الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحتاج مؤتمر الرقابة والمسرح إلى رقابة؟!

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)

2015 / 5 / 27
التربية والتعليم والبحث العلمي


فى ظل انعقاد الدورة الثانية من مؤتمر القاهرة الثقافى الفنى الدولى تحت عنوان (الرقابة والمسرح)، من يوم 23 حتى 26 مايو 2015، الذي نظمه المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية تحت رعاية وزير الثقافة د.عبد الواحد النبوي والدكتور عاصم نجاتي، والذى تم افتتاحه بمسرح الهناجر، صرح الناقد المسرحى والباحث فى تاريخ المسرح العربي الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل بأنه في الجلسة الأولى للمؤتمر تم إلقاء بحثين مسروقين من كتاباته المنشورة عن الرقابة المسرحية.

إبلاغ عن سرقة علمية فى مؤتمر لرواد الرقابة!

يذكر سيد بأنه أثناء حضوره للجلسة الأولى للمؤتمر فوجئ بالمخرجة وسام نصر الله نبيه أثناء قراءة بحثها، أن ما تقرأه هو الموجود في كتابه (الرقابة والمسرح المرفوض) المنشور عام 1997، فخرج من القاعة للحظات وسأل اللجنة المنظمة التي تجلس خارج القاعة عن أوراق هذه البحوث، فقالوا لا توجد أوراق لأن البحوث كلها في (سي دي) تم توزيعه في حقيبة المؤتمر، وبالفعل حصل على ال (سي دي) وعندما تصفح البحوث في مجملها، اكتشف أن بحث وسام مسروق من كتابه، ويضيف أن الغريب انه اكتشف بحثا آخر تم إلقاؤه في الجلسة نفسها، ولكن الباحث كان يعرفه وعندما شاهده جالسا لم يذكر مواضع سرقاته من مقالاته، وتحدث فقط عن مقدمة بحثه وخاتمته، وظهر بمظهر المرتبك (كما وصفه)، وعندما اكتشف أنه سارق لبحثه فهم سبب ارتباكه!، وأشار آسفا إلى أن هذا الباحث للأسف الشديد هو الدكتور عبد الستار فتحي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وقد سرق بحثه من خمس مقالات له منشورة منذ ثلاث أعوام في جريدة الجمهورية.

وتكلم سيد تفصيليا عن سرقة البحث الأول من منطلق وصفه بأنه مؤلف أول كتاب عن الرقابة المسرحية بعنوان (الرقابة والمسرح المرفوض)، مشيرا إلى انه الكتاب الأوحد في مصر والعالم العربي في هذا المجال، وتمّ نشره عام 1997 في هيئة الكتاب، حيث سرقت الأستاذة (وسام نصر الله) المخرجة التلفزيونية والباحثة المسرحية، عدة صفحات من كتابه هذا، وصنعت من سرقتها بحثاً مسروقاً بعنوان (الرقابة بين الماضي والمستقبل).

ولقد نشر سيد نماذج من بحثها المسروق على حسابه الخاص على الفيسبوك، ووضع تحت المواضع المسروقة خطوطا حمراء، وكتب بجانبها أرقام صفحات كتابه الذي سرقت منه دون الإشارة إلى اسمه أو إلى عنوان الكتاب، كما وضع أيضا صور صفحات كتابه (الرقابة والمسرح المرفوض) ووضع خطوطا حمراء أيضاً تحت الأجزاء المسروقة منه، مع تحديد مواضعها في الصفحات المسروقة في بحث وسام مع تحديد أرقام الصفحات، وأضاف أن من يقارن بين هوامش البحث المسروق وهوامش كتابه فيما يتعلق بمصادر ومراجع الأجزاء المسروقة، سيبعد عن فكره أي احتمال لوجود توارد أفكار أو أن السارقة اطلعت على نفس الصادر والمراجع، لأن بعض هذه المصادر لا يوجد منه نسخة واحدة صالحة للاطلاع في دار الكتب لأنها في الترميم منذ عشر سنوات.

وأكد انه على استعداد لأن يواجه السارقة أمام الجميع وانه سيطلب منها (فقط) وصف طبيعة بعض المصادر والمراجع، لأنه يعلم علم اليقين أنها لم تر أي مرجع أو مصدر بل اكتفت بنهب جهده العلمي.

الرابط الخاص بالبحث الأول(*):
https://www.facebook.com/sayed.ali.984/media_set?set=a.965301513490938.1073742007.100000332941526&type=1

كما طالََب سيد الدكتور عاصم نجاتي بوصفه المسئول عن مؤتمر (الرقابة والمسرح)، ألا يتستر على هذه الجريمة، وأن يعلنها صراحة بأن بحث وسام نصر الله تم حذفه من برنامج المؤتمر، ولن يُنشر ولا يُعتد به وكأنه لم يكن.

أما عن سرقة البحث الثانى، فأوضح انه يملك أصول الوثائق الرقابية المسرحية، التي لا يملكها أحد في مصر، وانه أراد أن يفرج عن بعضها في صورة مقالات، نشرها في صفحة المسرح بجريدة الجمهورية منذ ثلاث سنوات تحت رعاية الناقد حسن سعد، واستكمل أن هذه المقالات سرقها الدكتور (عبد الستار فتحي) رئيس الرقابة حاليا، وصنع منها بحثاً شارك به في الجلسة الأولى أيضا للمؤتمر.

ولقد نشر سيد نماذج يسيرة من مواضع السرقات في بحث عبد الستار، والذي لا يتعدى خمس عشرة صفحة، وأشار إلى أن الأجزاء المسروقة من مقالاته هي صُلب بحثه والتي تُمثل أهميته العلمية، وأعلن أن موضوعات هذه المقالات ووثائقها الأصلية موجودة في بيته، ولا يعرف عنها أي مخلوق شيئاً!.

لذلك قام سيد أيضا بمطالبة أخرى من الدكتور نجاتى، ألا يتستر على هذه الجريمة كذلك، وأن يعلنها صراحة بأن بحث الدكتور عبد الستار فتحي تم حذفه من برنامج المؤتمر، وانه لن يُنشر ولا يُعتد به وكأنه لم يكن!!.

الرابط الخاص بالبحث الثانى:
https://www.facebook.com/sayed.ali.984/media_set?set=a.965297810157975.1073742006.100000332941526&type=1

شهادة وفاة البحث العلمى على مسرح الهناجر

ولقد نشر سيد (على حد وصفه) شهادة وفاة البحث العلمى على صفحته الخاصة، حيث قال انه بعد أن قام بنشر أدلة دامغة على سرقة القائمين على البحثين السالف ذكرهما، وذلك بالمقارنة الواضحة، مع تقديمه لمطالبة من نجاتى أن يقوم بإلغاء البحثين وان يمنع نشرهما، انه بالرغم من ذلك قام نجاتى أمس بقراءة التوصيات فى حفل ختام المؤتمر على مسرح الهناجر، وذكر سيد أن أهم توصية قالها هى (إعادة البحوث إلى المشاركين فى المؤتمر لإعادة صياغتها من اجل نشرها)، مما وصفه سيد بذلك بأن نجاتى يتستر على الجريمة، وانه يشارك اللصوص فى جريمتهم بدلا من فضحهم، واستكمل سيد بأنه منحهم شهادات تقدير لمشاركتهم الفعالة فى وقائع المؤتمر.

كلمة من جانب الناقد سباعى السيد

أما الناقد الفنى سباعي السيد فمن جانبه علق على الأمر على صفحته الخاصة بالفيسبوك، حيث أكد أن الدكتور سيد علي إسماعيل هو أستاذ باحث معروف فى مجال تاريخ المسرح، له انجازاته الواضحة والبارزة على صعيد التوثيق للمسرح المصرى والعربي، والتأريخ للعديد من الشخصيات والحقب الزمنية، مضيفا أن أعماله اتسمت بالأصالة والتحقيق العلمى والعمل على الوثائق الأصلية، وبذلك فقد قدم خدمة كبيرة للمسرح العربي للباحثين فى تاريخ المسرح المصري والعربي، ويصعب على الباحثين فى هذا المجال أن يتجاهلوا عمله الدؤوب، والذى أسفر عن عشرات المقالات والمؤلفات.

ويجد سباعي أن السطو على جهد الدكتور سيد بأنه أشبه بالفخ، لان سيد يعشق البحث عن الوثائق، ويعتمد فى أبحاثه على وثائق أصلية ونادرة، فإما أن يكون الباحث قد اطلع على الوثيقة الأصلية (التى غالبا ما تكون بحوزة الدكتور سيد) أو نسخة عنها، أو انه اطلع عليها من خلال الدكتور سيد وكتبه المنشورة، وفى هذه الحالة فلا يمكن على الإطلاق ألا يُحال القارئ إلى المرجع الاصلى الذى استقى منه المعلومة، وإلا كانت واقعة السطو ثابتة ومؤكدة ومحققه.

كما وجه سباعي رسالة إلى سيد قائلا فيها:
إلى الصديق الدكتور سيد علي إسماعيل أقول أنت "بكرامة"، وأشكرك على جهودك المخلصة فى خدمة المسرح والثقافة العربية، وأتوقع من الصديق الدكتور عاصم نجاتى رئيس المركز القومى للمسرح، أن يحقق فى هذه الوقائع الدامغة، والأدلة التى ساقها الدكتور سيد علي إسماعيل، وأن يُعلن عن النتائج أيا ما كانت، والتى لا شك تسئ لمن وجهت إليهم تهمة السرقة إن ثبتت، أكثر من اى شخص أخر.

أسئلة تطرح نفسها
وأخيرا نجد أنفسنا أمام أسئلة تطرح نفسها، فى حالة إثبات التحقيق صحة تلك السرقة العلمية (بالرغم من وضوحها بالدلائل القوية التى أظهرها الدكتور سيد علي) وهى:

إن كان هذا المؤتمر عُقد على مستوى دولى ليكون فرصة لمناقشة الأمور الرقابية على الإبداعات الفنية المسرحية، هل هو فى الواقع يحتاج إلى رقابة حقيقية على ما قدمه به ويقدمه المتخصصون الذين هم يمثلون إرشاد وتوجيه لفنون واجتماعيات هذا البلد؟ وذلك لما يتبين من سرقات علمية لأسماء لها وزنها على مستوى الفن والمسئولية، كما ذكر الدكتور سيد علي بدلائله!.

وهل وصل الأمر من سوء إلى أن تحصد الجلسة الأولى فقط لمؤتمر دولى اثنان من ممثلى مصر يقعا تحت الاتهام بالسرقة العلمية؟ وذلك فى تجاهل لمجهود شخص أخر دون احترام لمرجعية علمية أو لأمانة مهنية من قِبَل هؤلاء المنوط بهم أن يكونوا قدوة!، وهما من المفترض أنهما يمتلكان تلك الاحترافية والأمانة، مما أهلهما ذلك لحضور هذا المحفل العلمى على مستوى دولى ليمثلا مصر!.

ولماذا هذا الصمت والتجاهل من مسئولى المؤتمر تجاه المطَالِب التى وجهها الدكتور سيد؟

وحتى متى تظل حقوق الملكية الفكرية مُنتًهَكة فى مصر؟

وكيف نرجو مستقبلا أفضل لإبداع وثقافة فى مصر، يقوده مبدعين ومسئولين يتجاهلون أولى حقوق الإبداع والبحث؟

وكيف لمؤتمر عن الرقابة أن يحقق أهدافه وهو يحتاج إلى رقابة؟!

وفى النهاية نرجو من المسئولين عن المؤتمر أن يتخذوا موقفا واضحا كما طالب الدكتور سيد، وتضامن معه عدد كبير من الفنانين والنقاد فى ذلك.

__________________________
(*) وحيث اننى لم أتمكن من إضافة صور على هذا الموقع، فأدعو القارئ لتتبع الروابط المذكورة أعلاه، والتى تحتوى على شرح الدلائل بالصور التى نشرها الدكتور سيد علي من خلال حسابه الخاص على الفيسبوك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟