الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاغات البخاري غير الصحيحه

ماجد مغامس
مهندس مهتم بالدراسات الإنسانية والدينية

(Maged Moghames)

2015 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنا قد نشرنا مسبقا مقاله تحت عنوان ( غير الصحيح من صحيح البخاري), وهذا رابط المقاله: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=468836 . وتطرقنا فيها ،إلى ما هو معروف بحديث ( القرده الزانيه) الوارد في البخاري. وبيننا في متن المقال ردود أهل الحديث في نفي هذه القصه: (فمنهم من قال أنه حديث موقوف أو معلق أو أن الألباني إستنكر الحديث، أو أنه ليس على شرط البخاري -من حيث الإسناد للرسول- ومنهم من ضعف الحديث تماما). بناء على ذلك إتفقنا حينئذ مع أهل الحديث جدلا أن القصه غير صحيحه، وبالتالي خلصنا ،إلى أنه ومن ذات دفوع أهل الحديث جاء بيان أنه ليس كل ما في صحيح البخاري صحيحا.

في هذه المقاله نورد قصة مشابهه مع نموذج من دفوع نفيها أيضا من جمهور المشايخ وهي الدفوع التي تبين ضمنا عدم صحة بعض روايات البخاري:

ففي إطار الحديث عن حزن النبي على وفاة ورقه بن نوفل، روى البخاري في صحيحه عن عائشه أنها قالت:

( ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه، وتقرُّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك).

هنا لدينا تصريح واضح بمحاولة النبي الإنتحار أكثر من مره، مأخوذ مما يعتبر لدى المسلمين أصدق كتاب بعد القرآن.

وبطبيعة الحال، وكمثلها من الحالات التي يخشى المشايخ أن تعري ما دعونا إلى تقديسه ما هو ليس أهلا للتقديس ( أقصد شخص البخاري وكتابه)، قام المشايخ بالرد على هذه " الشبهه." ولكن كغيرها من الكثير من حالات ما يسمى " رد الشبهات عن الاسلام" جاء المشايخ باعتراف مبطن بعدم صحة كل ما ورد في البخاري.

فقد قال بعض مشايخ الحديث في رد حادثة محاولة النبي الإنتحار أن:

(هذه الزيادة ليست من كلام عائشة رضي الله عنها ، بل هي من كلام الزهري ( أحد رواة الحديث) ، وهو من التابعين لم يدرك تلك الحادثة ..... وبلاغات الزهري وغيره لا تُقبل ؛ لأنها مقطوعة الإسناد من أوله .... ومجرد وجود مثل هذه البلاغات أو المعلقات في كتاب الإمام البخاري لا يعني أنها صحيحة عنده).

وكما كان موقفنا في المقال المشار إليه اعلاه، فلن نجادل هنا في صحة الروايه وسنتفق مع أهل الحديث جدلا انها غير صحيحه. ولكن هنا نأتي إلى بعض النقاط المهمه بالإستناد الى النص المذكور أعلاه:

1- (ليست من كلام عائشه): ما هو الدليل الذي استند إليه اهل الحديث في بيان أن هذه " الزياده" ليست من كلام عائشه؟ فليس هناك في النص ما يدل على أن الحديث انتقل من عائشه ،إلى الزهري. ثم لماذا لم يبين البخاري ذلك؟؟ وكيف نعد كتابا " اصدق كتاب بعد القرآن" ولا نستطيع تمييز المتحدث برواياته؟
2- (بلاغات الزهري وغيره لا تقبل): كيف يحوي صحيح البخاري بلاغات عمن لا يقبل منه بلاغات وكيف يسمى صحيحا إذن؟؟ علما بان تعريف الحديث الصحيح هو (ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله ،إلى منتهاه مع السلامة من الشذوذ والعلة). فطالما أن شروط العدل والضبط لا تنطبق على الزهري فكيف يأخذ البخاري رواية عنه؟ علما بأن البخاري هو من قال: (أنا لا آخذ الحديث ممن يكذب ( حتى) على البهائم)؟؟!!!!
3- (مجرد وجود هذه البلاغات ..... لا يعني أنها صحيحه): هل نحتاج إلى أكثر من هذا القول لإثبات عدم صحة بعض ما في صحيح البخاري؟؟؟

من سيدافع أو يحاول تخريج هذا الأمر بأي طريقه عليه ان يعي أنه ضمنيا يقول: نعم حاول النبي محمد الإنتحار. إذن منطقيا نحن أمام خيارين، إما أن نعترف بعدم صحة بعض ما ورد في البخاري أو نعترف بأن النبي محمد حاول الإنتحار!!!!

إجمالا، يميز المشايخ بين الحديث والأثر وبالتالي يخرجو مثل هذه الروايات على انها أثر وليس حديث. نقول أولا إن كل ما تعلمناه هو أن كل ما يحتويه البخاري فهو أحاديث، وأحاديث صحيحه وجب لزوم ما فيها من أمر واجتناب ما فيها من نهي. فلماذا تم طمس هذه المعلومه إن كانت فعلا حقيقه؟ ثانيا، يعامل بعض المشايخ الأثر معاملة الحديث ولكن يعتبرونه من الحديث الموقوف أو المقطوع أو المعلق.. وهنا نعود ،إلى نفس الدائره....عدم صحة الحديث!

على الجانب الآخر، دافع بعض المشايخ ( مثل إياد القنيبي) عن بعض الأشكاليات المتعلقه بالبخاري قائلا: (إﻥ-;- ﻋ-;-ﺎ-;-ﻣ-;-ﺔ-;- ﺍ-;-ﻷ-;-ﺣ-;-ﺎ-;-ﺩ-;-ﻳ-;-ﺚ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺼ-;-ﺤ-;-ﻴ-;-ﺤ-;-ﺔ-;- ﻣ-;-ﺼ-;-ﺤ-;-ﺤ-;-ﺔ-;- ﻭ-;-ﺗ-;-ﺼ-;-ﺤ-;-ﻴ-;-ﺤ-;-ﻬ-;-ﺎ-;- محسوم معلوم بين أهل الحديث من قبل أن يولد البخاري ومسلم(. وهذا لا يغير في الأمر شيئا بل يمكن أن يزيده سوءا. فهنا إقرار بأن البخاري لم يفعل اكثر من مجرد جمع لهذه الأحاديث المحققه مسبقا ولم يكن له أي فضل في التحقق من صحتها. وهذا يتناقض مع ما ورد لنا في كتب التراث بأن البخاري كان يسافر ويتنقل بين البلدان للتحقق من صحة حديث وكان يصلي الإستخاره قبل اعتماده لصحة كل حديث!!!!! إضافة إلى ذلك فإن صح ما قاله القنيبي فهو فقط ينقل المسؤوليه من شخص البخاري ،إلى (اهل الحديث من قبل أن يولد البخاري ومسلم) وعليهم تقع اللائمه. لا بل أن اللائمه الأكبر تقع علينا في السكوت أمام هذه الصنميه.
من هنا وجب التنويه إلى أن خلافنا وخلاف نقاد التراث الأسلامي ليس خلافا محضا خالصا مع شخص البخاري، ولا مع منطوق كتابه... بل هو خلاف مع من من زرع فينا تقديس من ليس أهلا للتقديس... ومع كل شيطان أخرس صامت ومتقبل لهذا الشرك الخفي.


** يرجى وضع التعليقات لمن يرغب على صفحتي على الفيسبوك
https://www.facebook.com/majid.mgamis








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية