الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاليد عادة الزواج عند قبائل النوبة بمنطقة هيبان

ايليا أرومي كوكو

2015 / 5 / 29
العلاقات الجنسية والاسرية



للزواج عند مجتمعات النوبة في قبائل ريفي هيبان قدسية وخصوصية تندر وجودها في المجتمعات الاخري .
ويكاد الزواج عندهم ان يكون سر مقدس بل بالحق والحقيقة هوكذلك . وتثب الثوابت العلمية صحة زيجاتهم بحرمان الفرد في شجرة الاسرة الواحدة متزن الزوج من اصل شجرة الاسرة .. وهذه واحدة من المزايا والموروثات العلمية الفطرية في مثل هذه الزيجات ومن محاسهنا سلامة المواليد من ضعف الجينات الوراثية التي ينتج منها التشوهات الخلقيه والامراض الوراثية التي من اسبابها الرئيسة زواج الاقارب ...
انهم يقدسون صلة الرحم فبنت وابن الخال والعم والخالة والعمة هي أخت وأخ شقيق يحرم الزواج منها او منه . ومن يتزوج من قريبه قريبته ينظر اليه كمن أتي منكراً او فعل فاحشة وعار لا يقل وقعه علي الاسرة والمجتمع من خطيئة زني المحارم ..
المهر عند سكان نوبه هيبان يختلف من اسرة الي اخري بحسب حجم الاسرة ومدي فقرها او غناها وفي الاصل كانت المهور تدفع في شكل بهائم من بقر و ماعز وانعام اخري تحسب حسب عادة الاسرة ..
الضبائح او الكرامة جزء بسيط من المهر يدعي اليه الاعمام والعمات واخوان واخوات البنت للتحاور التشاور والاخذ والرد في موضوع زواج البنت والتعرف علي العريس وأهله عن قرب وتحديد موعد دفع المهر ومن ثم تحيد موعد الزواج ...
ليست للضبائح او الكرامة ان جازت التسمية علاقة بتحريم زواج الاقارب من اصل شجرة الاسرة الواحدة . الاسرة ترفض رفضاً باتاً مبدأ مثل هذا الزواج من حيث المبدأ لانها تعتبره نوع من انواع زواج المحارم .. وهذا الزوج عار وحرام عندهم لايجوز مباركته او المشاركة فيه البتة . وان حدث مثل هذا الزواج في الاسرة الواحد يعد خرقاً كفيل بأضعاف رباط الاسري وتفكيك نسيجها او تقطيع اواصر صلة الرحم يعني خراب ديار عديل شتيت اهل ..
الضبائح ليست بالعادة الضارة كما يذهب البعض لكنها موروث ذات خصوصية جد جميل عند هذه المجتمعات المحافظة علي العادات والتقاليد القيمة لا سيما في مسئلة الزواج .. ولان الزواج هو رأس الزاوية والنواة الاولي في بناء الاسرة والمجتمع السليم المعافي وجب علي تلك المجتمعات البسيطة مرعاة بنائها علي الاسس السليمة لأستمرار البناء الاسري السليم . ولمة الاقارب في يوم الضبح ة تحدث بنفس القوة و الزخم عند اكمال مراسيم الزواج اذ يشترك كل الاهل من الرجال الاباء يشتركون قبل مناسبة الزواج في اعداد بيت العريس و تجهيز مزرعته وتجميع والتبرع له بالبهائم ومعدات الزراعة .. ومن الجانب الاخر تقوم كل النسوة بجمع مستلزمات العروس المختلفة من مؤنة العام من الذرة والسمسم والفول والحطب وكل انواع الاواني المنزلية والقيام بتزيين غرفة العروس بالفلكلور البلدي .. يعني العريس والعروس بيدخلو بيتهم وهم مكتفيين اقتصادياً وممكن يرقدوا قفي لأكثر من عام متنعمين بالخيرات الوفيرة .. هذه النعم والبركات وفرها لهم أهلهم في جلسة ضبيحة وكرامة ساده ود والفة ومحبة توطدت فيه صلة الرحم ورتق فيه الوشائج الاسرية ... وفي ىمثل هذه الاجتماعات تتم مناقشة كل المشاكل الاسرية وفية تحل كل المسائل العالقة من الخصومات وتتصافي النفوس من كل الشوائب وتتصالح ...والملاحظة المهمة جداً هو قلة الطلاق او شبه انعدامة لهذا السبب او لأي سبب اخر مها كبر او صغر وهذا يرجع الي القواعد السليمة التي تبني عليها الزواج الا في حالات خاصة ونادرة جداً ..
الهجرة الي المدن والظروف الاقتصادية القاسية ليست خصماً من رصيد العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمعات الصغيرة تحول دون المحافظة علي اصولها وتقاليد هويتها .. وهذا بالطبع لا يعني التعصب و التمسك الاعمي بما يضر بالافراد اذ توجد مرونه وتساهل ممارس بالفعل في عادة الزواج في المدن لكن دون التخلي الكامل من هذه العادات بل يحدث تحسينها وتجويدها الارتقاء بها للافضل .... وفي هذه مرعاة عدم والذوبان في الاخر الانصهار كالعميان ، ويجب ايضاً ملاحظة بأن تقليد عادات الاخرين في الزواج وترك تقليدك يعني ترك الهوية و الخصوصية المميزة لك كانسان متميز وهذ هبة من عطايا الله ... !!
كل انواع وتقاليد الزواج في بلادنا السودان والعالم من حولنا لها جوانبها الموجبة والسالبة وكل الناس تشتكي من غلاء المهور .. عندك انت الغلاء في الضبيحة وعند الاخر في دهب العروس وفي النهاية هو زواج مقدس عند هذا المجتمع لايمكن التخلي عنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امرا?ة ثمانينية كورية تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون الكوري


.. عازفة على أوتار الأمل




.. دراسة مغربية حديثة ترصد أثار زلزال الحوز على الحقوق الاقتصاد


.. الناشطة الحقوقية عضو فيدرالية رابط حقوق النساء بجهة درعة تاف




.. المحامية وعضوة فيدرالية رابطة حقوق النساء فتيحة اشتاتو