الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت

زيد كامل الكوار

2015 / 6 / 4
المجتمع المدني




مثل شعبي عراقي قديم ، يفيض حكمة ويقطر أسى و سخرية مرة لاذعة ، يرى كل مراقب للساحة العراقية ، البون الشاسع والواسع بين طبقات الشعب العراقية ، فالمواطن البسيط يقاسي الويل والفاقة ، شعب يعيش قرابة النصف منه تحت خط الفقر ، تتسول أطفاله على أكوام النفايات فيتصارعون مع الكلاب السائبة والقطط من أجل الحصول على كسرة خبز أغفلتها بغير قصد ربة منزل فكانت نصيب الغالب من المتصارعين ، أرامل يفترشن الأرض ويلتحفن السماء بلا مأوى كريم يأويهن وأيتامهن ، رجال يجوبون الشوارع والمقاهي والمحطات بحثا عن فرصة عمل وليس شرطا أن يكون العمل مناسبا ، فلقمة الخبز في فم طفله بلا هوية ، ملايين المهجرين الذين سلب الإرهاب أعراضهم ، وكرامتهم وكبرياءهم ، قبل أموالهم وبيوتهم ومصادر رزقهم ، آلاف الشهداء والجرحى ، وأكثر منهم من العوائل المنكوبة بشهيد أو جريح معاق فقد أهليته للعمل ، جيوش العاطلين عن العمل من غير المؤهلين إلى المهمشين أوالمفصولين ، من القوات العسكرية والأمنية من النظام السابق ، عشرات آلاف المسجونين من الأبرياء ضحايا حملات الاعتقال الكيفية العشوائية ، قوافل العجزة من المتقاعدين الذين قدموا زهرة أعمارهم في خدمة البلد ، ولا يجد في راتبه التقاعدي ما يؤمن له سكنه ، ناهيك عن علاجه وما تقتضيه مصاريفه الشخصية لا سيما وهم كبار السن بحاجة إلى العناية الخاصة في كل المفاصل الحياتية ، مئات الآلاف من الخريجين الذين يعملون ( إن وجدوا فرصة العمل ) في أعمال تخدش كرامتهم وكبرياءهم ، وبقيت الطبقة الأكبر أهمية وتأثيرا ، فهم صفوة الله في أرضه ، المسؤولون الحكوميون ، والسياسيون ، والتجار الطارئون أدوات غسيل الأموال القذرة ، الذين أصبحوا ينافسون التجار الأصلاء ، ويضيقون عليهم منافذ أرزاقهم .
بعد هذا العرض الذي شمل جزءا من طبقات الشعب العراقي الذي صار المثال الحي للتمايز الطبقي الذي كنا نسمع عنه في ما مضى ، كل تلك الطبقات المسحوقة التي ذكرناها وغيرها ممن فاتنا ذكره لضيق المقام أو عن غير قصد ، كل هؤلاء هم النتيجة الحتمية للسياسات الخاطئة ، والفساد المالي والإداري والسياسي ، فالقرارات المالية الخاطئة والفاسدة ، من تخصيص الرواتب والمخصصات الفلكية للمسؤولين والهوة الواسعة بين رواتبهم ورواتب صغار الموظفين أو المتقاعدين ، خلقت سقفا يغطي رؤوس الطبقات المسحوقة لتستلقي فوقه نخبة المرضي عنهم من المسؤولين الحكوميين والسياسيين الذين حرصوا وبكل ما أوتوا من قوة ونفوذ على توسيع وتعميق تلك الهوة السحيقة بدلا عن ردمها أو انتشال المسحوقين منها . وما ذاك إلا أن في بقاء تلك الهوة واتساعها ديمومة عز ومجد وانتفاع أولئك المسؤولين النفعيين ، وبناء وتأسيسا على ما تقدم ، يحق لنا أن نشخص هذا الوضع الطبقي الشاذ في المجتمع العراقي ، أكبر عقبة في طريق تحقيق مصالحة وطنية حقيقية منصفة تعيد لكل مظلوم حقه وتعوضه عن الحيف الذي حل به ماديا ومعنويا حتى لا يبقى في نفسه درن من حيف أو حقد ، وقبل كل تلك المآسي التي ذكرناها آنفا ، تقف مأساة المهجرين من المسيحيين ، و الآيزيديين الذين تعرضوا لأبشع تطهير ديني وطائفي ، فمأساة الآزيديات المسترقات في أيدي مغول العصر الحديث ، داعش الإرهابي البغيض ، تبقى مأساتهن جرح العراق الغائر الذي يجب أن يشفى ويندمل كشرط أولي ليتمكن العراق من الشروع في لملمة أشلائه الممزقة ، ولا يكون ذلك بلا تضافر الجهود بين مكونات الشعب العراقي العريق ، للقضاء على هذا المسخ اللعين ، وطرده من أرض العراق إلى الأبد ، ومن أهم شروط تحقيق هذه الأحلام المشروعة ، في المصالحة الوطنية الحقيقية وعودة كل المهجرين إلى أرضهم معززين مكرمين ، تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق الاجتماعية ، والظلم البين الواضح . وإنصاف المستحقين ، وإطلاق سراح الأبرياء وتعويضهم ماديا ومعنويا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات


.. شاهد: الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بعقد صفقة تبادل فور




.. مبادرة في يوم عرفة لحلق شعر ا?طفال غزة النازحين من الحرب الا


.. مع استمرار الحرب.. مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر م




.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع