الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلكم داعش .

صالح حمّاية

2015 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رغم حالة الاندهاش التي أبدتها النخبة المصرية على الحكم بالحبس على المذيع إسلام بحيري، لكن الحقيقة أن هذا الحكم لم و لن يكون مشعرا بالاندهاش، فمعلوم ولكل المثقفين (على الأقل ) أن القانون المصري فيه قانون يجرم ازدراء الدين، وعليه فحين يحكم على شخص بهذا القانون فلا غرابة، وإلا لماذا يكون هناك هذا القانون ؟… إلا إذا كان الغرض منه هو محاكمة الناس به ! الشيء الآخر وهو : وهل كانت هذه المرة الأولى في مصر التي يحكم فيها على أحد بتهمة ازدراء الدين، فقد حكم قبل الحكم إسلام بحيري على المدون البير صابر، و كذلك على كريم عامر و على و على الخ ( عدى طبعا الحكم الفضيحة على نصر حامد أبو زيد بتطليقه من زوجته ) وكل هذه الأحكام قد أكدت أن مصر دولة دينية بامتياز فمن أين يأتي هذا الاندهاش؟ .

الحقيقة أن هناك نخبة مثقفة في العالم المدعو "عربي" تحاول أن تخترع عالما لا وجود له، ففي مصر مثلا كل يوم يتحدث المثقفون المصريون عن مدنية الدولة، ويحاولون إيهام العالم أنهم يعيشون في دولة حديثة لإظهار أنهم أدوا دورهم في النهضة بالمجتمع، لكن الواقع هو أن مصر في حقيقتها دولة دينية لا تختلف عن دولة الخلافة الداعشية في أي شيء، ففي دولة الخلافة دين الدولة الإسلام و الشريعة المصدر الرئيسي للحكم، وفي مصر دين الدولة الإسلام و الشريعة هي المصدر الرئيسي، وفي مصر يحاكم الناس بتهمة الردة، وفي دولة داعش كذلك، وفي داعش شرطة دينية، وفي مصر شرطة آداب، وفي مصر داعش هناك أهل الحل و العقد من رجال الدين، وفي مصر هناك الأزهر وعليه فلا فارق جوهري بين داعش و مصر، فمن حيث التركيب و المغزى فكلها واحد لكن طبعا هذه النخب لا تقول هذا الكلام لأنها أصلا نخب منبطحة وعاجزة عن مجابهة هذا الواقع، إن لم نقل أن في أحيان كثيرة تكون متآمرة في تثبيت هذا الوضع، وعموما هذا الكلام هنا ليس المقصود به مصر بالتحديد، فهذه الحالة من الدولة الداعشية التي عملت عملية تجميل لكي لا تفضح موجودة في كل مكان، ففي الجزائر مثلا حكم قبل مدة على الصحفي محمد شرفي بتهمة ازدراء الدين بسبب مقال نشره يفند فيه نبوءة محمد، وهو ما يجعل الجزائر لا تختلف عن داعش، (و طبعا ما يجعل عشر سنوات من الصراع مع الإرهاب الإسلامي مجرد صرحا من خيال فهوى على قول إبراهيم ناجي )، و الأمر كذلك في موريتانيا مثلا، فقد حكم على الصحفي الشيخ ولد مخيطر بالإعدام لاتهامه بالإساءة للنبي ، وهو ما يجعل موريتانيا داعش جوهريا وشكليا، وطبعا خد هذا قياسا على باقي الدول العربية كتونس و السعودية والمغرب والأردن الخ، فكلها داعش بطريقة ما، و الاختلاف الوحيد هو فقط في طريقة الداعشية ، ففي مصر والجزائر مثلا يطبق الجوهر الداعشي لكن بطريقة أكتر آدمية حيث لا يقتل الفرد بل يسجن، لكن في دول كموريتانيا أو السعودية، فالداعشية تطبق بالطرق الهمجية بالقتل و الذبح، و السؤال : لماذا لا أحد يشير لهذه الأمور الفضيحة، ولماذا لا نجد المثقفين يتصدون لهذا الداعشية التي تجتاح بلادنا ؟.

الجواب بإختصار أنه أولا كل من يرفض داعشية الدولة (بمعنى إسلاميتها) فهو سيكون مصيره مثل إسلام بحيري أو البير صابر الخ، حيث سيسجن أو يشرد أو ربما حتى يجلد أو يقتل، وعليه جل المثقفين ينكسرون بسبب الخوف من هذا الإرهاب، ولهذا نجدهم يخترعون ذلك العالم الوهمي المدعو مدنية الدولة، ليستطيعوا الإستمرار فيه دون الإحساس بتأنيب الضمير، الأمر الثاني أنه هناك وللأسف نخبة تؤيد الدولة الداعشية و تعتاش عليها، و هنا نحن لا نقصد هنا الإسلاميين الصرحاء، بل نقصد النخب المتأسلمة التي تجد مثقف يدعي اللبرالية لكنه مؤيد للشريعة، و مثقف يدعي الشيوعية لكنه مؤيد للشريعة، فهؤلاء المتأسلمون يجملون هذه الدولة الداعشية ويمدون من عمرها، وهو ما يوصلنا للخلاصة التي عنونا بها المقال وهي أنهم "كلهم داعش "، فجميعهم يؤيدون الشريعة، وجميعهم يبررون الإرهاب و الشمولية الدينية، ونحن إذا رأينا صراعا بين الدولة العربية و مثقفيها، وبين الإرهاب فهذا مجرد صراع على من يحق له ممارسة الإرهاب، فهل هي الدولة التي تريد احتكار حق تطبيق الشريعة و القوانين الإسلامية، أم هي الجماعات الدينية المسلحة التي تريد انتزاع هذه الخاصية منها، ما يعني أنه مجرد صراع على السلطة لا أكثر، وليس فيه أي تنازع حول مدنية و دينية الدولة لكي نأمل فيه خيرا، أما عمّن يرفض الداعشية و الإرهاب الإسلامي وحكم الشريعة فهؤلاء تجدهم طبعا في السجون و المنافي، ومهددين من الدولة بالسجن، ومن الإرهابيين بالقتل أو السحل ، فالمجتمع و الدولة وعموما النخب كلها متأسلمة وتؤيد الشمولية الدينية وحكم الإسلام، لهذا فلا أمل لهؤلاء أن يجدوا مكانا في هذه البيئة الملوثة و المريضة، والتي لا حل لها غير الإستأصال كما هو الورم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحكم على اسلام البحيري كالحكم على ناعوت مسرحية
عبد الله اغونان ( 2015 / 6 / 1 - 19:23 )

مسرحية وهمية وهم يعلمون ذلك

أمروا من طرف السيسي بتنوير المصريين

وهم يؤدون مسرحية كما قرر المخرج


2 - كلكم داعش
شاكر شكور ( 2015 / 6 / 1 - 22:06 )
وحتى لو لم يذكر في دستور الدول العربية نص لدين الدولة فكل شخص يتعمق بالقرآن والسيرة النبوية وويؤمن بهما ويطبقهما في حياته يتحول الى شخصى مصاب بداء الدواعش الخبيث فمنظمة داعش تأسست اعتمادا على المصادر الدينية الأسلامية وليس لأن دين الدولة هو الأسلام وكل المتطوعين للألتحاق مع داعش من الدول غير الأسلامية ليس في دستورها اي ذكر لدين الدولة بل تستمد افكارها من تعاليم شيوخ الأسلام الأرهابيين ، اما ازدراء الأديان فالقرآن نفسه مليئ بآيات تزدري الأديان الأخرى بل تصل الصفاقة لحد اخذ الجزية منهم وقانون ازدراء الأديان المصري وجد اصلا لحماية الدين الأسلامي من النقد وتكميم الأفواه وهو وجه آخر لحد الردة المافيوي الذي يعتمد عليه الدين الأسلامي بالصمود ، تحياتي للأستاذ صالح


3 - إلى متى هذا السكوت يا مثقفينا؟
salah amine ( 2015 / 6 / 1 - 23:05 )
كم أنت عظيم يا سي صالح، لقد كتبت موضوعا رائعا يستحق كل التقدير والإحرام، وذلك لأنه يدعو صراحة مثقفينا إلى أن يتخذوا موقفا حيال ما يجري ولا يبقوا غير مبالين. والأخطر من كل ذلك هو سكوت الشعوب العربية عن هذه الممارسات الإرهابية التي تتخذها الدولة ولا تجد لها من معارض، من ذلك مثلا عندنا في الجزائر، طالبة جاءت للجامعة [الجامعة وما أدراك من الجامعة] من أجل اجتياز امتحان هام، فتطرد منها بسبب لباس عادي جدا ترتديه في بلادنا كل من الدركية والشرطية والجمروكية. ما هذه الدولة التي يسير فيها القانون بهذا الشكل، وما هذا الشعب الذي يؤيد مثل هذه الممارسات التعسفية ، ومنه رئيس الجامعة. أما آن الأوان لهذا الشعب أن يتحرر وينادي بأرفع صوته: كفى من هذا العبث، وكفى من الإظطهاد باسم الدين. والأغرب في هذا الشعب، هو أنك عند مناقشتهم، تجدهم يقولون لك، نحن مع حرية الإعتقاد، والإنسان حر في حياته الخاصة، ولكنهم عندما تطرح قضية مثل هذه التي سبق ذكرها، يظهرون لك وجها قبيحا جدا، يكشف لك عن حقيقة ادعاءاتهم السابقة، وهم لا يعلمون بأنهم يّؤذون أنفسهم بأيديهم وذلك قبل أن يظلهم الله المسكين الذي لا حول له ولا قوة.


4 - الدول الاسلامية دول داعشية.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 6 / 1 - 23:14 )
تحية لك اخ صالح.

نحن نتفق معك تماما ً في هذا المقال، وهو ان جميع الدول الاسلامية، هي دول داعشية ولكن بأسماء اخرى، ولكن جوهر داعش، وهو الاٍرهاب الاسلامي ، ضد حقوق الانسان، يمارس في جميع هذه الدول، بل وبشكل قانوني، وموثق بدساتير هذه الدول.

ان جميع الدول الاسلامية، أعضاء في منظمة الامم المتحدة، وجميع الدول الاسلامية وقعت على وثيقة حقوق الانسان،
لكن، هل تعرفون، ان جميع الدول الاسلامية حين وقعت على وثيقة حقوق الانسان، كتبت، بجانب توقيعها:
(( مع التحفظ ))

لذلك،
نحن نسمي جميع الدول الاسلامية:

دولة س (( مع التحفظ ))

لذلك نحن نطالب السادة الكتاب، والمفكرين العرب، ان يركزوا على موضوع رفع مادة الشريعة الاسلامية من دساتير دولهم، كي يرفعوا سيف الاسلام المسلط على رقاب شعوبهم.

تحياتي...


5 - تعليق الى صالح حماية
ايدن حسين ( 2015 / 6 / 2 - 06:39 )

سؤالين لو سمحتم لي
اين تقع سوق بيع السبايا في السعودية او في مصر او اي دولة عربية او اسلامية ليست تحت حكم داعش
اين تقع محرقة المخالفين للاسلام في الدول الانفة الذكر .. و التي يتم فيها حرق المخالفين و هم احياء .. و اين تقع المجزرة المخصصة لنفس الغرض
مع فائق احترامي
..


6 - يمس جوهر الواقع الأليم في مجتمعاتنا العربية
Ahmad Ali ( 2015 / 6 / 2 - 09:49 )
موضوع رائع يستحق أن نرفع له القبعة إحتراماً لما ورد في المقال يمس جوهر الواقع الأليم في مجتمعاتنا العربية ... ولكن لا اتفق مع الكاتب في دعوته إلى النخبة الثقافية والفكرية والأكاديمية في بلادنا أن يساهموا في محاربة قوى الجهل والتخلف والرجعية وأن يتخذوا موقفاً من الأوضاع الحالية من تطرف وطائفية وصراع وعدم إستقرار. في وجهة نظري أن هذه النخبة تعلم جيداً أن العقيدة الدينية هي مجرد سلاح لا يقهر يستخدمه النخب السياسية والاقتصادية التي تتصارع فيما بينها من أجل السلطة والنفوذ والمال. إستخدام سلاح العقيدة الدينية تمنح أصحابها متطوعين بالملايين لتنفيذ اجندات سياسية وإقتصادية وإجتماعية لصالح تلك النخب السياسية والاقتصادية وعندما يتحول صراع النخب إلى حروب طاحنة، تجد الملايين من الشعوب المقهورة تستخدم كوقود لا ينضب لتلك الحروب وطبعاً بعد القيام بعمليات غسل العقول لهم في المدارس والجامعات والمساجد والاعلام والشارع. فكيف تستطيع النخب الثقافية والفكرية والأكاديمية في تغير ذلك الواقع وهم لا يملكون شيئاُ سوى القلم و أفكار التنوير. شخصياً ، لا أعتقد أن القلم والأفكار تستطيع تغير عقول تم تجريفها من المهد


7 - داء ودواء
صباح ابراهيم ( 2015 / 6 / 2 - 10:15 )

الاسلام القرآني هو وباء يعم العالم وفيروسات خطرة تقضي على انسانية وحضارة البشرية
والأ فكار التقدمية ،ولابد من التكاتف بين المثقفين للقضاء على تلك الفيروسات والافكار الجهنمية التي تعرقل مسيرة الحضارة والتقدم وقوانين حقوق الانسان .

اتحدوا يا مثقفي العالم لعمل اللقاح المناسب للقضاء على الفيروسات الاسلامية
اكتبوا مقالاتكم ونقدكم وافكاركم لتكون هي اللقاح الفعال


8 - تحية كبيرة للاستاذ صالح
عماد ضو ( 2015 / 6 / 2 - 20:37 )
الإسلام هو مصيبة المنطقة بل ومصيبة العالم بأسره
تحية لكل قلم يساهم في فضح هذه العقيدة الإرهابية التي لا يمكن الدفاع عنها إلا بالكذب والنفاق وكم الأفواه
نريد أن نبني مجتمع المدنية الحرة الذي يتبنى شرائع حقوق الإنسان ومن المستحيل أن يتحقق هذا في ظل عقيدة سياسية عنصرية تتلبس بدين هش اسمه الإسلام
لن يستطيع المسلم أن يكون شخصا حرا وعضوا بناء للمجتمع وللبشرية دون أن يكون أولا صريحا من نفسه وصادقا مع وجدانه ويعترف ان داعش لا تفعل أي شيء لم يفعله من قبل محمد وصحابته الأشرار أو خلفاؤه المجرمون. وقد حان الوقت أن يهال التراب على هذا التاريخ وهذا المعتقد الإرهابي


9 - الى الامام
Hsmz ( 2015 / 6 / 3 - 15:25 )
اسلوب رائع وطرح حقيقي وجميل

اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله