الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام يقضة سياسية

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2015 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



قالو وقيل في العراق انه بلد العجائب والعجاب لكن ما يحصل فوق تصور البشر ولولا العقل وبعض العقلاء لأصبح الخطأ هو الصواب ولكان كل ما فينا خراب في خراب.
بداية فأن الخراب اصاب النفوس التي تغيرت بعد عمر عاشه العراقيين في بيوت لا تعرف فيه من السني ومن الشيعي ولا حتى المسيحي ولا الكردي ولا اليزيدي ... لكن السياسيين جاءوا بالصحوة المزعومة والديمقراطية وبحجة المضلومية التي كانوا يعيشوها لسنين من اجل ان يستولوا على مقاليد السياسة والحكم والقيادة تبعا للمذهب والتبعية ... وهي عقدة يعيشها اغلب السياسيين في العراق نتيجة عجزهم عن مواجهة السياسيين في حزب البعث الذي تسلط على العراقيين دون منازع وانفردوا اعضائه بالسلطة رغم ان فيهم (البعثيين) الكثير من الشيعة الا انهم انقلبو بلمح البصر الى المضلومية وتركوا العقائدية الحزبية وانخرطوا مع عامة الناس الذين لا يهمهم امر الوطن و لا المذهب بقدر ما يهمهم امر البحث عن الكسب السريع للعيش الرغيد والرفاهية.
لقد كان تلاقي وتوافق مصالح هذه الفئة السياسية صاحبة قصة المضلومية مع مصالح القوى الخارجية من اجل هدم نظام الدولة البعثي الذي عاش سنواته الاخيرة في ضعف شديد ووهن كبير في معظم جوانب حياة الحصار الاقتصادي ومواجهة العزلة في السياسة الخارجية والانقطاع عن العالم الخارجي الدولي والعربي ، كل تلك الامور عجلت في انهيار الدولة العراقية في حرب عسكرية اذهلت العالم في احداثها السريعة والمتتالية لأنهيار العراق بكل مؤسساته بسرعة لم يكن يتوقعها احد.
ومع بروز السياسيين الجدد اصحاب مذهبية المضلومية التي جاءت كبديل جاهز تهافتت عليه فئات الشعب كبديل للعقائدية الحزبية المنهارة لحزب البعث حيث فقد البعث مقومات وجوده بحكم خسارته للقوة والسلطة ، واصبحت المرجعيات الدينية هي البديل السياسي والهوية التي ضمت فئات الشعب وعدم تشتتهم لوجود المرجعيات وتاريخها الطويل في طرح الحلول والفتاوي لقيادة مجتمعاتهم بينما بالمقابل لم يكن للمذاهب الاخرى مرجعيات يستندون اليها ويقتدون بها كبديل للدولة المنهارة لأنها (الدولة المنهارة) كانت هي مرجعيتهم وقدوتهم وشريعة فتاويهم الدينية والسياسية والاجتماعية.
والامر المؤلم ان هذا الاتغيير والانقلاب عم على كل الموسسات السياسية والدينية وتعداها الى مؤسسات الدولة وبزت على شكل تكتلات ومجاميع اخذت بالانحسار والتقوقع لحماية نفسها من الفئات والتكتلات الاخرى التي اخذت طابعا عدائيا لحماية نفسها وامتد هذا القلق والخوف ليصل الى الروابط الاجتماعية والاسرية وعلاقات القرابة والى علاقات الصداقة بين الافراد .
هذا النوع من التفكك لن يعالج بسهولة وسيلجأ الكثير من المعتدلين الى نبذ هذه الظاهرة ومحاربتها لكنهم في النهاية يعودون الى كتلتهم للشعور بالامان والقوة والحماية . والمرحلة الحالية هي مرحلة الانضمام والانغلاق للفئات على بعضها من اجل الشعور بالامان ومحاربة الفئات الاخرى لأنها مصدر قلق واذى وهذا ما جناه وما حققه السياسيين العراقيين الجدد الذين راهنو على المذهبية بدل الحربية والاستحواذ على السلطة والمال والنفوذ والجاه الذي نافسوا من اجله وقارعوا كل ما يمكن حتى الاستعانة بالاجنبي .
من المتوقع ان العراق سيتفكك اجتماعيا وسينغلق مذهبيا وسيعيش في عزلة دينية الا مع ايران ويسعى الى تحقيق الوجود المذهبي الجغرافي للمنطقة بهدف الحصول على الامن والاستقرار ، واذا ما توصلت ايران الى اتفاق بشأن البرنامج النووي لصالحها مقابل وعود ترضي بها الدول العظمى صاحبة القرار فأن منطقة الشرق الاوسط ممثلة بالهلال الخصيب ويتبعها دول الخليج والجزيرة العربية وافريقيا ، ستكون باللون الايراني للمذهب الحزبي الديني السياسي . وهو حلم وهدف للسياسيين الجدد في العراق وقد بات هذا الحلم قريب التحقق جدا .
وفي الختام نقول ان هذا الحلم اذا ما تضارب مع مصالح الكبار فأن هناك سيناريو كارثي لن يتوقعه احد سيحصل لينهي كل هذه الاحلام ويعود بالمجتمعات العربية (العربية بالذات) الى عصور ما قبل الحضارة كما حصل في مناطق وازمان سابقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa