الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى تبقى الجمهورية ... عودوا لسمير قصير

مسعود محمد

2015 / 6 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


2 حزيران 2005 انفجرت سيارة فتى القدس، ودمشق، وبيروت، سمير قصير ليقضي اغتيالاً على يد الجهاز الأمني السوري اللبناني. سنه من غير رئيس، هو الحدث الابرز في لبنان بعد موجة الاغتيالات التي تعرضت لها ثورة الأرز. سيُصبِح النظام السوري بحالة يرثى لها، هكذا كان يقول سمير عندما كان يحلل النتائج المستقبلية لربيع دمشق وهو بأسؤ حالاته فالرئيس السوري بشار الأسد لم يعد يثق بأحد من المحيطين به فحتى حرسه الشخصي ايراني.
عرف سمير قصير بقلمه الجمهورية اللبنانية كالتالي، " اسمنا الاول، يحمله كل واحد منا على تذكرة هويته. "الجمهورية اللبنانية" اسم لا وجود لمسؤول من دونه، فلا رؤساء من دون جمهورية ولا وزراء ولا نواب ولا مديرون عامون، مهما علا كعبهم او هبط. "الجمهورية اللبنانية" اسم كامل مكتمل، لا معنى له ان تم عزل واحد من جزءيه الاثنين عن الآخر. فهي ليست اي جمهورية، ليست جمهورية فرنسية ولا ارجنتينية ولا سورية او تونسية، وطبعاً لا "موزية". وهي ليست "اي حاجة" لبنانية، ليست مملكة لبنانية ولا مزرعة ولا طبعاً ثكنة او مفرزة". 14 آذار تلك الثورة التي أطلقها سمير وربطها بربيع دمشق فهي والثورات التي تلتها كانت لقصير بداية تحقق نبؤته عندما تحدث في كتابه "تاملات في شقاء العربي" عن الواقع العربي المذري، فنقل في بانوراما لافتة معاناة العالم العربي، من ليبيا المسجونة بالقذافية، وصولاً الى سوريا المحكومة بنظام عسكري، متحدثاً عن ضرورة حصول ربيع سياسي في المنطقة، يكون مبنياً على الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان". اما فلسطين القضية المركزية للعرب فقد فضح قصير الدور التخريبي للنظام السوري تجاه تلك القضية وكشف ان ذلك النظام ابعد ما يكون عن المقاومة والممانعة بسبب طبيعة علاقة النظام السوري بعموم المسألة الفلسطينية. هذا النظام الذي لم ير نفسه إلا وصياً كلياً وفوقياً وحصرياً على هذه المسألة، متجاوزاً حتى الأصحاب المفترضين للقضية نفسها، واضعاً شروطاً ومعايير ومقاييس معينة لما يجب أن تكون عليه مسارات المسألة الفلسطينية، محولاً كل من يعارض تلك الشروط إلى خائن وعميل، أو معنف بالآلة العسكرية المباشرة، التي ذاق منها الفلسطينيون كثيراً، ويعاني منها مخيم اليرموك حالياً في دمشق، منذ رفض الأب المؤسس للنظام حافظ الأسد تقديم الدعم الجوي للأجنحة الفلسطينية في معارك أيلول الأسود عام 1970، حين كان وزيراً للدفاع، وقبل ان ينفذ انقلابه الشهير بأقل من شهر واحد بعد ذلك الحدث، وعلى أساسه، وليس انتهاء بمعارك مدينة طرابلس الشهيرة عام 1983، مروراً بأحداث مخيم تل الزعتر الشهير عام 1976. فعل النظام السوري كل ذلك ليس في سبيل تقديم أكثر مما كان عرفات ومنظمة التحرير يسعيان إلى تقديمه، دماً ونضالاً مسلحاً، بل فقط للاستحواذ على القضية الفلسطينية وتحويلها إلى ورقة ومنصة بالغة الثراء في ضبط استقرار وتوازن النظام الحاكم دمشق، في علاقته وتوازنه مع القوى الإقليمية والدولية المتشابكة مع المسألة الفلسطينية.
اعتقدت «حماس»، أو أوهمت نفسها، لأكثر من ربع قرن بأنها يمكن أن تستحصل من النظام السوري ما هو خير من ذلك، وحولت نفسها لرأس حربة في حرب النظام السوري على التجربة الفلسطينية الحديثة ما بعد أوسلو، إلى أن وصل المقام بها للدخول في حرب أهلية فلسطينية فلسطينية عنيفة، للهيمنة المباشرة على قطاع غزة ومماحكة سلطة رام الله. لم تعد «حماس» إلى «رشدها» السياسي إلا حينما رأت بأم عينها كيف يقوم النظام السوري بقصف مواطنيه المدنيين بالصواريخ البالستية، وسلمت في شكل نسبي تحت تأثير خجلها الأيديولوجي من التيارات والمجتمعات السورية والإقليمية الإسلامية المحافظة بفداحة استمرار ارتهانها بيد هذا النظام الحاكم.
قتلة سمير قصير هم نفسهم من وأدوا الربيع الدمشقي الذي كان نظّر له حتميةً تاريخيةً تكسِر عتمةَ القمع والاستبداد. الذين ردّوا على فكر صاحب "تاريخ بيروت" و "عسكر على مين" بمفخخةٍ قذرةٍ هم ذاتهم الذين استقبلوا نداءات الحرية في درعا بالرصاص، ليغرقوا سورية في غياهب الفوضى والموت والإرهاب.
ان نضال سمير قصير من اجل الحرية والسيادة والاستقلال والتحرر من الظلم والطغيان رغم كل محاولات الترهيب والتهديد والملاحقات التي تعرض لها، يُعتبر مثالاً لكل ناشط ومفكر وكاتب وشاب يريد المثابرة والدفاع عن قضيته حتى النهاية، حتى ولو تطلب ذلك دفع حياته ثمناً. ولهذا فان سمير قصير علّمنا عدم الاستسلام وخوض الامور حتى النهاية". ما هو غير مفهوم ومقبول رغم كل الاغتيالات التي تعرضت لها قوى 14 آذار وانتصارها على النظام السوري، وإجباره على الانسحاب من لبنان، ان تتحول تلك القوى الى اسيرة اجندات حلفاء سوريا والاضطرار للتفاوض مع حزب الله الذي يعبر بمقاتليه الحدود تنفيذاً لأجندة النظامين الايراني والسوري حول ذلك كتب سمير قصير، "قد يفهم المرء ألا يحتفل اللبنانيون احتفالاً شعبياً حاشداً بنهاية عهد الوصاية، كونهم اعتبروا الامر محسوماً بعدما نزلوا الى الشوارع واحتلوا الساحات. وقد يفهم المرء ايضاً ان تضطر المعارضة الى التعايش مع رئيس حكومة ليس منها وحكومة نصفها من الوزراء الذين كانوا قبل حين في المقلب الآخر. وقد يفهم المرء كذلك ان تتعامل المعارضة بشيء من الليونة مع رئيس للمجلس يقف على طرف نقيض معها. ولكن ما لا يفهمه احد هو ان يتصرف الجميع وكأن الصفحة الجديدة التي افتتحتها نهاية عهد الوصاية لا تملي عليهم، معارضين وموالين، تغييراً جذرياً في مقاربتهم الشأن العام، وهو التغيير الذي لا تظهر سوى دلائل قليلة ومتفرقة على امكان حصوله".
هل تكون الذكرى العاشرة لإغتيال سمير قصير فرصة أمام تلك القوى للعودة للشارع تنبأ سمير بعدم حصول ذلك إبان انتصار ثورة الأرز وقال حول مشروعه الحلم بالتغيير انتفاضة الاستقلال وتأسيسها للتغيير في سوريا كتب مقالة بعنوان "فعل بيروت في دمشق" " قلة من اللبنانيين الذين صنعوا "انتفاضة الاستقلال" يدركون انهم لم ينهوا عهد الوصاية السورية والنظام الامني – المافيوي اللبناني المتظلل بها فحسب، بل خلخلوا في طريقهم النظام الوصي نفسه. ولعل معظمهم إن ادركوا فإنهم لا يأبهون، وهذا الخطأ بعينه. كان سمير يعلم انه يوجد الكثير ليعمل حتى نثبت انجازات انتفاضة الاستقلال وأجزم ثقته بقاعدة تلك الانتفاضة، وشكه بقدرة القياده السياسية على إكمال الإنجاز للآخر، واستمرار لبنان بلا رئيس للجمهورية لأكثر من سنة دلالة على عجز تلك القوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة