الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يفعل الملحد وهو في صحراء اللامعنى؟

توماس برنابا

2015 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ما بين اللا معنى والمعنى ... تقبع نفسي في صحراء يأس.... متوارية وراء أكوام متوالية من الإحباطات!!!

هكذا أصف حالتي المزرية في هذه الأيام من جراء بحثي عن المعنى .... وأنا هنا لا أبث روح الاكتئاب في نفوس قارئيّ.... ولكن على العكس تماماً!!! ففي حياة كل منا من مر بهذه الحالة أو من يمر بها معي حالياً... وإن لم يمر بها أحد الملحدين المحدثين فليتأكد أنها تنتظره وهي له بالمرصاد!!!

المعنى في حياتنا نحن الملحدين غير مطلق بمعنى أنه ليس غاية دين معين كالبحث أو السعي نحو الحياة الابدية أو الملكوت السماوي أو الجنة!! - وهنا أنا أحسد المغيبين المتدينين بدين ما ويشعرون بمعنى وهمي جمعي من خلاله والملحد قد رفض وهم الأديان ولذلك وجب عليه خلق المعنى الخاص به!- بل المعنى للملحد هو شئ ومسعى شخصي فردي في صحراء شاسعة من اللامعنى .... فيجب أن تخلق لك المعنى الخاص بك ... وتصنعه بيديك وبعقلك .... ومن المؤكد أن ينتابك الاحباط مراراً وتكراراً حتى تصل لمبتغاك .... وأنا هنا لا أتنبأ لك بحياة خالية من اليأس والأحباط .... لأن اليأس و الملل مما عشت وتعيش فيه شئ حتمي بديهي... ورحلة البحث عن المعني الفردي الشخصي الخاص بك وحدك لا غير، مفروشة بإحباطات كثيرة ...!!

فرسمك ومخططك الحقيقي للمعنى المستقبلي الخاص بك غير موجود لم يخلق بعد .... وربما تفشل مراراً حتى تصل إليه.... ربما تعيش سنوات طويلة في نسخة Version أخرى شعرت أنها مناسبة لك ولكنك فيما بعد شعرت بأنها ليست حياتك والمعنى الذي تبحث عنه .... فلزاماً عليك أن تطوي صفحة هذه النسخة من حياتك وتبدأ من جديد!! وأنا توماس برنابا ربما أعيش الأن النسخة الرابعة من محاولاتي الوصول الى معنى حقيقي أصيغ منه هدف لحياتي أو قضية أعيش من أجلها .... وفي الاربع حيوات ... أو الأربع نسخ السابقة من المعنى التي صغتها لنفسي ولم أشعر أنها مناسبة لي .... لم تكن حياتي فاشلة في أعين الأخرين ... بل كانت ناجحة! وقد أثريت حياة الكثيرين وأفدت وأستفدت! ولكن مهلاً ... ليس هو هذا ما أطمح اليه!

أسمع فكر عقول بعضكم بأني سأقضي حياتي هكذا أتنقل من نسخة مختلقة لإخرى من المعنى الذي أخلقه لنفسي دون أن أرضى بأي منها...! ولكن مهلاً ليس الناس متساوون هنا . فربما يقنع البعض في نسخة ما من المعنى الذي خلقه لنفسه في صحراء اللامعنى الذي نعيشها..... وربما نجد البعض طموح لا يشبع مما يخلقه لنفسه من معنى... وربما نجد البعض الأخر يمل سريعاً من حياة خلقها لنفسه وأراد التجديد وليعيش شبابه مرة أخرى وهكذا!

أنا بذلك أكون قد أوضحت أنك في بحثك عن المعنى ربما تغير سكنك أو بلدك أو وظيفتك أو شريك حياتك ... حتى تصل لمبتغاك .... ربما تشعر-أو لا تشعر- بيأس وإحباطات متتالية! ولكنك ستشعر بالحياة .... فمؤشر الحياة لقلب أي مريض يجب أن يتخذ منحى المنخفضات والمرتفعات .... ولكن إن سار في خط واحد مستقيم فهذا معناه الموت! أو في موضوعنا هنا بداية الموات!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راي
Mohamed Boudouahi ( 2015 / 5 / 27 - 19:58 )
موضوع هام يستحق النقاش الواسع

اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية




.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا