الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أراد أن يضرنا فنفعنا

زيد كامل الكوار

2015 / 5 / 31
المجتمع المدني


عبارة بليغة من كلام العرب الجميل ، فبعد أبشع الجرائم والممارسات الإرهابية التي قام بها التنظيم اللعين، منذ احتلاله الكثير من أراضي العراق الطاهرة حتى هذه الساعة ، وبعد كل ما قامت به تلك المنظمة الإرهابية التي شغلت العالم بأفكارها التكفيرية المتطرفة ، وأفعالها الإجرامية التي وصمت الإسلام والعرب بوصمة يندى لها جبين الإنسانية ولا يخفى على عاقل أن العراقيين أكبر الأطراف التي تضررت من هذا المسخ اللعين ، وكيف لا والإعدامات الوحشية التي ارتكبوها بحق شهداء سبايكر، وسجناء بادوش ، وغيرهم الكثير من القوات العسكرية التي وقعت فريسة وحشيته وكفره ، ناهيك عن الجرائم البشعة بحق المكونات المتعددة في الموصل ، من المسيحيين والكلدو آشوريين ، والمكون الآيزيدي الذي تعرض إلى القتل والتهجير ، وسبي وخطف حرائره ، تلك الحادثة التي مزقت قلب العراق وترت جرحا غائرا نازفا لا يمكن شفائه واندماله بغير الانتقام من المجرمين وإطلاق سراح المختطفات وتعويضهن وذويهن ، وفي الأنبار لم تكن جرائمه أقل بشاعة أو قسوة ، فعشيرة البو نمر وحدها ، تعرضت في هيت والبغدادي ومناطق أخرى من الأنبار ، ولكن بعد كل تلك الجرائم القذرة ، انبرت المرجعية الدينية في النجف الأشرف متصدية للهجمة الهمجية بفتياها التاريخية ، لتلم شمل العراقيين وتغلق الطريق أمام داعش ومحاولاته المستميتة والمستمرة ، فانقلب السحر على الساحر حتى أصبحت محاولات داعش لفض اللحمة العراقية عن طريق زرع الفتنة الطائفية ، صارت أفعاله تلك سببا في اجتماع العراقيين على حرب داعش واستئصال شأفته من العراق وطرده إلى غير رجعة ، فالجيش العراقي البطل ثاب إلى رشده بعد تلك الصدمة القاسية في الموصل واستعاد زمام المبادرة وعاد بمعية القوات الأمنية والشرطة المحلية ، والأبطال من متطوعي الحشد الشعبي الكرام الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استعادة أرض العراق الغالية والأبطال من العشائر العراقية الأصيلة الذين ذاقوا الأمرين وعانوا ما عانوا من التهجير والقتل والسلب والإعدامات ، وفي هذه الأيام الحساسة ينتظر العراقيون جميعا وعلى أحر من الجمر ، إبتدا العملية المنتظرة لتحرير مدينة الرمادي وكل مدن الأنبار الأخرى من دنس أولئك المجرمين ، الذين سيرون من القوات المسلحة ومن معها من القوات الأمنية والشرطة المحلية وأبطال المتطوعين من الحشد وأبناء العشائر ، بل وسيرون ما لا يتوقعون من أهل المدينة الذين ينتظرون ساعة الصفر كيما ينقضوا على عدوهم فيمزقونه بأسنانهم ، فهم أهل الأنبار وكل العراق يعلم من هم أهل الأنبار . فلا يظنن أحد أن النفر الضال الذي يدعم داعش في الأنبار وغيرها يمثل رقما صعبا أو حتى بسيطا بحيث أنه يجب أن يدخل معادلة الحرب ضد داعش فما أن يجد الجد وتدخل العمليات الحربية أرض الواقع الفعلي حتى تنجلي الغمة عن أعين هؤلاء السذج ، فيعود الحس الوطني العراقي الأصيل فيبعث من جديد في قلوب العراقيين جميعا ، سترون أيها العراقيون كيف تلتحم كل مكونات الشعب العراقي العظيم ، فتنصهر في بوتقة اللحمة الوطنية حتى تكون كأمتن سبيكة عرفها تأريخ العراق ، فلا يستطيع كائن من كان أن يفرق جمعهم ، فالمعلوم أن المواقف الصعبة تصنع المجتمعات الصلبة ، وسترون أن الصورة الجديدة لعراق ما بعد داعش أكثر تماسكا ولحمة من ذي قبل ، حتى أن الناس ستتندر بما حدث ، فتقول أن داعش أراد تفريقنا لكنه بأفعاله الغبية الساذجة وفر الأرضية المثلى لعودة اللحمة والقوة إلى مكونات الشعب العراقي الجميلة الثرية . ربما ترون أنني أبالغ في التفاؤل وأعيش عالما ورديا في أحلامي الخاصة ، لكن قابل الأيام حبلى بالكثير و أسأل الله أن لا يخيب أملي في وحدة وإخلاص العراقيين ، وسترون حينها صدق مقولة " رب ضارة نافع "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة


.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين




.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت


.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا




.. الأمم المتحدة تكرم -رئيسي-.. وأميركا تقاطع الجلسة