الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استنزاف

عدنان شيرخان

2015 / 6 / 2
المجتمع المدني


يشكو القائمون على منظمات المجتمع المدني من استنزاف كبير تتعرض له الطاقات الشابة التي تعمل معهم. وهذا امر يؤثر سلبا على قدرة وكفاءة هذه المنظمات. يقولون ومعهم نصف الحق فيما يقولونه يأتينا شباب متحمسون للعمل ولكنهم غير مدربون،غالبا ما يكونون طلبة جامعات او خريجين ( للتو)، ويرحلون عنا بعد ان يشتد عودهم، ويصبح لبعضهم شأن في هذا المجال.

تبذل المنظمات الكثير لتدريب هؤلاء الشباب ويستمر التدريب لفترات طويلة، تدريب يومي في الادارة، كتابة التقارير، وصولا الى مهارة الاشراف على ورشة او مؤتمر او منتدى، خارج وداخل العراق.

الذي يحصل انهم لا يقيمون وزنا في بداية الامر للامور المالية وما يستلمون من رواتب غير مجزية من منظماتهم، وتبدأ اولى بوادر التملل عندما يصبح اسما معروفا في اوساط منظمات المجتمع المدني، ويصبح مثلا مدربا ناجحا.

خارطة الاستنزاف تشير بوضوح الى احتمالات : العمل في منظمة جديدة تدفع اكثر، المنظمات الدولية، وكالات الامم المتحدة، او حتى الشركات التجارية العاملة بالعراق، التي تدفع اضعاف رواتبهم التي يتقاضونها في منظماتهم.

البعض من منظمات المجتمع المدني في العراق، لديها فكرة مشوشة وضبابية وغير واقعية عن مفهوم التطوع في العمل المدني، تطبقه على العاملين بدوام يومي ستة ايام بالاسبوع، تعطي رواتب غير واقعية، والعذر والسبب هو ضعف التمويل. التطوع لا يشمل هؤلاء الذي يعملون بدوام كامل ولا مورد لهم سوى ما يحصلون عليه من المنظمات التي يعملون فيها، لان قدرتهم على الصمود تضعف بشكل تدريجي مع مرور الوقت، يفكرون حتما في الحصول على عمل مجز ماديا. وهو الامر الذي جعل العديد من المنظمات تخسر احسن كوادرها لا سيما الشابة وتهديهم على طبق من ذهب للمنظمات والشركات الدولية.

العمل التطوعي يشمل المساهمين المؤمنين بالعمل المدني من جميع فئات واعمار المجتمع، الذين لديهم مورد ثابت من عملهم الاصلي، هؤلاء بامكانهم تقديم انواع المساعدات تطوعا وبلا مقابل. رأينا منظمات مجتمع مدني اقليمية ودولية تعمل على جلب موارد مالية، لتغطية رواتب العاملين فيها، وراينا عاملين يحصلون على رواتب مجزية، وهو ما يحصنهم من التفكير بالانتقال لمكان آخر، ويشعرهم مع مرور الوقت بعمق انتمائهم للمنظمات التي يعملون بها.

اما الجانب الاكثر عتمة في هذا الموضوع، ان البعض من الشباب عندما يترك منظمته الاولى التي دربته وعلمته، لا يذكرها بخير، بل يبادر الى التركيز على الجوانب السلبية، ويتناس الجوانب الايجابية الكبيرة، وهذا (ومع الاسف) يدخل تحت يافطة " نكران الجميل" ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر


.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر




.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ