الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكتب المفكر عن اللامفكر فيه

لحسن لحمادي

2015 / 5 / 27
المجتمع المدني


أنا بداية أود الحديث عن الحروب التي تشن باسم السلم، عن الكره الذي يمارس باسم الحب. أود الحديث عن الأمر الذي يتوقف عند حدوده الناس الطبعيون، ـ من الطبع؛ إن لهذا المفهوم ما له من الدلالات ولا دلالة له ـ أي الجانب الذي يعجز عقلنا، أو الحديث عن الزيف الذي يتحقق زيفا.
أود الحديث عن الجوانب المظلمة المحيطة ببقعة الضوء، أو الحديث عن المكان المجرد الذي يتوقف فيه التفكير والتحليل، اخترت أن أوضع هذا الأمر الجلل من خلال حوار بين شخصين؛ الأول طبعي والثاني غير طبعي، هذا في إطار آية:" كان الإنسان أكثر شيء جدلا"، وهي أية وكسابقة أفسر بها قول التوحيدي:" الإنسان قد أشكل عليه الإنسان"، والصحيح من القول هو أن التوحيدي لعله فسر هذه الآية بموقولته الشهيرة التي ذكرتها سابقا، وهي مقوله وضعها محمد أركون منطلق كتابه الذي أخد عنه دكتوراه الدولة الفرنسية المعنون ب"نزعة الأنسنة في الفكر العربي".
قال: إن كل ما مضى من وعي ولا وعي ليس إلا ما توقف في روحه الزمان ليبدأ في وجود آخر، لست في الحاضر، إنما أنا في تحقيق اللامعنى في المعاني التي أعنيها، هكذا أنا وهكذا أنتم ف"ما ملتمس النفس في هذا العالم؟.. وأوسع من هذا الفضاء حديث الإنسان؛ فإن الإنسان قد أشكل عليه الإنسان" وأرى أن السبيل لحل المشكل هو اعتبار المشكل حلا ، إن موت الإنسان موت للإنسان بمعناي.
قلت: طبعت طبعك على الدوام بهذه الأفكار التي خرج منها ضميرك بأنفة وثقة على الدوام، أخاف دوما على أبنائي من أفكارك يا صديقي، أخاف على الحرية من كتابتك عنها، أخاف على العبودية إن عبرت عن معناها، أخاف أن تأتي بنزعة البعث والتقدم وتقدم للأجيال المعاناة والألم وتزوي الشعوب في التخلف والرجعية بمعنى وبآخر في ممالك البشر، أخاف على فكرة الموت فقد تحولها إلى نوم سعيد، أخاف ولا مفر منك ومن ذاتك التي تضع نفسها عن عزم بين كل أفق وأفق. أخاف أن تصبح الأرض هي السماء في دعوتك. أخاف أن يتحول العدم إلى مصدر للخلق.
قال: هذا ما حدث، أرادوني شيئا ثم أردتهم أشياء في اعتباري الجديد للوجود، لذلك أحلم بمزيد من الدمار وبمزيد من الفقر وبمزيد من العلمانية وبمزيد من التخلف؛ لدي حلم فقط بعد ما فعل بي العالم وهو خروج معنى الوجود من معناه وخروج معنى الحياة من معناها ثم خروج الإنسانية من مفهوم الإنسانية، وهكذا يتحول رجاء حلمي إلى كوابيس؛ أليست الكوابيس أحلام نرجو حدوثها؟ أليست أمريكا هي الشيطان؟ أليس الجميع فاقد للعذرية؟ أليس فاقد الشيء لا يعطيه؟ تراوحت الإنسانية دوما بين الكذب والكذب ولم يكن في أي لحظة وجود المعنى النقيض.
قلت: مر بنا الزمن يا أخي وفي الوقت الذي أزيد فيه فهما للإشارات الإلهية تزيد فيه أنت عشقا للإرتكاس، والتبهت، لما لا تختار الموت وتفضل البرزخ؟ لما لم تختر أن تكون شابا واخترت أن تكون كهلا؟ لما اخترت الحب وأنت تكره فقط؟ من سيفهمك؟ من سيحاسبك؟ من أنت لتفعل كل هذا، لما تحاول خرق الأرض وبلوغ الجبال طولا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين