الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة بين الدين و العلم (8)

جرجس تقاوي مسعد

2015 / 6 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


بحث في إحدى مشكلات التعليم المعاصر
الأزمة بين الدين و العلم
"الحلقة الثامنة"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباب الثاني
نماذج من التاريخ و الحياة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثاني
أمثلة للمتعاملين مع العلم كوسيلة تفسيرية للدين و أداة من أدواته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك الكثير من الدعاة و الفقهاء ـ في كافة الأديان و على اختلاف مستوياتهم العلمية ـ يسعون دوماً إلى استخدام العلم كوسيلة أو أداة تفسيرية لنصوص الدين الغامضة التي لم يكن لغيرهم السبق في سبر أغوارها مما يمنحهم قدراً محموداً من الشهرة ( و يكون هذا هو للأسف هدفهم الحقيقي و إن كانوا ينكرون) منتظرين دوماً أن يسعى علماء العالم لإعطائهم نتيجة الأبحاث و التجارب فيأخذون هم تلك النتيجة الجاهزة مدعاة للتأمل في عجائب الخلق و قدرة الخالق ...الخ، و لا يريدون من العلم أكثر من ذلك !! فلو جاءهم بجديد استخدموه لذات الهدف و إن لم يأتهم فلا ضرر و لا ضرار!!!
و في هذا خطورة جمة فرجل العلم في نظرهم كالمهرج أو الممثل الذي يؤدي دوراً ما لإمتاعهم فإن أعجبهم صفقوا له و إن لم يرضهم تغاضوا عنه، بينما لن ينتظر العالم المتقدم نتائج الأبحاث و الاستكشافات العلمية ليتأمل فيها متى أراد بل يسعى دوماً لاستخدامها في تقدمه و حث رجال العلم على أن يأتوه بالمزيد.
و هناك أسماء لامعة في مجال الدين بمنطقتنا كان سبب شهرتها هو استخدام هذا الأسلوب لا داعي لذكرها فبمجرد الإشارة لها سيتطرق إلى ذهن القارئ بعضاً منهم، و لن نسترسل في هذه النقطة كثيراً مكتفين بالمقال التالي كعينة من هذا الفكر:-
"لا يخفى أن من مقتضيات الإيمان أن يعلم المسلم أنه ما من آية في كتاب الله تحدثت عن أمر من أمور الدنيا أو الآخرة إلا وقد استوعبت وصف هذا الأمر بأحسن عبارة وأدقها وأروعها، مما لا يطيق مثله البشر، فإذا كان الأمر الذي تعرض له القرآن مما يدخل في نطاق البحث العلمي فلا شك أن دقة العبارة القرآنية سوف تستوعب ما بلغه العلم من وصف، إذا كان ذلك الوصف العلمي حقيقة ثابتة. وكيف لا والمتكلم بهذا القرآن هو الحق سبحانه وتعالى، الخبير بكل ما خفي ودق، والعليم بالسر وما هو أخفى من السر، والذي يعلم أنه سوف يأتي على الناس زمان يتحدثون فيه عن هذه الآية أو تلك وعن وجه الإعجاز فيها. "[المصدر (http://www.maknoon.org/e3jaz/new_page_103.htm)]
و مع احترامنا لرأي كاتب المقال إلا أنه بين طيات السطور قد وضع مخدر الاستعمار الذي أشرنا له سابقاً و الذي إن جمعناه نجد لسان حاله يقول:- (لا تتعبوا أنفسكم في أمور العلم فمهما توصل العلماء ستجد عندي تفسيراً لما تريد!!) و هو بذلك لا يرى في العلم سوى مقدمٌ لبعض العروض البهلوانية التي يستمتع بها و يمكنه استخراج تفسيرٍ و تأملٍ لأحاجيها متى أراد !!!!!!!!!!!!!!
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟