الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الساحر٢-;--

سارة شريف النطار

2015 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقف الساحر ممشوق القامة .يضع يداه في خصره. ناظرا للعرض بحفاوة و .ابتسامه ماكرة.
يتابع بنظرات حادة ما يحدث.
العرض مثير للغاية .لا تكاد تمر دقيقة دون أحداث مهولة التاريخ يتشكل كالقشرة الأرضية تماما.
لكنه سريع للغاية.
ترتفع جبال وتسقط هضاب متهدمة
تتسارع الريح و تزيل الطبقات الميتة من التاريخ .
إنها الحرب
غضب التاريخ .
يتحرك الساحر بعصاه ليعيد تغيير مجري التاريخ.

-النتائج الحتمية لتلك العشوائية والخرف
إنها كلمات هتلر (أنا لا أرحم الضعفاء حتي يصبحوا أقوياء وإذا أصبحوا أقوياء فلا داعي لأن أرحمهم).
أظن أن الغباء لا يجني سوي الموت.
و لا ظلم في هذا.

_لكن ألا تنتهي أحلام دون وجه ذنب
ألا تقتل أطفال لم يقرروا بعد.
حساباتك خاطئة صديقي.

يتفوه بتلك الكلمات الشاب المتسائل دوما فيلتفت إليه الساحر مرحبا كالعادة.

-التاريخ أكبر منك ومن غيرك
فلا داعي للغضب من بعض التضحيات.
أم أنت تتعجب أن إلهك لم يتدخل في ذلك بعد.

_أعتقدت أنني وجدت الحقيقة .لكنها بعيدة بعيدة كل البعد.
جئت إليك ثانية اتسائل .

-كنت أنتظرك بشغف.
تعال معي فلدينا الكثير من الحديث لنكمله سويا.

علي أنقاض خربة و رياح محملة بالحصي و بقايا الحياة هنا .
سماء ملبدة بالغيوم علي وشك أن تمطر.
و لحن الموت يعزف بشجن !

-إنه المكان الأنسب لنبدأ .
أنسجم مع اللحن والمكان وتخلص من آثار الغباء و خرف الواقع بعض الوقت.

_أريد ذلك حقا .
يقولها مغمض العينين مستسلما بالم.
رافعا رأسه لأعلي في انتظار المطر.

-أسترخ الآن ولنبدأ.
لماذا لا يتدخل الله ويرفع الظلم عن الناس؟

_إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.

-هل تريد أن تقنعني أن كل هؤلاء المشردين ظالمين؟

_لو اتحدوا و اجتهدوا سيتخلصون من عدوهم حتما.

-إذن وما دخل الله في ذلك.هم فعلوا بمفردهم.

_البركة والتوفيق وإزالة العوائق.

-أنا من ازيلها حتما. إذا اجتهدت وإذا لم اجتهد لا تزال. فما دخل الله إذن!

_الظروف المقدرة لك والتي ساعدتك في ذلك. أليست قدرا من الله.

-و الظروف السيئة كانت ايضا قدرا من الله.

_أنت تستغل الظروف السيئة و تستفيد و تصبح أفضل ما عندك.

-كيف لي أن استغلها وأنا مقتول؟!!

_قدرك انتهي إلي هنا.

-إذن فما فائدة كل ذاك. و قد انتهيت .
أين الله إذن

_سيعوضك بالجنان

-و ما أدراني بوجودها.
و حتي لو وجدت ما أدراني أنها كما وصفت لي .
ربما تعود أرواحنا إلي الله ونندمج بذاته و كفي ذلك.
و حتي كما وصفت الجنان.فأي حياة تلك وهي منافية لطموحي ومثابرتي.

_ربما ليست تلك الحقيقة التي نعرفها!
ربما الله لا يساعدنا بتلك الطريقة التي ادمنا التحدث عنها والاعتقاد فيها.
إذا كان الله يتدخل مباشرة سنعدم حريتنا.
أتعرف ربما يكون الله سلحنا بقوي خاصة وترك لنا حرية استخدامها أو تركها والسقوط في الوحل.

-اتقصد الروح و العقل والكون.
ربما كلام مقنع. لكن الكثير لم يأخذ تلك الفرصة لينجو و يستغلها .توفي صغيرا.
كان برعم في تلك الحياة حينها.

_كلامك مقنع ربما.
لكن لا استطيع أن اصدق أن الإرادة والتطلع وحب المعرفة للمعرفة ذاتها هي خلق كوني .مادة و شحنات كهرومغناطيسية.
إلخ.

-الحقيقة الوحيدة الآن هي الحياة والموت ولو عرفت الحقيقة الأكبر لما أصبح للحياة معني.
إنها النهاية.

أمطرت أخيرا .
وقف الشاب و انطلق ليرقص تحت المطر و يغني غناء عبثيا يبكي ويسقط أرضا .
لاااااااا لست أنا
لست أنا الفناء
أنا الخلود .كيف أن أشعر بكل ذلك وأفني
كيف أن أشعر وأتطلع لكل هذا وانا مجرد منشأ عبثي صدفة بلهاء ألقت بي في ذلك المكان.لتعطيني كل تلك القدرات .
إنها تلك الحياة .
مهزلة البشرية.
أقترب الساحر منه و أمسك رأسه بين يديه
أنت و من مثلك من يصنع التاريخ .
قدراتك ليست عبثا.
و خلودك سيحرك التاريخ من وراء قبرك.
برقت عين الشاب .و أسدل الستار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah