الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فن العيش والتعايش

عائشة التاج

2015 / 6 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من اجل تعايش سلس :

لكثير منا يتشدق بالديموقراطية لكنه لا يتوانى عن ممارسة الوصاية على الآخرين وهو يحدثهم أو يتفاعل معهم بشكل من الأشكال ,,,
الكثير منا لا يدخل حيثيات المكان والزمان والمجال في تفاعلاته ,,,,,,,,يتصرف وفق ما تمليه ذاتيته ويفرض تصرفاته على الآخر أو على الآخرين ,,,,فيحدث نوعا من التوتر في هذا التفاعل ,
مثلا من يتكلم في الهاتف بصوت مرتفع وهو في الترام أو الحافلة أو القطار أو في عيادة طبيب ,,,,فيزعج الركاب ,,او باقي المرضى , يتصرف بأنانية تعبر على كونه لا يهتم بغيره ,,,,,

الكثير منا لا يعرف أن الزمن معطى مهم ويعطي حمولة ما في تواصلنا مع الآخرين ,وقد تسبب لهم ازعاجا او حتى مشاكل كبرى بدون قصد فعندما نهاتف أحدا في الصباح الباكر أو المساء المتأخر ,,,,,نزعجه أو نرعبه ومن معه و قد تكون مكالمتنا سببا لإحداث زلزال في بيت الطرف الذي نتصل به ,,,,,
الكثير منا يعطي لنفسه حق طرح أسئلة جد شخصية لا تتحملها طبيعة العلاقة فيكون سلوكه اقتحاما لحميمية الآخر و"دخول صحة " فيما لا يعنيه ,,,,,
الكثير منا عندما يدخل على جماعة تتناقش بهدوء في موضوع ما لا ينتظر معرفة السياق بل قد ينخرط في النقاش بتدخلات خارج الموضوع قد تدمر تلك السيرورة التي تم بناؤها بكثير من الجهد ,,,,

الكثير منا وهو يجالس آخرين لا يفترق عن هاتفه الذكي ،يبتر تفاعله الحي من أجل تفاعلات مصطنعة ,,,,,ويعبر عن كونه لا يستحق ان تعطى له أهمية المجالسة أصلا لأن من لا يحترم الآخرين لا يحترم نفسه أولا وأخيرا ,,,ويحرم نفسه من عمق التفاعل الحي من اجل أمور يمكن إرجاؤها
الكثير منا وهو يكلم الآخر لا ينتظر منه إبداء الاهتمام بما يقول بل قد ينخرط في تفاصيل التفاصيل حول أمور قد لا تفتح شهية المخاطب لترك ما يقوم به والإنصات إليها وغالبا ما تكون تفاهات لا تستحق أي اهتمام , هذا النوع لا يهتم أصلا إن كان مخاطبه منخرط افي عمل ما قبل بداية سرده الممل فهو لا يرى في الآخر إلا أذنا عليها استقبال ما يقال وكفى ,,,,
الكثير منا لا يخرج عن ذاتيته الضيقة وهو يتفاعل مع الناس إذ يحرص على أن يكون مركز الاهتمام بالحديث عن نفسه ومنجزاته ووو حارما الآخرين من لحظات قد تستثمر في ما ينفع الكل ,,,,,وهلم جرا ,,,,,
الكثير منا يبني علاقاته مع الناس على أساس الأخذ لا العطاء وسرعان ما تفضحه انتهازيته التي تقزمه إلى مادون سن الرشد , لأن الإنسان الراشد يحرص على أن يكون مسؤولا في سلوكاته ويعبر عن نضجه أما الانتهازي فهو كالفأر يبحث عن ثقوب يمر من خلالها لللاستفادة من الفتات ليس إلا , وحدها الاستقامة تمكننا من الاستفادة الحقيقية من علاقاتنا بعد بناء جسور الثقة والأمان ,
نحتاج فعلا التربية على فن العيش والتعايش علنا نتوفق في صياغة تفاعلات بناءة ,,,,,,ومفيدة للجميع ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب