الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم

يوسف شوقى مجدى

2015 / 6 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يُقال ان تاريخ الارض لم يخلو من الجبابرة العتاه الذين حاولوا بكل قوتهم ان يسيطروا على الطبيعة فتحدوها و صارعوها و كان الانسان القديم يتعجب من هؤلاء البشر العظماء فلم يصدق او لم يتفهم كيف كان هؤلاء بشرا، فكان يعزي سبب وجودهم انهم لم يكونوا الا انصاف الهة اى ان الالهة تزوجت ببشرٍ فانجبوا الجبابرة كما يقول الكاتب فى التوراة "كان في الارض طغاة في تلك الايام.وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا.هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم".. و كان الانسان القديم يؤله الظواهر الطبيعية الشرسة مثل العواصف و البحر الهائج و الانهار التى تفيض بغزارة فمن الممكن القول ان الانسان القديم قد قدس كل شىء عجز عن السيطرة عليه و احكامه بما فيها الحيوانات المفترسة التى لم يستطع الانسان ان يتغلب عليها و لما رأه ذلك الانسان من الجبابرة الذين يقهرون تلك المفترسات ، كان ينظر اليهم بمزيج من الفرحة و الغضب ، فأطمئن الانسان القديم ان تلك الحيوانات من الممكن هزيمتها و كسر شوكتها و وضع حدود لها و لكن عندما يتذكر ذلك الانسان ان تلك الحيوانات فى يومٍ من الايام كانت من الهته التى يقدسها و يقدم لها القرابين لكى لا تغضب عليه و تزيقه المرار ، يشعر بالخوف العظيم فهو لم يتأخر عليها بشىء فقط بل تسبب فى أذيتها و ينتج عن ذلك الخوف غضب شديد اتجاه من تسبب فى اذية الالهة و هم الجبابرة ، و تطور العقل البشري فتطور معه مفهوم الاله فاصبح كائن خفى يقبع فى السماوات و ظل مفهوم الانسان الجبار موجود و لكنه لن يتحدى حيوانا لكنه الان يتحدى الاله الذى فى السماء ! .. كما فى الاسطورة اليونانية اسطورة "بروميثيوس" الذى تحدى زيوس و سرق النار الالهية لكى يعطيها للبشر لما فى ذلك عائدا عظيما عليهم و يبرز هنا حبه لهم و للارض و لكنه يعاقب العقاب الشديد فيُحكم عليه ان يأته نسر كبير يدعي"اثون" ليأكل كبده كل يوم .. و تظهر فى تلك الاسطورة كم العطاء الذى بذله الجبابرة لكى يحموا اخوتهم البشر و يظهر ايضا حب البشر لهؤلاء العظماء و لكن يظهر فى اساطير اخرى العكس ، فيكونوا الجبابرة هنا طغاه اشرار يريدون فرض سيطرتهم علي كل حى و ذلك لمصلحتهم الشخصية و ينتهى مسار تلك النوعية من الاساطير باهلاك هؤلاء الجبابرة او باهلاك العالم بأسره و ذلك يعبر عن امنية خالصة داخل قلب الانسان القديم فهو لم يعد احتمال قيود الحضارة التى يحكمها عظماء اقوياء ، و يظهر ذلك فى اساطير الدمار عند مختلف الثقافات كما نرا فى التوراة ان الاله قد اهلك الارض بالطوفان لانه استاء من انتشار الجبابرة الاشرار فى الارض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا