الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضخم الذات وأزمة العقل الشرقي ج2

عصام عبد الامير

2015 / 6 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أن الشعوب تقوم بالثورات وتندفع لا شعوريا للاطاحة بأنظمة الحكم المستبدة التي تحكمها عندما تصل الظروف الحياتية والواقعية الى حال لا تستطيع تلك الشعوب السكوت عنها أنها حالة غضب وأنفجار طبيعي لسوء الاحوال المعيشية ( بطالة ,فقر ,تفاوت طبقي ,فساد أداري ومالي سوء الخدمات بمختلف أشكالها الصحية والتربوية والسكنية وغيرها )
من الممكن بل التأكيد على أن الثورات وتحت أي مسمى أو شعار ترفعه فأن العامل الاقتصادي هو الاهم في أشعال تلك الثورات وكما سألت ماري أنطوانيت ماذا يريدون الناس الثائرون فأجابوها أنهم جياع يريدون الخبز أما ماالذي حدث في الشرق وبالتحديد الشرق الاوسط فأن القادة والزعماء السياسين الذين جاؤوا الى سدة الحكم سوى عن طريق الانقلابات العسكرية أو نتيجة لثورات شعبية أو أنتخابات أغلبهم مصابين بتضخم الذات الذي تحدثنا عنه في الجزء السابق فهؤلاء بمجرد الجلوس على كرسي السلطة وبدل أن تتوجه جهودهم لحل الازمات الداخلية والمشاكل التي تعاني منها الشعوب وبدل من أستخدام العقلانية في تشخيص أسباب التدهور والتخلف الذي أصاب دولهم والبدأ بعملية وفق الاسس العلمية في البناء والتنمية البشرية والاقتصادية وبدل من أحترام حجومهم الجغرافية التي جاؤوا من رحمها بدل من كل ذلك هم يستجيبون تلقائيا الى حالة تضخم الذات التي يعانون منها مما يؤدي الى تجمد وتوقف العقل وذلك بطغيان أحلام الذات التي تستمر بالانتفاخ وتدفع ببصر صاحبها نحو خارج الحدود حلما وخيالا بوحدة لامة مجزءة أو اعادة مجد تليد لامة مهزومة والبطل الاسطوري لاعادة الحقوق المغصوبة قد جهزه التأريخ لاداء المهمة المستحيلة وها هو الفارس يمتطى جواده ويرفع سيفه ويجيش الجيوش لمواجهة أعداء الامة
تلك الكارثة التي أبتلت بها شعوب المنطقة منذ تنظيرات القوميين العروبين في الامة الواحدة والرسالة الخالدة وتفسيرات سيد قطب في أعادة الخلافة الاسلامية ومن بعده جاء الخميني بشعارات الموت للامريكا و للاتحاد السوفيتي والموت لاسرائيل وللبعثيين وللعالم أجمع يريد تصدير الثورة الاسلامية الايرانية ليعيد أمجاد أمبراطوريتها المقبورة
هؤلاء الاغبياء الحمقى الذين جلبوا لنا الكارثة بأمراضهم وجهلهم فهم لم يقرؤوا فلسفة التأريخ ولم يتعلموا أن بناء الحظارة وأقامة الامبراطوريات لايأتي برفع السيوف أنطلاق من أحلام مريضة وأنما بتوفر العوامل الموضوعية وأهمها العامل الاقتصادي وتطور قوى الانتاج
العمل والعلم الاقتصاد وتطوير المناهج التعليمية الابتعاد عن الخرافات والشعارات عديمة الجدوى كان من المفروض أتباعها من قبل هؤلاء الحمقى من أجل ان تشعر الذات بمكانتها اي من خلال الانجازات الحضارية وبناء المجتمعات الحرة المتقدمة
والامثلة كثيرة (صدام يريد قطعة أرض ليحرر فلسطين والقذافي صاحب الجماهيريةالعظمى وقبله عبد الناصر الذي اراد ان يرمي اليهود في البحر خطب رنانة وتصريحات ثورية فارغة بالوقت الذي يستوردون فيه كل شيء من أعدائهم المفترضين بدأ من القمح وطلقة البندقية الى الطائرات والصواريخ ) لا يمكن أن تكون الصدفة ان تجمع كل هؤلاء القوميين العروبيين بسمات فكرية وسلوكية والملايين التي أتبعتهم سوى مرض تضخم الذات الزائف والجهل وشلل العقل العلمي
والامثلة كثيرة بالنسبة الى الاتجاة الاسلامي من المجانين فما الفرق بين الخميني الذي اراد ان يعلب الثورة الاسلامية ويصدرها ليكون بالنتيجة زعيمها وبين اسامة بن لادن وان اختلفوا طائفيا كلهم مرضى والشعوب التي تتبع هؤلاء سياسة هؤلاء تعتمد على أكاذيب ووهم (أمة عربية ,أمة أسلامية ,الله ,الدين ,المذهب ) جميعها أطلال ومعادن صدأة لا قيمة لها الا بعقول أصحابها
حزب الدعوة وأخوان المسلمين داعش والحشد أيران وتركيا والقاعدة وحزب الله والقائمة تطول كل هؤلاء هم نتاج عقم العقل الشرقي وتضخم الذات المرضي الذي فعل كما فعل بالضفدعة التي نفخت نفسها لتساوي حجم البقرة فأنفجرت وتحولت الى أشلاء ولكن الفرق هو أن الاشلاء في الشرق تتقاتل فيما بينها لتخدم الاغراض والمصالح الامبريالية الرأسمالية حتى أصبحنا أضحوكة للعالم ومهزلة التأريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة