الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظاهرة التكفيرية ... اهي ظاهرة جديده ؟

اثير حداد

2015 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الضاهرة التكفيرية ... اهي ضاهرة جديده ؟
اثير حداد
# العراق، سوريا، ليبيا واليمن ما الذي يجمع بينهم . جمهوريات وراثيه تحكم عبر مركزيه شديده لا بل تسلطيه فكريا و سياسيا . تبتلع الدولة فيها من قبل السلطة وتبتلع السلطة فيها من قبل الحزب ويبتلع الحزب من قبل عائلة ومقربي رئيس الحزب او الدولة .
حكم العراق حزب البعث لغاية 2003، وحكم الحزب والدولة والسلطة صدام حسين. حكم معمر القذافي ليبيا وكان هو السلطة والدوله والعشيرة والجامعة . سوريا ليس هناك اختلاف كبير وكذلك اليمن.
ساتطرق للعراق كمثال للثلاث المتبقيه من تلك الجمهوريات، على اعتبار ان العراق هو المنهج لاثبات العام لجميع تلك الجمهوريات.
حكم البعث العراق عبر مركزيه شديده، لا شيئ يمر خارج المركز. اما الباقي من كبار الحكوميين فهم مجرد اقمار يدورون حول الكوكب الرئيس المتمثل بالامين العام للحزب ورئيس الجمهوريه. دعوني اضرب مثالين في درجة المركزيه . لدى احتلال الكويت من قبل العراق لم يكن وزير الدفاع ولا رئيس اركان الجيش على علم بالموضوع ولم يستشاروا بالخطه اطلاقا لا بل ولا حتى قيادة حزب البعث من قيادة قطريه او قوميه. المثال الاخر هو في 2003. فعلى اعتبار ان صدام حسين هو القائد العام للقوات المسلحة فقد قسم العراق الى مناطق عسكريه معينه لا تمت بصله لاي تخطيط عسكري ووضع قيادتها بيد ولديه والمقربين منه فقط وجميعهم لا يفقه في الفنون العسكريه.
خلال فترة حكم البعث لم يكن هناك ايه مساحة للاختلاف في الراي، فقد التف حزب البعث على تحالفه مع الحزب الشيوعي، وضم قسرا الافراد من التنظيمات القومية الاخرى ، ثم تحول الى داخله. والمطلع على التاريخ يعلم كيف صفى صدام حسين كل معارض له داخل الحزب والسلطة في مهزلة 1979, فاتهم قادة من حزبه بيقاضي مبلغ هزيل من بعث سوريا للقيام بانقلاب، مدعيا لنفسه تمثيل الفكر القومي حصرا، اما ما عداه فهم اما عملاء للامبرياليه والصهيونيه والرجعية العربيه او لا وطنيين. والكل يعلم ان ذلك لم يتم عبر صراع سياسي وفكري سلمي بل دموي هائل في جريانه. وكان الفرد العادي العراقي في السبعينيات يعي ماذا يعني " نعي " وفاة احد قادة حزب البعث في طريق الحله. اما حادثة تصفية القيادي البعثي الركابي فمثال اخر على اسلوب التصفيه لكل مختلف، ومخالف لفكر وطموحات صدام حسين. فحولت قيادة الحزب الى امعات في مسرح الدمى التي يخرجها وينتجها صدام حسين نفسه. وفي هذا الاطار لابد ان اذكر الحديث الذي دار بيني وبين احد قيادي حزب البعث للفرات الاوسط رحمه الله، وكان اللقاء في خارج العراق، حيث قال لي : اخاف ان انام فاحلم بموت صدام فاعدم على حلمي.
ما الموقف من الشعب الكردي ؟ بعد تصاعد اسعار النفط في سبعينيات القرن الماضي وبالتالي ارتفاع عائدات النفط بشكل هائل فهم البعث ان باستطاعته تصفية القضية الكرديه ( حق تقرير المصير) فخرج عن اتفاق اذار ووقع اتفاقية الجزائر . ثم اطلق " تحرير القدس " عبر البوابة الشرقيه.
اقام النظام البعثي جهاز امني مرعب يشمل جميع جوانب الحياة، مما جعل المجتمع المدني مشلول بالكامل، لا يمتلك وعيا باهميته ومكانته، مما اثر على دور ومكانت الفرد العراقي في بناء مستقبله في المراحل اللاحقه، لا بل ان الجيل الحالي الذي ولد في القرن الماضي لا يزال ينظر الى دور لقائد متميز ينقذه قائد " ضروره"، وعي المواطن هذا يجرى بحثاثه خلف كل من يرفع اصبعه تخويفا للاضعف، يجري حثيثا وراء كل من يبيعه الوهم، لانه لا يثق بامكانياته. انتبهت لاكثر من مره الى درجة تشويه الوعي للعراقي، فلاكثر من مره يظهر شاب عراقي اصابه الحيف، فكيف يتناوله. يظهر الشباب العراقي متدافعا امام الكاميرا التلفزيزنيه ليعلن: ما تردونا انطونا جوازات سفر خلونا نسافر. هذا مستوى الوعي السلبي للفرد العراقي، لا يؤمن بان الوطن مشترك للجميع بل هو للقياده، اما هو، المواطن، فهو ينتظر تصدق القيادة عليه.
يحاول البعض وسم نظام البعث بانه نظام علماني، ومع كل الاسف ينجر خلف هذا التوصيف بعض العلمانيين. فهل ان نظام البعث علماني ؟
ما معنى علماني ؟ انه نظام يقوم على فصل الدين عن السياسه. ماذا عن التعليم ؟ التعليم يستند على العلم فهو اذن يدرس النظريات العلميه، وليس من المعقول ان لا تدرس في المدارس نظريه دارون للتطور ويكتفي المنهج بتدريس نقد دارون . فعلى اقل تقدير اين الحيادية للدولة العلمانيه كما يسمونها البعض .
في مناهج التاريخ كان يدرس تاريخنا على اساس انه تاريخ " ملائكه" بينما تدرس تاريخ الشعوب الاخرى والامم الاخرى على اساس دماء ومؤامرات الخ . كانت الكتب المدرسيه تضم عبارات او ابيات شعر من قبل :
*السيف ابلغ انباء من الكتب
* اذا بلغ الفطام لنا صبيا تخر له الجبابرة
*وطن تشيده الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم
هذا نزر من اكوم من تجهيل الوعي
من ما تقدم اردنا ان نوصف بان النظام السابق مهد الارضيه لخلق داعش عبر رفض الاخر وتكفير كل مخالف وتصفيته جسديا، وهو نفس ما تقوم به جماعة التكفير والهجره.
واعتقد ان ما تقدم يجيب على التسائل عن سبب كون الغالبية المطلقه من قيادي داعش هم من القياديين العسكريين والمخابرات تحديدا من حزب البعث, لانهم تربوا على اساس احتقار الجماهيروعلى اساس ان الجماهير مجموعة من الغوغاء يتوجب قيادتهم عبر صدمات الرعب الهائل والانقلابات والميكيافليه او البراغماتيه المطلقه وتبرير ذلك " كل شيئ من اجل المعركة"، فتحول هذا الشعار من قبل داعش الى كل شيئ من اجل دولة الخلافه.
عندما شاهدت فديو حرق الكساسبه، واعدم الاقباط المصريين في ليبيا في مشهد صدمة الرعب القصوى شحنت ذاكرتي الى الفديو المسرب من قبل حزب البعث لاجتماع قيادة حزب البعث عام 1979 عندما كان صدام حسين يدخن " جروته" ويقرأ اسماء ثم يصرخ " اخذو " ، فيتقدم عدد من الجلادين لجره الى خارج القاعه . ويذكر البعض ان صدام حسين انهى حياة نعيم حداد بنفسه بعد ان قطع لسانه وهو يردد " حقير تحجي عليا". ويقال ايضا انه دهسه بحادلة الطريق.
وكي لا افهم بانني مبرر للنظام الحالي يتوجب علي ان اختم بجملة واحده وهي : ان القادة السياسيون الان وجدو ان تشويه الوعي لدى الفرد العراقي افضل طريقه لا ستمرار حكمهم، كما وجدت داعش ان ذلك الارث ارضيه جيده لاعادة " امجاد" وهميه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: -أموت أو أقتل أفضل لي من التجنيد بجيش التدمير- يهودي م


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش




.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت


.. 86-Ali-Imran




.. 87-Ali-Imran