الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية ...... لا تبني وطنا .

اثير حداد

2015 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الطائفية.... لا تبني وطنـــــــــــــــــــــــــــــاً .
اثيــــــــــــــر حــــــــــــــــــــــداد
# عبر مجريات التاريخ ولشعوب العالم، وعبر ما مر علي من معلومات استطعت الاطلاع عليها لم اجد حركة متطرفة واحدة تمثل الدين بالكامل، بل جزء منه او ما يسمى طائفة منه، او تحاول ان تطرح نفسها ممثلة لتلك الطائفة، واول ما تطرح نفسها فكريا وسياسيا وعسكريا تطرح نفسها معادية للطوائف الاخرى.
لنبدء من تاريخ بعيد .وارجو هنا الانتباه الى انني هنا لا ادون تاريخا، فذلك لا يهمني هنا وهو بعيد عن هدفي من عنوان المقاله. فانا ساختار احد الحركات الدينيه المنشقه والتي تمثل، حسب اعتقادي، ملامح هامة في طريقة عملها، مشابة لطريقة عمل تنظيم الدولة الاسلاميه في وقتنا الحالي، الا وهي الحشاشون.
الحشاشون او الحشاشين او الحشيشه او الدولة الجديدة كما كانو يسمون انفسهم ( الانتباه الى نوع تسمية انفسهم ) هي طائفة اسماعيليه نزاريه انفصلت عن الفاطميين اواخر القرن الحادي عشر ميلادي. وكانت معظم معاقلها في بلاد فارس والشام واسس الكائفه هذه الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة الموت في بلاد فارس مركزا لنشر دعوته، واكسبها عدائها الشديد للخلافة العباسيه والفاطميه.
اما ستراتيجيتها العسكرية فقد كانت تعتمد على الاغتيالات. ويعتقد ان تسميتهم مشتقه من الكلمة الفرنسية اساسنس اي القتلة او الاغتاليون . وتشير المصادر التاريخيه ان " طيلة ثلاث قرون نفذ الفدائيون اغتيالات ضد الاعداء الدينين والسياسين للاسماعيلية، وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الاماكن العامة على مراى ومسمع الجميع لاثارة الرعب . ونادرا ما نجى الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم، بل انهم لجئوا في بعض الحالات الى الانتحار لتجنب الوقوع في ايدي العدو" من موقع ويكيبيديا.
و حسن الصباح، مؤسس الحشاشين ولد من عائلة شيعية اثنا عشريه الا انه اعتنق الاسماعيلية فيما بعد. ومن اجل اكتمال الصوره التي اسعى لها لابد من الاشاره ان الحشاشين وبعد سيطرت حسن الصباح على قلعة الموت بدأ بنشر دعاته في جميع ارجاء ايران السنية ان ذلك.
دعونا ننتقل الى الوهابية ولن اطيل هنا سوى لمحات لان المعلومات عن الوهابيه متوفره وما زالت طريه.
الوهابية السلفية تختلف اختلافا جذريا عن الوهابية الاباضية التي نشات في شمال افريقيا. فالوهابية السلفية مصطلح اطلق على حركه اسلاميه سياسيه. قامت في منطقة نجد في اواخر القرن الثامن عشر الميلادي على يد محمد عبد الوهاب (1703-1792) ومحمد بن سعود، حيث تحالفا لنشر الدعوة الاسلفية وكانت بداياتها في الدرعية، حيث اعلن محمد عبد الوهاب الجهاد وقاموا، هو واتباعه، بالعديد من الحروب التي سموها غزوات ومصادرة اموال السكان وسموها غنائم. اما جانبها الفكري او العقائدي او الايديولوجي فانه مبني على اقامة دولة التوحيد والعقيدة الصحيحة وتطهير الاسلام من الشرك. ويضع بعض علماء السنه الوهابيه في مطاف الخوارج. بينما يعتبر الوهابيون انفسهم انهم اصل السنة الصحيحة وهم الفرقة الناجية.
ومن الامور التي تراها الوهابية اشراك _ التوسل، والتبرك بالقبور، والاولياء والبدع_ وتدعوا الى الرجوع الى الاسلام الصافي وهو طريق السلف الصالح في اتباع السنه ويلقبون انفسهم بـ " اهل السنة والجماعة"، ويعتبرون انفسهم الممثل الوحيد لاهل السنه ويرى المفكرالتونسي الاصل رياض الصيداوي ان الوهابية " تحالف تاريخي بين السلطة السياسية المالية متمثلة في ابن سعود والسلطة الدينية ممثلة في ابن عبد الوهاب.
اكتفي هنا في استعراض سريع لمنظمتين من طرفي الاسلام، وانا لا ادعي اطلاقا ان اية واحد منهم قبلت كممثل للطائفه نفسها، لكني اعتقد ان جذر التطرف كامن في الطائفية نفسها. فما هي الطائفية ؟
الطائفيه: هي نتاج ثقافي، فهي متغير وليس ثابت، وهي تنتمي الى المجال السياسي وليس الديني. وهذا يقودنا الى الاقراربانها حركات سياسيه تسعى الى قيادة السلطة والهيمنة عليها وجعلها لخدمة مصالحها السياسيه وليس مصالح الفئة او الطائفة التي تدعي الدفاع عنها.
لنعد قليلا الى مناقشة سمة المرحلة الحالية في كونها تتسم بحدة الصراع الطائفي في الشرق الاوسط عموما وشمال افريقيا ايضا.
يقول عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل فوكو توصيفا يوضح الى حد كبير لماذا لم يقد التغير لما بعد 2003 الى نظام ديموقراطي، حيث يقول " ان انظمة الاستبداد اذا طال امدها لعقود في البلاد التي تحكمها فانها تهيئ المناخ الملائم لظهور معارضات على شاكلتها، معارضات تعمل على اساس ردود الافعال، لانها تركز كل اهتماماتها على انهاء الانظمة القائمة والحلول محلها، دون امتلاك الوعي المطلوب ولا الرؤية الصائبة لبناء المستقبل الذي يجسد الاهداف التي قامت من اجلها تلك الانتفاضات "
وهنا اود ان اتوقف عند ضاهرة اخرى تمتد وتمتلك بعدا طائفيا تجلى فيما بعد 2003 وهي المتمثلة بدور الفئة الوسطى او الطبقة الوسطى . فالاستاذ والطالب والمهندس والفنان والمثقف هم من نتاج مرحلة الاستعمار وهم من قادوا التحرر الوطني، ومن ثم هم من قادوا لبناء " حكم الاستبداد" (الصدامي)، وهم قادوا الى الدولة الطائفيه. كيف ذلك والمسار التاريخي للشعوب الاوربيه يثبت ان الطبقه الوسطى هي التي قادت الى السلطة الى الدولة المدنيه او دولة المواطنه ؟ هل ان ذلك نتاج بناء ثقافي ام اقتصادي ام سياسي مرتبط بطبيعة الدولة ؟
اعتقد ان هناك سبب اقتصاديا متمثل في الدولة الريعيه، ولكني لن اقم بتناوله هنا لان مجاله واسع يحتاج الى مقالات مستقله. فدعوني اوصف الدولة العربيه.
النظم العربية: سلطة مرجعية متعالية لا تقتصر على انتاج واعادة انتاج سلطتها المعرفيه على اساس ما هو سياسي وديني و سوسيولجيونفسي، بل ايضا في امكانيتها على فرض واعادة فرض قوتها على عقول الافراد. وهي دولة حكم تسلطي يرفض المشاركة في اتخاذ القرار، ويصبح المركز هو الكل في الكل كما الالهة والحكم باسمه.
وكي نوصف الدولة العراقية السابقه نجد ان الدولة ابتلعت من قبل السلطة والسلطة ابتلعت من قبل الحزب والحزب ابتلع من قبل عشيرة صدام وعشيرة صدام ابتلعت من قبل العائلة والعائلة ابتلعت من قبل صدام نفسه، حتى الجيش لم يعد جيشا مهنيا بل يخضع للحزب . وتصبح علاقة المواطنه علاقة زجر من قبل القيادة ويتحول المواطن الى متلقي وليس فاعل. ولهذا لم يحدث اي اندماج للفرد العراقي في دولة المواطنه بل بقيت المكونات كما هي ، تحركها اصابع قمة السلطة حسب مصالها. وساورد هنا مثالين لدورالمواطن المتلقي. في الثمانينيات وبعد ان اثقلت الحرب العراقيه الايرانيه كاهل العراق, الغى صدام حسين العيادات الطبيه الشعبيه التي اسسها النظام نفسه من اجل كسب ود الفئات الفقيره عبر تقديم خدمات طبيه مجانيه, وبعد يوم من الغائها خرجت تظاهرات من الاطباء والفقراء تحت شعار " الغائكم العيادات الشعبيه خطوة اشتراكيه" .
المثال الاخر اجتياح الكويت. في اليوم التالي لاجتياح الكويت خرج الالاف مساندين للاجتياح مع انه لم يستشيرهم احد بالامر. وهو مثال اخر للمواطن السلبي المتلقي وليس الفاعل.
وكي نعود لربط احداث اليوم في عراق اليوم وعبرالعودة لما ورد من مقتطف لعالم الاجتماع الفرنسي ميشيل فوكو، اقول : اثبتت التجربة العراقية، وقبلها اللبنانية، ان الطائفية هي المعوق الاساس لبناء دولة المواطنة. والخطر الكامن ليس فقط في الوضع الحالي بل " حجز" المستقبل لصالح الدولة الطائفية التي توصف بالتسلطيه حيث انها، الدولة الطائفية، تنتج مجتمعا مصابا بعاهة جينية مضادة لبناء الدولة المدنيه دولة المواطنه عبر عسر الاندماج. فعوضا عن خلق علاقات دولة-مواطن تتشكل علاقة منفعيه. وتصبح السلطة وليس الدولة هي الموحد للوطن عبر اجرات قسريه وليس ديموقراطيه. وتصبح فيه التعدديات الفرعية اقوى من المؤسسات الديموقراطيه، واعلى من القانون فيصبح العرف العشائري والقبلي هم الحكم الفاصل وليس القضاء.
اثبت التاريخ بسطوع ان الطائفية، كمجال سياسي ثقافي منتج في مجتمعات مشوهه وهشه التكوين وغياب لوعي المواطنه انها منتجة للعنف واعادة انتجه وتتحالف مع سلطة راس المال السهل التكوين في الدول الريعيه، حيث تصبح قمة السلطة السياسية مثل السلطة التنفيذية في الشركات عابرة للقارات التي تبحث بشراسه عن الربح والعوائد والايرات والمرتبات والعوائد. الا ان سهولة الحصول على العوائد في الدولة الريعيه وخمول المجتمع المدني سهل على السلطة التنفيذية في دولة الطائفيه الحصول على رشاوي سميت عمولات، بينما لا يمكن للشركات الكبرى المتعددة الجنسيات استلام رشاوي او دفعها لان ميزانياتها ومرتبات المدراء مراقبة من عدة جهات، منها المجتمع المدني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah