دون امل وتفاؤل ؟؟
مودتي

اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: الاحتلال قصف مدرسة الجا


.. رشوا السياح بالمياه.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد السياحة المفر




.. لحظة اعتقال الشرطة الإسرائيلية لمتظاهر في تل أبيب


.. رئيس وزراء بريطانيا الجديد ينهي خطة لترحيل اللاجئين لرواندا




.. شهيدان بينهما موظف أونروا جراء قصف إسرائيلي قرب مخزن مساعدات