الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه

زيد كامل الكوار

2015 / 5 / 27
المجتمع المدني


المحاصصة مرض لا يرجى شفاءه

غير مستور ولا خاف على كل مطلع ، ما للمحاصصة " أيا كان نوعها " من دور وأثر سلبي على الحياة اليومية العامة في المجتمع العراقي ابتداء من الآثار الخطرة التي أفرزتها هذه التجربة النفعية " لمن ابتكرها وصممها " بكل تأكيد إذ لا نفع منها إطلاقا للمجتمع العراقي الذي لاقى منها ما لاقى , وعانى منها وقاسى الأمرين على مدى هذه السنين العجاف ، لقد كان السبب الرئيس لإيجاد بدعة المحاصصة على ادعاء من سعى في إيجادها وتأصيلها في العملية السياسية , هو القضاء على التهميش الذي كان يطول الكثير من مكونات الشعب العراقي , الأمر الذي ألقى ظلاله السلبية على نوعية من شملته المحاصصة بعطفها ، فقد أتاحت امتيازات المحاصصة للكثير من الغث فرصة الظهور على الواجهة الأمامية للمشهد , مسوغة بذلك للكثيرين إلقاء اللوم على من أقحموا في أماكن ومناصب لا يمتلكون الأهلية والكفاءة لتسنمها ، متناسين في الوقت عينه أن عليهم مسؤولية أخلاقية وتاريخية , تحتم عليهم تعرية وفضح هؤلاء الطارئين بغية تحجيمهم وكشف زيفهم ، لا ممالأتهم ومجاملتهم بطريقة وصولية جبانة ، بحجة أن هؤلاء يمتلكون من النفوذ والسلطة أو القرب من السلطة ما يجعلهم قادرين على الإيذاء ، هذه الحجة الواهية جعلت هؤلاء الدخلاء على كل مرفق حيوي وضعوا فيه عن قصد ، يمعنون في الاستهتار و التغول , حيث لا ناه ولا زاجر . وقد وجد هؤلاء في المكاسب التي حصلوا عليها بفضل انتمائهم لحزب أو طائفة أو حتى لعصابة في أحيان أخرى غنيمة لم تكن تخطر لهم على بال ولا في الأحلام , فالذي يتجرأ من غير المنضوين تحت عباءة واحد من هذه الأحزاب أو المسميات ، على انتقاد أحدهم أو إظهاره على حقيقته من الضآلة والصغر ، يجد الوجوه التي تدعي البراءة والسماحة والنزاهة ، وقد كشرت عن أنياب تصبح عندها أنياب الذئاب ابتسامة طفل بريء . ليس هذا فحسب ما نابنا من أضرار من المحاصصة ، بل تعدوا ذلك إلى حشرها في تقاسم المناصب السيادية على أعلى هرم السلطة في الدولة ، فرئاسة البرلمان من حصة المكون (ع ) ، ورئاسة الوزراء من حصة المكون (غ ) ، ورئاسة الجمهورية ، والوزارات , بل حتى على مستوى وكلاء الوزارات ، والمدراء العامين , وقادة الجيش ، والشرطة ، وهنا الطامة الكبرى فقد أصبحت أرواح الناس ومقدراتهم تحت رحمة وحماية من لم يستطع أن يحمي نفسه وعائلته التي تركها وعلى الأعم الأغلب تنعم بالأمان في دول الجوار المستقرة أمنيا أو في دول أخرى قد حصلوا فيها على الجنسية أو اللجوء ، إذ إنهم وببساطة لا يمتلكون من الأهلية والخبرة ما يؤهلهم لتسم مناصب حساسة كالتي تسلموها , لكن ما يبشر بالتغيير وينذر بالتأخير في آن معا ، الاتفاق السياسي الذي تشكلت الحكومة الأخيرة على أساسه ، وإن بدا الالتزام به حتى الآن هشا . فقانون الحرس الوطني وقانون الأحزاب ، والمساءلة والعدالة ، واجتثاث البعث ، كلها قوانين مازالت موضع جدل وخلاف كبيرين ، وما ذاك إلا لأن الحصول على المكاسب لم يعد بتلك السهولة ، فالعجز الكبير في موازنة العام الحالي ، أصاب المتحاصصين بخيبة كبيرة ، بسبب التقشف الذي أجبر الحكومة على إلغاء أو على الأقل تأجيل الكثير بل أغلب المشاريع الكبيرة التي كان يأمل السواد الأعظم من المتنفذين ، الانتفاع بعمولاتها ، وبالمجمل فإن وراء الأكمة ما ورائها . وفي كل الأحوال فإن غاية ما نرجوه نحن الذين ما انتفعنا من هذا ولا ذاك , هو أن يتحرر العراق من هذا النير القاسي الذي أثقل كواهلنا بأناس ولا أعني أن الجميع قطعا , لا يصلحون أن يكونوا رعاة لأنفسهم فما بالك بأن يكونوا رعاة لشعوب بأسرها لا بفضل كفاءة أو براعة فكرية أو إدارية . بل بانتماء كالعبودية لأفكار وعقائد متطرفة مريضة في الغالب أخيرا ليس بوسعي إلا أن أتمنى وأطالب بإنهاء هذه المهزلة حتى لو كلفنا ذلك شهورا أخرى من التأخير بل حتى سنوات ، فمن يركب البحر لا يخشى من الغرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تدمر مقر الأونروا في جباليا شمالي قطاع غزة


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح ا




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة


.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين




.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت