الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية الإخوان للمرأة ج5

سيد يوسف

2005 / 10 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رؤية الإخوان للمرأة ج (5)
سيد يوسف

تمهيد
أى فهم مغلوط يمكن التعامل معه بالفكر والحجة السليمة وفى يقينى ان الإسلام ليس فقيرا فى حجته وليس خوافا يخشى المواجهة والحوار ..
لكن
هناك فئة يريدونها عوجا يريدون للباطل ان يعلو ولو كان باستخدام أساليب ملتوية ينأى عنها الشريف لدناءتها ...هذه الفئة استطاعت ان تنفذ بخبث ماكر إلى الطعن فى الدين من خلال رؤية وتصور بعض العلماء لقضايا المرأة والتى كانت تغلب عليها رؤية بيئة وفتوى أكثر منها رؤية حكم وقرار

استطاعت تلك الفئة (وهى لا تخفى كراهيتها للشريعة الإسلامية ان تكون حاكمة لمجتمعات إسلامية )
استطاعت ان تطعن فى الدين متخذة من الرؤية الغربية معيارا لها ولا عجب فهم لا ينتمون إلينا إلا انتماء الافاعى التى تريد بث سموم بدعوى تشخيص الداء ....فادعت ان الإسلام يهين المرأة واتخذت من فهم مغلوط لقضايا الميراث والحجاب ومباشرة الحقوق السياسية نماذج لبث تلك السموم الكريهة

فكيف قارع الإسلام تلك الحجج الواهية؟
وكيف خط بأدلة دامغة سطورا تتطابق مع الفطرة النقية والتى أكدتها كثرة من الأبحاث الغربية؟

على مستواى الشخصى حينما اسمع كلمة قضايا المرأة يقفز إلى ذهنى مجهود رجل نحسبه من المخلصين الذين نافحوا عن الدين بعقل يقظ وقلب نابض بهموم امته1: الشيخ محمد الغزالى
ومعه ثلة من المفكرين كالدكتور محمد عمارة ، والقرضاوى، وعلى الطنطاوى، وغيرهم.

ولو أن الذين يحملون على الإسلام هجمتهم لو أنهم قرأوا قبل ان يتكلموا لأراحوا واستراحوا لكنه الحقد والقلب المريض أو الجهل العريض.

فهل استخلص الإخوان تلك الرؤية الايجابية وطرحوها فى مبادرتهم ؟
إن كان نعم فهلا رأينا واستعرضنا ذلك، و إن كان لا فهلا تتبعنا ذلك النقص لنسده ههنا.

طرح الإخوان رؤيتهم للمرأة من خلال مبادرتهم التى أطلقها أ/ مهدى عاكف وجاء فيها :

إن المرأة هى نصف المجتمع وهى القائمة على تنشئة الأجيال رجالا ونساء ، فلا ريب فى استحقاقها أن تكون الجنة تحت أقدامها ، وهى مخلوق طاهر مكرم كرمه الله تعالى كما كرم الرجل (ولقد كرمنا بنى آدم ...) وهى مخلوق عاقل ورشيد وهى مخاطبة بالخطاب الإلهي فى القرآن والسنة كخطاب الرجل ومكلفة مثله ومسئوليتها كاملة ، فمسئوليتها الجنائية والمدنية كالرجل وذمتها المالية كاملة ، وجميع تصرفاتها المالية صحيحة ونافذة دون الحاجة إلى موافقة زوج أو أب أو أخ أو غيرهم، ونطاق قوامة الرجل على زوجته محصور فى مسائل المشاركة الزوجية – فقط – وهى قوامة مودة وتراحم وتشاور فى مقابل مسئوليات يتحملها الزوج ولهذا المقام الكريم نرى :

1. أن من حق المرأة المشاركة فى انتخابات المجالس النيابية وما هو فى مثلها

2. من حقها أن تتولى عضوية هذه المجالس فى نطاق ما يحفظ لها عفتها وحيادها وكرامتها دون ابتذال .

3. من حقها تولى الوظائف العامة عدا الإمامة الكبرى وما فى حكمها .

4. القضاء على الأمية المتفشية بين النساء ولا سيما فى الريف .

5. تضمين مناهج التعليم ما يتناسب مع طبيعة المرأة ودورها وحاجتها .

6. صيانتها فى كل مكان : فى وسائل الانتقال وفى أماكن العمل .


تأملات فى تلك المبادرة

1/ أنصف بيان الإخوان حين قالوا (فمسئوليتها الجنائية والمدنية كالرجل وذمتها المالية كاملة ، وجميع تصرفاتها المالية صحيحة ونافذة دون الحاجة إلى موافقة زوج أو أب أو أخ أو غيرهم، ونطاق قوامة الرجل على زوجته محصور فى مسائل المشاركة الزوجية – فقط –)

وهذا يتطابق مع ما يراه كثير من العلماء حين كانوا يقررون أحكام الدين لا الفتاوى التى تقدر شخصا وزمانا ومكانا ومفتيا بحسب متغيرات عدة يعرفها دارسوا أصول الفقه.

2/ بخصوص البند الثالث من بيان الإخوان فهذا حق ينزل بنا إلى طبيعة الفطرة التى فرضها الله على كل جنس
وليس فى هذا انتقاص وانما هو نزول على مقتضيات الفطرة والطبيعة النفسية والإنسانية .
وهذا يتطابق مع أمرين:
رؤية الدين الإسلامى وهذا حكم ربى ومن اصدق من الله حكما وأصوب رؤية؟
ثمرات العقل الحر وبعض الدراسات الإنسانية والنفسية .

3/ أما ما المقصود بالإمامة الكبرى الآن؟
فهذا خلاف فرعى له مكانه الذى يدرس فيه.

4/ فى البيان رؤية واقعية لمشاكل المرأة فى مصر من حيث نقص التعليم مقارنة بينها وبين البنين وهذه مقتضيات أمية منتشرة فى مجتمع تبلغ فيه نسبة الأمية تقريبا 50 % وليست مطالب دين كما يزعم السذج.

5/ وفى البند الخامس مراعاة لطبيعة الدور الاجتماعي الذى يناط بالمرأة اجتماعيا.

6/ من خلال الاستعراض الموجز لهذه المبادرة يمكن القول رغم اختزالها لبعض الأمور:
ان هذه المبادرة قد راعت البعد الثقافى والمعرفى والاجتماعى والنفسى للمرأة من خلال رسمها للملامح العامة لرؤيتهم ويبقى بعد ذلك التطبيق ......ونقول لمن يتبنى هذه الأفكار افلح ان صدق لا نقولها سخرية كلا كلا وإنما لنشد من أزره أيا كانت صفته.

7/ كنت آمل ان تشير المبادرة إلى دراسة إمكانية ان تخصص أعداد محددة للمرأة فى المجالس النيابية لا لشيء إلا لان الثقافة الذكورية ما تزال هى المسيطرة على أفكار قطاع عريض من جموع الشعب: سيادة تلك الثقافة تعنى احتمالية نجاح عدد محدود للغاية من مقاعد المجلس للسيدات .

فى النهاية
نسأل الله ان يهيىء لمصرنا الحبيبة أمر رشد
سيد يوسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف


.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على




.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم




.. 137-An-Nisa