الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرقص في الكتاب المقدس والتقليد اليهودي

سيلوس العراقي

2015 / 5 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يعتبر الكتاب المقدس العبري من أقدم المصادر المبكرة حول تقليد الرقص في تراث الشعب اليهودي ـ بني اسرائيل.
فترد في الكتاب المقدس عبارات مختلفة لوصف الرقص والأغراض المختلفة منه ومناسباته المتعددة.
فالنبية مريام أخت هرون في (خروج 15: 20 ـ 21) : " أخذت دفاَ في يدها، وخرجت النساء كلهن وراءها بدفوف ورقص . فغنت لهم مريم : أنشدوا للرب جل جلاله ، الخيل وفرسانها رماهم في البحر".
وابنة يفتاح في (قضاة 11: 34) : " خرجت للقاء أبيها يفتاح بالدفوف والرقص، وهي وحيدة له إذ لم يكن له ابن او ابنة سواها". ترد العبارة meholelot ـ الرقص تعبيراً عن المجد وعن الخلاص والنجاة.
ويتم تصوير بنات (شيلوه) وهنّ يؤدين الرقص halot bameholot في (قضاة 21: 20 ـ 21) في حفلة أو عيد للكروم، حيث يقدمن أو يعرضن البنات أنفسهن فيه أيضا للزواج.: " فاوصوا بني بنيامين وقالوا لهم: إذهبوا وأكمنوا في الكروم وترقبوا، فاذا خرجت بنات شيلوه للرقص، فاخرجوا من الكروم واخطفوا كل رجل امرأة منهن، واذهبوا الى أرضكم"،
وحينما صنع الاسرائيليون العجل الذهبي أخذوا يتراقصون أمامه (خروج 32: 6) : "فبكروا في الصباح وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة وجلسوا يأكلون ويشربون ، ثم قاموا يمرحون"، ترد هذه الصورة للرقصة في العبرية بمعنى التسلية والضحك او اللعب أمام العجل أو قل كما يرد في بعض المخطوطات "ثم قاموا يعربدون"..
ويروى في ( 2 صموئيل 6: 14 ـ 16) أن داؤد الملك (ميحاركير) meharker و mephazez (ميفازيز)، أي يقفز ويرقص ، بمشاعر وحماس، دينيين، حينما ظهر أمامه تابوت العهد محمولا .
ويأتي الرقص تعبيرا عن الحداد misped والفرح rikud في كتاب الجامعة 3: 4 "للبكاء وقت وولضحك وقت، للنحيب وقت وللرقص وقت".
ويتجمع حشد من الشعب بمرح للتعبير عن احتفاله hogegim في 1 صموئيل 30: 16 "فقاد داؤد اليهم فرآهم هنا وهنالك ياكلون ويشربون ويرقصون فرحا بالغنيمة الوافرة التي أخذوها "، ومزمور 42 : 5.
وفي كتاب التلمود، فان أغلب مايتطرق اليه في هذا الشأن، الرقص، فيأتي في اطار أداء بعض الطقوس في هيكل اورشليم. فالاعياد التي يذكرها، يرتبط بعضها بالدورة الموسمية الزراعية التي تتزامن معها ثلاثة أعياد يتم فيها الحج الى اورشليم. فعيد الفصح يتزامن مع موسم الحصاد في فصل الربيع (لاويين 23: 10). واسبوع القطاف ـ الاسابيع أو الخمسين (لاويين 23 : 16) المتزامن مع موسم اوائل الثمار الصيفية. وعيد المظال (سوكوت) في فصل الخريف (تثنية 16: 13) وفي نهاية هذا العيد يقام احتفال يسمى (سمحات بيت هاشويفا) هذا الاحتفال تعرّض أو مرّ بتغييرات وتحويرات بحسب الظروف خلال التاريخ اليهودي. ففي زمن الهيكل الثاني في اورشليم ، كانت تمارس صباح كل يوم خلال أيام عيد السوكوت ممارسة (صبّ أو اراقة المياه) ـ بالعبرية نيصوح ها مايم ( ن ي ص و ح ه م ي م ).
وبحسب التلمود فان عيد السوكوت (الذي يأتي سنويا بطبيعة الحال) هو الزمن الذي يقرر ويحكم فيه الله العالم بما يخص هطول الامطار، لذلك فهو الوقت المناسب الذي يقوم فيه الشعب بالتوجه الى الله من أجل طلب عطية المياه والامطار في اوقاتها المحددة الضرورية لحياة الانسان والزرع. المياه التي كانت تستخدم في ممارسة (صبّ المياه) كانت مياه بركة سلوام (ها شيلوا) في مدينة الملك داؤد ، وكان يحمل الحجاج من مياهها بفرح وابتهاج. وفي كل مساء من ايام العيد كان يتجمع الشعب الحاج بالآلاف في باحة الهيكل المخصصة لذلك، للمشاركة ومشاهدة (سمحات بيت هاشويفا) (الابتهاج في مكان جري المياه). يرافق ذلك الغناء والتراتيل ورقصات الشعب المحتفل وهو يغني ويرتل في مدح اله شعب اسرائيل. وغالبا كان الراقصون يحملون مشاعل النور الملتهبة المنيرة، وترافق رقصاتهم موسيقى الالات الموسيقية على الاعواد والقيثارات والصنوج والابواق وأجواق اللاويين خدمة الهيكل . وبحسب ما يرد في المشناه : (من لم يرى البهجة في صبّ المياه الجارية (بيت هاشويفا) فانه لم يرى البهجة في حياته كلها ).
وبعد سقوط الهيكل 70 م وبدء الشتات اليهودي ، بدأت اقامة الاحتفال بهذا العيد وهذه الممارسة في أماكن أو قاعات خاصة غالبا تكون في السيناغوغات ، او في في المدرسة اليهودية التابعة للسيناغوغ او للجماعة ، ويستغرق وقت الاحتفال المساء الى ساعة متأخرة من الليل.
الى اللقاء مع تتمة للمقال مع رقصات يهودية أخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العرازيل
سمير ( 2015 / 5 / 30 - 16:42 )
تحية استاذ سيلوس, اعتقد ان عيد المضال هو نفسه العرازيل, اليس كذلك؟ كان اصحاب البساتين يضفرون اكليل من الرمان مع اغصانه بمناسبة هذا العيد اليهودي, وكذا كانوا يعملون اكليل من البرتقال مع اغصانه في عيد الكرسمس. الا لعنة الله على التعصب القومي والديني. احترامي


2 - عيد المظال
سيلوس العراقي ( 2015 / 5 / 30 - 17:11 )
السيد سمير المحترم
انقل لك أدناه تعريفا مبسطا لعيد المظال من ويكيبيديا
بدأ هذا العيد في الخامس عشر من الشهر السابع Tishri، بعد عيد الغفران بخمس أيام ويستمر يوما بليلته. عيد المظال ترجمة إلى كلمة -سوكوت- العبريه=--ه هي صفة الجمع لكلمة مظلة، وعيد المظال ثالث أعياد الحج عند اليهود إلى جانب عيد الفصح وعيد الأسابيع، وقد سمى هذا العيد على مدى التاريخ بعدة أسماء من بينها -عيد السلام- و-عيد البهجة- وهو يبدأ في الخامس عشر من شهر تشرين (أكتوبر)، ومدته سبعة أيام، بعد عيد يوم الغفران والمناسبة التاريخية لهذا العيد هي إحياء ذكرى خيمة السعف التي آوت العبرانيين في العراء أثناء الخروج من مصر، وكان هذا العيد في الأصل عيداً زراعياً للحصاد، وكان يحتفل فيه بتخزين المحاصيل الزراعية الغذائية للسنة كلها، ولذا فإنه يسمى بالعبرية -حج ها آسيف- أي -عيد الحصاد- وفي إسرائيل يُحتفل باليوم الأول من أيام عيد المظال على أنه يوم مقدس.
شكرا لمرورك واهتمامك بالموضوع وتعليقك
تحياتي لك


3 - شكرا على المقال المفيد
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 5 / 30 - 20:32 )
شكرا على المقال الهام المفيد

أوجه نظر الأستاذ سيلوس ألى مقال آخر نشره الأستاذ حسيب شحادة على صفحات الحوار المتمدن عن الأغيار أو الجوييم وأتمنى تعليقا أو توضيحا منه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=470282


4 - سرقوا الارض واليوم يسرقون العادات
الدرة العمرية ( 2015 / 5 / 31 - 00:28 )
السيد سيلوس العراقي اراك اليوم تكتب عن اعياد اليهود.......وعندما قلنا لكم ان فرقا كبيرا بين بني اسرايل وبين اليهودية قلت لنا هذه فذلكة.واقول لك ان شعب اسرائيلاو ما يسمى باسرائيل ليس شعبا واحدا ولا ينتمي الىبني اسرائيل اولئك الذين اخرجهم موسى من مصر......فنرى اليوم الشعب المقيم في دولة اسرائيل الحديثة ليس له تقاليد وعادات اجداده المزعومة.انهم يسرقون عادات الشعب العربي الفلسطيني وينسبونها زورا وبهتانا لهم..هذه حقيقة يجب ان تقال عن شعب سرق الارض ويسرق العادات والتقاليد وينسبها لنفسه.


5 - محمد بن عبدالله
سيلوس العراقي ( 2015 / 5 / 31 - 08:10 )
شكرا سيد محمد
على المرور والتعليق
مقال مهم للاستاذ حسيب
تحياتي الاخوية لك


6 - ما من شعب جامد كقطعة أثرية في متحف للآثار
سيلوس العراقي ( 2015 / 5 / 31 - 08:31 )
الدرة العمرية
مرحبا واهلا بك
ان المقال يدور حول الرقص في التراث الكتابي والعبري وما زالنا في أول رقصة
المقال ليس حول اعياد اليهود وإن ارتبطت بعض الرقصات بالاعياد
عزيزتي ليس هناك من شعب معزول عن العالم المحيط به فكل شعب يؤثر ويتاثر ويتفاعل مع محيطة وهكذا ينمو بما يملك من طاقات داخلية وينمو بواسطة احتكاكه وعلاقاته بباقي الشعوب
والامر ينطبق على كافة شعوب الارض مع احتفاظ كل شعب ببعض من خاصياته
ارجو أن لا نكون شديدي الحساسية لاسباب قد تكون متعددة، لكن علينا أن ننفتح واحدنا على الآخر فليس بامكاننا أن ننمو كشعوب بانغلاقنا على بعضنا
واسرائيل اليوم كشعب فمتعدد الثقافات والعادات بحكم ما مر به من تغييرات في 20 قرن
أنا أرى في التعددية غنى وثروة متاحة للجميع
أشكر متابعتك ومرورك وتعليقك
يسعدني أن نتوصل يوما ما الى أننا في الشرق حيث لدينا الكثير من المشتركات الانسانية أن تتحول الى عوامل للحياة المشتركة لبناء غد أطيب لجميعنا
أحدنا لا يمكنه العيش لوحده
الجميع بحاجة لبعضهم يوميا
بالحب والسلام والاخوة نلتقي ونتعلم من بعضنا وننمو في الحب ونغتني ولا أحب كلمة السرقة لاننا ابناء ارض واحدة. يسعدني حضورك

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا